صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الشوارع والميادين تستغيث من انحرافات الشباب السلوكية

اللواء الإسلامي

الخميس، 06 يونيو 2024 - 02:49 م

مشاهد مؤلمة نرصدها بشكل يومى على حافة الطرق وعلى أرصفة المترو وداخل المواصلات العامة والشوارع والميادين العمومية، لشباب وفتيات بأعمار مختلفة ينتهكن معيار المجتمع ويأتين بأفعال مخالفة لقيم هذا المجتمع العريق بهويته العربية وسماحة دينه الحنيف، فضلا عن لجوء الكثير من هؤلاء الشباب إلى تعاطى المواد المخدرة وممارسة سلوكيات ينفر منها كل من حولهم مثل المعاكسات وممارسة البلطجة والعنف، وارتكاب الكثير من الجرائم التى تسجلها دفاتر الشرطة بشكل يومى.

والسؤال الذى يطرح نفسه بشكل يومى هو أين الأسرة من هؤلاء الشباب ودورها فى تربيتهم وتقويم سلوكياتهم، ولكن قبل ذلك يجب الاعتراف بأن تربية الأطفال مسئولية كبيرة وتحد يواجه الآباء والأمهات فى جميع أنحاء العالم، فالأطفال هم مستقبل المجتمع وعلينا أن نقدم لهم الرعاية والتوجيه اللازمين لضمان نموهم وتطورهم السوى بعيدا عن أى انحرافات خلقية وسلوكية.

اللواء الإسلامى ناقشت هذه القضية مع العلماء  للوقوف على أبعادها وما يجب على الأبوين تجاه أبنائهم فى قضية التربية وأصولها لضمان تنشئة جيل سوى قادر على العمل والعطاء.

تقول الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الإجتماع، بجامعة القاهرة، إن تربية الأبناء فن له أصوله فيجب أولا أن يشارك الأباء فى تربية أبنائهم، فهناك الكثير من الأباء من لا يريد القيام بأى نوع من رعاية الطفل مشيرة إلى أن سلوك الوالدين له أثرا كبيرا فى المشكلات النفسية التى يتعرض لها الطفل، مثل افراطهما فى التسلط، أو الحماية، أو النبذ والإهمال، أو التدليل والقسوة، أو التذبذب أو الاضطراب، والتمييز بين الأولاد، مؤكدة أن كل هذه الاتجاهات ضارة بشخصية الطفل، ومن الأفضل التوسط والأعتدال الذى نستمده من هدى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتحذر من الصدمات النفسية والاضطرابات العائلية الناشئة من النزاع والخصومة بين الأبوين وتكرارها، مطالبة الوالدين بضرورة  تجنب الخلافات، خاصة أمام الأولاد حتى لا تنعكس هذه الانفعالات التى يواجهها الطفل فى بيته على تصرفاته فى مدرسته، فيصبح أكثر عدوانية.

فيما تشير الدكتورة عزة عبدالكريم، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إلى أن الطفل يحتاج إلى حنان واحتواء الوالدين، مؤكدة أن تربية الأطفال من أصعب المسئوليات التى يقوم بها الوالدان، فالبعض يربى بقهر وشدة، بينما البعض الآخر يفلت الزمام للأبناء فى تسيب تام، وما بين الطرفين يخرج الكثير من الأطفال غير الأسوياء أو الذين يعانون من مشكلات نفسية وصعوبات فى التواصل.

ثوابت تربوبية
منوه أن طرق التربية تتعدد ما بين قديمة وحديثة، وبعضها يتناقض مع البعض الآخر فى بعض النقاط، إلا أنها جميعا تلتقى فى ثوابت مشتركة، أهمها الألتزام بالتوجيه النبوى وتشدد عبدالكريم على ضرورة أن يكون للطفل فسحة من اللعب، فلا يصح أن يتم قهره وهو فى سن صغيرة، هى مرحلة تكوين الشخصية والسلوك، حيث يحتاج الطفل إلى حنان واحتواء وتوجيه بسيط.

وتطالب بضرورة أن تكون الأسرة قدوة للأولاد، يعلمونهم الطاعات بالاحتواء والحنان، ويكون التعليم بالتقليد، فلا يسب الأب ولا يقوم بتصرفات مشينة ويطلب من أولاده عدم فعلها، فعليه أن توافق أفعاله أقواله.

اقرأ أيضًا| في ظل الجمهورية الجديدة.. المجتمع المدني ينجح في تحقيق رؤية مصر 2030

وتابعت عبدالكريم أنه فى مرحلة المدرسة لابد للأب أن يراقب أولاده وأن يقوم بتوعيتهم، ويحذر ممن يصاحب، فالمرء على دين خليله، ويجب أن ينتبه الأب جيدا فى هذه المرحلة إلى المدارس الدينية التى تتبع جماعات متشددة، لأنها تحول شخصية الطفل تحويلا كاملا وقد تقلبه على والداه، وتجعله نافرا من المجتمع وتنزع منه الانتماء للوطن.

الحوار والتربية
وفى نفس السياق تؤكد الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة أن الحوار من أهم أساليب التربية التى يمكن الاعتماد عليها فى تربية الأبناء لتنشئتهم تنشئة سليمة، وعدم تركهم فريسة سهلة للعوامل التى تستقطبهم نحو الانحرافات الفكرية والأخلاقية، مطالبة بضرورة تطبيق الحوار فى كل أمور الحياة بين الأباء والأبناء، مستشهدة فى ذلك بما أكده القرآن الكريم فى مواقف الدعوة والتربية والتوجيه والإرشاد، لذلك يجب استخدامه فى تربية الأبناء  مشيرا إلى أن الاختلاف أمر وارد فى الحوار ولكن إيجابية الاستماع وأساليب الحوار كفيلة بتقريب وجهات النظر بشرط تجنب اللوم والأحكام المتسرعة وقتل الشخصية.

مسئولية مشتركة
فيما يؤكد الدكتور أحمد سالم، مدرس العقيدة بجامعة الأزهر أن مسئولية تربية الأولاد هى مسئولية مشتركة بين الأب والأم، يتعاونان معا للقيام بها، وليس لأحدهما أن ينفرد بهذه المسئولية، ولا أن يعزل الأولاد عن الطرف الآخر، ويتأكد ذلك فى المجتمعات التى يكثر فيها الفساد والانحراف.

وتابع أن المطلوب فى معاملة الأولاد الرحمة بهم وعدم التشديد عليهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته) الحديث» كالتدرج معهم فى ملازمة الصلاة، والتعود على الصيام، مشيرا إلى أن أى تصرف يخشى منه عادة فساد خلق الطفل ودينه، فإنه يتلطف معه فى الإقلاع عنه، أما إهمال الولد بحجة رحمته، هو غش له  وتصرف من التصرفات التى تفسده وتهلك دينه فلا يصح إهماله بحجة الرحمة وحرية الطفل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة