الإسكندرية التاريخية
الإسكندرية التاريخية


تطوير المباني التراثية.. الإسكندرية التاريخية تستعيد مجدها

سرحان سنارة- أمنية حسني كُريم- أحمد سليم

الأربعاء، 19 يونيو 2024 - 05:50 م

◄ «النبى دنيال» يستقل قطار التطوير بعد «محطة مصر»

للوهلة الأولى تشعر وكأنك تسير فى أحد شوارع المدن الأوروبية، فكل شيء حولك يدفعك للتوقف والتأمل فى تاريخ وعظمة "عروس البحر". 

البداية كانت من قلب ميدان الشهداء فى محطة مصر، والذى تبدلت أحواله، عقب عمليات تطوير شاملة، حيث اختفى ضجيج الباعة الجائلين وعاد للمكان جماله، فقبل أعوام قامت الدولة بترميم مبنى محطة قطارات الإسكندرية التاريخية، والمنطقة المحيطة بها، حيث أنشأت سوقًا حضاريًا جمع كل الباعة الجائلين فى الميدان الشهير بوسط المدينة.

التطوير تضمن أيضًا إنشاء موقف سيارات بشكل حضارى فضلًا عن ترميم كافة المبانى المُطلة على الميدان.

وعلى بعد خطوات من ميدان الشهداء يبدأ شارع النبى دانيال، بكل ما يحمله من رمزية تاريخية، حيث كان الشارع يُعانى من سوء حالة بناياته على الرغم من طرازها المعمارى المميز، ولكن عمليات التطوير أعادت للشارع رونقه.

وبالإضافة إلى سوق الكتب المستعملة التى يشتهر بها يضم الشارع مجمعًا للأديان به مسجد وضريح النبى دانيال والمعبد اليهودى والفناء الخلفى للكنيسة المرقسية.

ويعد  النبى دانيال أحد أقدم شوارع المدينة، حيث كان النواة الأولى التى شيّد عليها الإسكندر الأكبر مدينته، حيث اعتمد شكلا يُشبه رقعة الشطرنج فى تخطيطه للمدينة، من خلال شارع عرضى كبير وهو شارع فؤاد فى مقابل شوارع متقاطعة معه كالنبى دانيا،

والذى يربط ما بين محطة القطارات وطريق الكورنيش، حيث يضم الكثير من الأنشطة التجارية بالإضافة إلى سوق الكتب المستعملة.
وقد سبق ترميم المبانى التراثية فى الشارع والمنطقة المُحيطة به وصولًا إلى المتحف اليونانى الرومانى، دراسات كثيرة كانت تهدف إلى الحفاظ على الطراز المعمارى المميز للمدينة الساحلية.

وأكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أنّ مشروع الترميم الخاص بواجهات المبانى فى شارع النبى دانيال يتم من خلال التنسيق بين المركز الهندسى والجهاز القومى للتنسيق الحضارى ومكتب استشارى.

 وأشار إلى أنّ مُعدلات تنفيذ المرحلة الأولى والثانية والتى يبلغ طولها 750 مترًا تسير بشكل جيد.

وأضاف أن المشروع هو إحدى مراحل الخطة الطموح للارتقاء بمنطقة وسط مدينة الإسكندرية القديمة الغنية بالعمارة والتخطيط المميز.

وأوضح أن هناك تكاملا بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى ميدان محطة مصر والمتحف اليونانى الرومانى.

وكشف أن خطة التطوير الجارى العمل بها تهدف إلى الارتقاء بالكامل بواجهات العقارات التراثية مع تنميط واجهات المحال التجارية.

 وبين أن الشارع تحول من مجرد طريق عادى مليء بالباعة الجائلين الذين يفترشون الجانبين وجدران متهالكة وغير متناسقة إلى شارع مصرى أصيل يجمع بين التاريخ والأصالة والطابع الأوروبى.

من جانبها، أشادت د. منى حجاج، أستاذ الآثار اليونانية بجامعة الإسكندرية،  بعمليات الترميم والتطوير للمبانى التراثية فى منطقة وسط المدينة، ورأت أنها ساهمت فى ربط المواطن السكندرى بأجواء المتحف اليونانى الرومانى.

وأضافت أن إحدى الخطوات الناجحة فى إحياء تراث الإسكندرية كان ضم أرض المحافظة القديمة إلى المتحف لتكون امتدادا طبيعيا له وتحولت ساحة جاذبة للجمهور.

وشددت على أن ما يجرى يشجع على زيادة ارتباط المواطن السكندرى بمدينته، لافتة إلى أن شارع فؤاد يعد أقدم شارع فى العالم مازال مستخدما لنفس غرض إنشائه حتى الآن فشوارع الإسكندرية تجمع بين الماضى والحاضر والمستقبل.

بدوره، يقول إدريس حفنى، الذى اعتاد السير فى شوارع وسط الإسكندرية، يتأمل البنايات القديمة، يقول إن التطوير الذى شهده شارع النبى دانيال جيد للغاية، خصوصًا بعد تحويل منطقة سوق الكتب المستعملة إلى ممشى فقط.

وأشار إلى أن مرور السيارات كان يعيق حركة الناس فى الشارع بالإضافة إلى الأضرار التى تسببها للمبانى التراثية فى المنطقة. وأضاف أن الحفاظ على المبانى جزء من الحفاظ على هوية المدينة، مشيرًا إلى وجود عشرات الآلاف من المبانى التراثية المميزة فى الإسكندرية وتحتاج إلى الترميم. وأوضح أن إعادة افتتاح المتحف اليونانى الرومانى أعاد الحياة للمنطقة، خصوصًا وأن التطوير شمل ترميم واجهات المبانى القريبة من المتحف.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة