صورة موضوعية
صورة موضوعية


أحمد محرم أول من استخدم مصطلح «النكبة» فى نص شعرى

سلاحهم الشعر والرواية والكلمة| يحاربون الاحتلال بـ«القـلم»

آخر ساعة

السبت، 08 يونيو 2024 - 01:59 ص

شكّلت القضية الفلسطينية محورا مهما في المشهدين الروائي والشعري العربيين، فرغم أن أبناء فلسطين كتبوا بلهجة لا ينقصها الفصاحة ولا البراعة عن معاناة الفلسطينيين داخل الأراضى المحتلة أو فى بلاد الشتات، فإن القضية كونها مشتركا عربيا حظيت باهتمام واسع من كتّاب عرب من الخليج إلى المحيط، فظهر الشعراء والروائيون الذين شاركوا جميعا فى جعل القضية حية فى الذاكرة وصاحبة حضور متجدد فى نفوس جميع العرب، فكانت هذه الأصوات ولا تزال هى المعبر عن حقيقة أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم فى الساحة، وأن القضية وهمها شأن يهم كل أبناء الأقطار العربية، ليس كشعارات بل كحقيقة تسرى فى عروق كل عربى عبرت عن نفسها فى نصوص شعرية وسردية شديدة الصدق.

المكتوب العربى كان ولا يزال على مستوى الحدث الجلل، إذ ساند المجهود الشعري والروائى الذى أنتجه الفلسطينيون أنفسهم أمثال الشعراء محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان والروائيين غسان كنفانى وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبى، فظهر الاهتمام العربى الواسع بالقضية الفلسطينية بعد أن تم تكريسها قضية العرب الأولى فى النصف الثانى من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، باعتبارها القضية المركزية التى وحدت العرب وشكلت الجزء الأكبر من هويتهم فى العقود الأخيرة.

ونجد اهتماما من أجيال الشعراء المصريين الأوائل بالقضية الفلسطينية حتى قبل النكبة 1948، أمثال على محمود طه وأحمد زكى أبو شادى، ومحمود حسن إسماعيل، لكن يظل العنوان الأبرز لهذه المرحلة هو الشاعر أحمد محرم، الذى يعتبر أهم صوت شعرى مصرى كتب عن القضية الفلسطينية بشكل مبكر جدا، فكتب قصيدة طويلة بعنوان (نكبة فلسطين) العام 1933، وإلى هذه الفترة نفسها نجد شاعر العراق الكبير محمد مهدى الجواهرى يتفاعل مع القضية فى عدة قصائد مثل: (الشباب المر) و(يافا الجميلة)، و(فى فلسطين الدامية)، و(فى ذكرى وعد بلفور)، كما كتب الشاعر العراقى عبد الوهاب البياتى أشعارا نصرة لفلسطين.

◄ اقرأ أيضًا | البرديسي: القيادة السياسية والدبلوماسية على أرضية واحدة لتحقيق التسوية بغزة

تطور التناول الشعرى للقضية الفلسطينية على المستوى العربى مع أحداث نكبة فلسطين وميلاد الكيان الصهيوني، هنا نجد أن الشعر كان أسبق فى التعبير عن الانفعال الإبداعى عربيا من الرواية، وتحول الشعر لآلة رصد للواقع ومجرياته، فأصبحت الأشعار التى تحول العدد الكبير منها إلى أغانٍ أداها كبار المطربين والمطربات العرب أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز، ما أدى لتفاعل عربى واسع، فى ذروة المد القومى، فغنت أم كلثوم من ألحان محمد عبد الوهاب وكلمات الشاعر السورى نزار قبانى، أغنية (أصبح عندى الآن بندقية)، كما ألقت أم كلثوم (كلمات لفلسطين) من أشعار الشاعر المصرى صلاح جاهين، أما فيروز فغنت قصيدة (زهرة المدائن) من كلمات الشاعر اللبنانى سعيد عقل.

ويعد نزار قبانى من أشهر الشعراء العرب الذين كتبوا الأشعار مناصرة للقضية الفلسطينية، ومن أشهر قصائده (بكيت حتى انتهت الدموع)، و(يا تلاميذ غزة)، أما الشاعر المصرى عبد الرحمن الأبنودى فكتب الكثير من الأشعار عن القضية الفلسطينية، وبعضها تحول إلى أغانٍ أداها عبد الحليم حافظ منها أغنية (المسيح)، كما أن صديق الأبنودى الشاعر الكبير أمل دنقل يعد واحدا من أهم شعراء القضية الفلسطينية على المستوى العربى، فكتب قصائد (فى انتظار السيف) و(سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس)، وقد وصل إلى ذروة شعر الرفض والدفاع عن القضية فى قصيدته الأشهر (لا تصالح).

أما الرواية فقد امتازت على أكثر من مستوى، فمن ناحية بدت أكثر عمقا فى تحليل أسباب الأزمة وميلاد الكيان الصهيوني، وكشف الجوانب الاجتماعية للشخصية الفلسطينية سواء داخل الأرض المحتلة أو الشتات، ومن ناحية أخرى سمحت الرواية باعتبارها ديوان العرب فى القرن العشرين، بتخليد القضية الفلسطينية والسماح لعدد أكبر من القراء بالاطلاع على تفاصيل دقيقة وأكثر إنسانية وألما فى واقع الفلسطينيين وقراءة معاناتهم بسطور تقطر دماء، وتركز الرواية العربية فى تناول للقضية الفلسطينية على المكان باعتباره النقطة المركزية التى يستند إليها الوجود الفلسطينى، ربما تكون رواية (لاجئة) للروائى اللبناني جورج حنا الأولى فى هذا المضمار، كما تعد رواية (المزامير) لفتحى سلامة أول رواية مصرية تناولت القضية الفلسطينية عقب النكبة مباشرة.

توالت الروايات التى رسخت وجود القضية الفلسطينية فى مشهد السرد العربي، وتعد رواية (باب الشمس) 1998، للروائى اللبنانى إلياس خورى واحدة من أشهر نماذج الرواية العربية التى تناولت القضية الفلسطينية، إذ يقدم فيها سيرة ملحمية للاجئين الفلسطينيين فى لبنان، كذلك ركز الروائى السورى ممدوح عدوان على تحليل جذور الحركة الصهيونية التى ضربت بمخالبها فى الأرض العربية الفلسطينية فى روايته (أعدائى) 2000.

وبينما ألف السورى حيدر حيدر رواية (حقل أرجوان)، التى يتناول فيها تعقد القضية على الفلسطينيين أنفسهم، ألف السورى أديب النحوى، روايته (عرس فلسطينى) 1970، أما الأديب الجزائرى واسينى الأعرج، فقدم روايته (سوناتا لأشباح القدس) 2009، أما الروائى الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل، فكان حضور فلسطين فى أعماله أساسيا، إذ كتب أكثر من رواية مثل: (فى حضرة العنقاء والخل الوفى)، و(على عهدة حنظلة)، وهى عن سيرة ناجى العلى، و(الشياح) و(الحادث 67).

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة