الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري كيم جونج أون - أرشيفية
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري كيم جونج أون - أرشيفية


بوتين في زيارة تاريخية لكوريا الشمالية بعد 24 عاماً

سامح فواز

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 - 08:16 م

في خطوة تعكس التحالفات الجديدة على الساحة الدولية، يصل اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى كوريا الشمالية، في زيارة تستمر لمدة يومين للحليف المقرب من موسكو، في أول زيارة له منذ 24 عامًا، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه روسيا سيل من العقوبات الدولية بسبب حربها على أوكرانيا.

 

زيارة تعزيز الشراكة ومواجهة العقوبات الغربية

تأتي زيارة بوتين إلى بيونج يانج، بعد دعوة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال زيارة الأخير لروسيا في سبتمبر الماضي، حسبما أفادت وكالة أنباء رويترز، وستكون هذه أول زيارة لبوتين إلى كوريا الشمالية منذ زيارته الأخيرة في يوليو 2000.

في مقال افتتاحي نشرته وسائل إعلام كورية شمالية، أعرب بوتين عن امتنانه لكوريا الشمالية لدعمها له في حر أوكرانيا، وقال إن البلدين سيتعاونان عن كثب للتغلب على العقوبات بقيادة الولايات المتحدة.

كما أشار إلى أن روسيا وكوريا الشمالية ستطوران نظم التجارة والدفع "التي لا تخضع لسيطرة الغرب" وستعارضان بشكل مشترك العقوبات التي وصفها بأنها "قيود أحادية الجانب غير قانونية".

 

استعدادات في بيونج يانج للزيارة

في العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج، تم تزيين الشوارع بصور بوتين وأعلام روسيا، كما علق لافتة على أحد المباني تقول: "نرحب ترحيبًا حارًا برئيس روسيا الاتحادية".

تبادل المصالح والمساعدات العسكرية

تأتي زيارة بوتين في ظل مخاوف متزايدة من اتفاق تبادل أسلحة، حيث تزود بيونج يانج موسكو بالذخائر التي تحتاجها بشدة في الحرب، مقابل المساعدات الاقتصادية وتحويلات التكنولوجيا التي ستعزز التهديد الذي تشكله برامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ.

ويتهم مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالمدفعية والصواريخ والمعدات العسكرية الأخرى لاستخدامها في أوكرانيا، ربما مقابل تكنولوجيات عسكرية رئيسية ومساعدات.

وتنفي بيونج يانج وموسكو الاتهامات المتعلقة بنقل الأسلحة الكورية الشمالية، والتي ستنتهك العديد من عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي سبق أن صادقت عليها روسيا.

 

دور روسيا والصين في دعم البرنامج النووي الكوري الشمالي

إلى جانب الصين، قدمت روسيا غطاء سياسيًا للجهود المستمرة لكيم جونج أون لتطوير ترسانته النووية، وعرقلت بشكل متكرر الجهود الأمريكية لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب تجاربها على الأسلحة.

وفي مارس الماضي، أنهى الفيتو الروسي في الأمم المتحدة رصد العقوبات الأممية ضد كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي، مما أثار اتهامات غربية لموسكو بأنها تسعى لتجنب التدقيق بينما تشتري أسلحة من بيونج يانج لاستخدامها في أوكرانيا.

 

هدايا فاخرة من بوتين لكيم

في وقت سابق من هذا العام، أرسل بوتين لكيم جونج أون سيارة ليموزين فاخرة من طراز "أورس سينات"، والتي كان قد أظهرها للزعيم الكوري الشمالي عندما التقيا في سبتمبر. ورأى مراقبون أن هذا الشحن ينتهك قرارًا صادرًا عن الأمم المتحدة يحظر توريد السلع الفاخرة إلى كوريا الشمالية.

مخاوف أمريكية وكورية جنوبية

أثارت العلاقات المتنامية بين روسيا وكوريا الشمالية مخاوف كبيرة لدى الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية، في ظل احتمال تبادل المصالح العسكرية والتكنولوجية بين البلدين المنبوذين دوليًا.

فقد عبر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، عن القلق إزاء العلاقة المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج، قائلاً: "ليس فقط بسبب الآثار التي ستكون على الشعب الأوكراني، لأننا نعلم أن الصواريخ البالستية الكورية الشمالية لا تزال تُستخدم لضرب الأهداف الأوكرانية، ولكن لأنه قد يكون هناك تبادل للمصالح هنا قد يؤثر على الأمن في شبه الجزيرة الكورية".

وأضاف كيربي: "لم نشهد حتى الآن معالم كل ذلك، ولم نره يتحقق بالتأكيد. لكننا سنراقب ذلك عن كثب وبشكل دقيق للغاية".

من جهته، قال ليم سوسوك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إن سيئول أكدت لموسكو أن أي تعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يجب ألا "يسير في اتجاه ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي أو يقوض السلام والاستقرار في المنطقة".

وتخشى واشنطن وسيول من أن تتلقى موسكو ذخائر ومعدات عسكرية من بيونج يانج لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، مقابل تزويد كوريا الشمالية بتقنيات عسكرية متطورة ومساعدات اقتصادية قد تعزز من برامجها النووية والصاروخية المحظورة دوليًا.

كما تثير مثل هذه الصفقات قلقًا بشأن انتهاك العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، والتي سبق أن صادقت عليها روسيا نفسها في السابق، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

 

العلاقات المتوترة على شبه الجزيرة الكورية

تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية أعلى مستويات التوتر منذ سنوات، حيث تصاعدت وتيرة كل من تجارب الأسلحة التي يجريها كيم جونج أون والتدريبات العسكرية المشتركة التي تضم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان في دورة من ردود الأفعال المتبادلة.

كما اشتبكت الكوريتان في حرب نفسية على غرار الحرب الباردة، تضمنت إلقاء كوريا الشمالية أطنانًا من القمامة على كوريا الجنوبية عبر البالونات، فيما بثت السلطات الجنوبية دعاية معادية لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن جنودها أطلقوا طلقات تحذيرية لصد جنود كوريين شماليين عبروا الحدود البرية مؤقتًا يوم الثلاثاء، للمرة الثانية هذا الشهر. وأضافت الوزارة أن كوريا الشمالية زادت من أنشطة البناء في مناطق الحدود الأمامية، مثل تركيب حواجز مضادة للدبابات المشتبه بها، وتعزيز الطرق، وزرع الألغام الأرضية.

جهود روسية لإعادة بناء الصداقة مع كوريا الشمالية

يسعى بوتين باستمرار إلى إعادة بناء العلاقات مع بيونج يانج في إطار جهوده لاستعادة نفوذ بلاده وحلفاءها من عهد الاتحاد السوفيتي.

وقد ضعفت روابط موسكو مع كوريا الشمالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

والتقى كيم جونج أون لأول مرة مع بوتين في عام 2019 في ميناء فلاديفوستوك الروسي الشرقي.

 

زيارات أخرى على جدول بوتين

بعد زيارة كوريا الشمالية، قال الكرملين إن بوتين سيزور أيضًا فيتنام يومي الأربعاء والخميس لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز على التجارة.

وانتقدت الولايات المتحدة، التي قضت سنوات في تعزيز العلاقات وتسريع التجارة مع فيتنام، الزيارة المقررة لبوتين.

وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في فيتنام في بيان "بينما تواصل روسيا البحث عن دعم دولي لاستمرار حربها غير القانونية والوحشية ضد أوكرانيا، نؤكد أنه لا ينبغي لأي بلد أن يمنح بوتين منصة لترويج حربه العدوانية أو السماح له بتطبيع فظائعه".

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة