العلم المصرى حاضر دائماً فى الاستحقاقات الدستورية وكل المناسبات الوطنية
العلم المصرى حاضر دائماً فى الاستحقاقات الدستورية وكل المناسبات الوطنية


ثورة 30 يونيو| «العلَم».. أول درس في الوطنية.. ألوان الهوية المصرية ترفرف عاليا

آخر ساعة

السبت، 29 يونيو 2024 - 01:59 ص

■ كتب: ياسين صبري

حب واحترام علم البلاد ليس مجرد شعار براق، بل هو واقع محمي بقوة القانون فى العديد من دول العالم، فنجد مثلا أن القانون يجرم إهانة العلم المصري بأى وسيلة بعقوبات تصل إلى الحبس لمدة عام وغرامة تصل لـ٣٠ ألفًا، بينما نجد أن دولة مثل فرنسا تجرم إهانة علم البلاد بعقوبات تصل إلى توقيع غرامة ١٥٠٠ يورو، وتصل العقوبة فى تركيا للحبس لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، بل إنها حظرت استخدام أى علم مجعّد أو مثقوب أو باهت اللون كون هذا الأمر يمس بقيمته كرمز للبلاد .

■ علم مصر مع قوافل المساعدات لغزة

◄ د.شريف درويش: ضرورة تخصيص يوم للعلم المصري

الدكتور شريف درويش، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن المصريين من أكثر شعوب الأرض  انتماء لوطنهم، وقال: من خلال سفري إلى العديد من البلدان لم أجد شعبا مرتبطا بدولته ووطنه وتاريخه وإرثه الحضاري وقيادته مثل المصريين، فإذا ما هوجمت مصر أوجيشها من أي دولة أو شخص، فإن رد فعل المصريين يكون قويا في الذود عن وطنهم كما لو كان الأمر مسألة حياة أو موت .

وأضاف: الانتماء والروح الوطنية لدى المصريين تتجلى أيضا فى الاهتمام بالعلم المصرى ورفعه فى جميع المناسبات، ورأينا ذلك بوضوح فى كل المناسبات الوطنية حيث نجد مشاهد الأعلام المصرية وهى ترفرف من الإسكندرية شمالا إلى توشكى جنوبًا أمرا يدعو للفخر .أيضًا رأينا الأعلام المصرية حاضرة بقوة فى ثورة 30 يونيو 2013 كتعبير من الشعب عن رفض حكم الإخوان ومخططاتهم، لنعبر بعدها إلى آفاق الجمهورية الجديدة التى بدأنا تشييدها بالعمل والجهد الجاد، مما جعل المصريين يشاركون بكثافة فى الانتخابات الأخيرة للتمسك بدولتهم  ورئيسهم. 

◄ يوم العلم

وتابع: هناك عدة أفكار يمكن تطبيقها لرفع قيمة وقدر العلم فى نفوس المصريين من بينها فكرة مطبقة بالفعل فى العديد من الدول، وهى تخصيص يوم واحد خلال العام للاحتفال بالعلم الوطنى ويسمى بـ«يوم العلم المصري»، بحيث يكون هناك اهتمام خاص من جميع مؤسسات الدولة من مصالح وشركات وهيئات ووزارات وجامعات ومدارس بالعلم الوطنى وتوزيعه مجانا عليها، ويمكن أيضا التوعية إعلاميا بتاريخ العلم المصرى وتطور شكله عبر الحقب الزمنية المختلفة وصولا إلى تصميمه الحالى وأسباب اختيار التصميم والألوان .

الفكرة الثانية تعتمد على ضرورة الاهتمام بالعلم الموجود على مختلف  المؤسسات والمنشآت فى مصر بحيث يكون فى حالة جيدة كونه يعكس رمز الدولة المصرية، فلا يمكن أن يترك بأى شكل من الأشكال فى حالة من الإهمال لتعلوه الأتربة أو يصبح ممزقًا أو يتغير لونه جراء التعرض للشمس والأمطار والرياح، بل لابد من تجديده دوريًا حتى يكون فى أحسن صورة، فهذا الأمر يظهر احترام الدولة لرمزها الوطنى، وأنها تضعه فى المكانة التى يستحقها.

وهناك فكرة أخرى تستهدف الفئات العمرية الأصغر تتمحور حول تعميم تحية العلم وترديد النشيد الوطنى فى طابور الصباح على كافة المدارس بما فيها المدارس الأجنبية أو الخاصة الموجودة على الأراضى المصرية، حتى ننمى قيم الانتماء لأولادنا الذين يتعلمون بها، وكذلك يجب تطبيق هذا الأمر على جميع  الجامعات المصرية، ولنا فى جامعة القاهرة خير مثال، ففى بداية العام الدراسى تتم تحية العلم المصرى أمام قبة الجامعة بحضور وزير التعليم العالى ورئيس الجامعة وعمداء الكليات والطلاب وسط أجواء احتفالية رمزية. 

◄ اقرأ أيضًا | رئيس تحرير الأخبار يشارك في ندوة حول انجازات ثورة 30 يونيو

◄ د.البسيوني جاد: «التحية» تربي الأجيال على الولاء والانتماء

◄ مفهوم الولاء

فيما أوضح الدكتور البسيوني عبدالله جاد، أستاذ علم الاجتماع القانونى بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، أن تحية العلم تعنى أن مصلحة الوطن فوق مصلحة الفرد، وهذا يؤسِّس أجيالا جديدة على مفاهيم الولاء والانتماء لوطن أعطى ويعطى الكثير لأبنائه الذين يقسمون على الوفاء لذرات ترابه .

وأضاف: هذا هو ما ترمز إليه تحية العلم، فكلنا أطياف ونسيج مجتمع متشابك من العقائد والأديان نقف ونحيى علم دولتنا صباحًا بالمدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية وغيرها لنعلن بذلك أننا شركاء فى الوطن، وكلنا جاهزون للتضحية فى سبيله بكل ما نملك، وجاهزون للذود عنه بكل ما أوتينا من قوة .

وأوضح: العلم ليس مجرد قطعة قماش ملونة، لكنه يمثل مجموعة من القيم تتصدرها قيمة الوحدة الوطنية التى تعكس اتحاد الشعب بكل أطيافه تحت مظلة قيادة الدولة المصرية، لذا فإن الاهتمام بإعلاء قيمة هذا العَلَم من شأنه بناء مقومات المواطنة .

وفي موسم المدارس حينما يتلاقى التلاميذ صباحًا في تحية العلم وترديد النشيد الوطني يكون هذا الأمر بمثابة وجبتهم الروحية التى يتعاهدون أثناءها على الوفاء لبلادهم، ويتعلمون قيم النظام والانضباط، لترفع حس الانتماء لديهم من خلال كلمات تشعل النفس حماسا، ووفقا للمختصين والتربويين فإن تحية العلم والنشيد الوطنى لهما معانٍ كبيرة فى غرس قيم الانتماء الإيجابى للبلاد ليشب الطفل متزنا قويا مع ذاته ومع من حوله .

وأضاف: الانتماء للوطن هو الجسر الذى يجب أن نعبر عليه لترسيخ الهوية المصرية التى تجعل الإنسان يقف على أرض صلبة، بحيث يولد ولديه فطرة الانتماء للوطن والالتزام الأخلاقى تجاهه، ويسهم فى تطويره والمحافظة على موارده، والاقتداء برموزه التاريخية، وتجسيد قيمة الانتماء بصورة حقيقية على أرض الواقع وتحويلها من مجرد معنى مطلق أو شعار رنان، إلى سلوك محسوس وملموس له آثاره الإيجابية.

◄ د.هالة سناري: أساليب كثيرة لتنمية اعتزاز الطفل به

◄ رمز السيادة

من جانبها، أوضحت الدكتورة هالة سناري صويني، أستاذة الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة جنوب الوادى، أن علم مصر يمثل فى وجدان كل مصرى أهمية كبرى، حيث يحمل القيمة وآمال وطموحات أبنائه، كما أنه رمز التضحية والشجاعة والكفاح والنضال من أجل حرية الوطن وسلامة أراضيه، ورمز للسيادة الوطنية.

وتابعت: لا بُد أن نربى الأطفال منذ نعومة أظفارهم على احترام علم بلادهم، حتى ننمى لديهم الفخر بوطنهم والإحساس بالكرامة، ويتعمق لديهم حب الوطن واحترامه والولاء له، وننمى لديهم الاعتزاز والفخر بتاريخ أجدادنا العظماء، مما ينمى لدى الطفل الإحساس بالمسئولية الوطنية.

كما أشارت إلى وجود العديد من الطرق التى ننمى بها اعتزاز الطفل واحترامه لعلم بلاده منها: تزيين وجوه الأطفال فى المناسبات الوطنية بعلم بلدهم، وعرض نماذج وطنية كافحت من أجل رفعة الوطن، وزيارة الأماكن التاريخية من خلال الرحلات المدرسية، والاحتفال بالمناسبات الوطنية، حيث يكون العلم الوطنى مرفوعا فى جميع أنحاء البلاد وفى المؤتمرات والمناسبات الرسمية، وضرورة أن يكون على معرفة جيدة بشكل خريطة بلده ويحفظ النشيد الوطني.

وأوضحت أن للأسرة دورا كبيرا فى تنمية المواطنة لدى الطفل بتوفير القدوة الصالحة، والتحدث داخل الأسرة عن الأمور الإيجابية للبلاد، والفخر بعراقة الحضارة المصرية، وسماع الأغانى الوطنية الملهمة، وأن يكتسب الطفل عادات وتقاليد بلده، ويربى على احترام القانون، ومعرفة الحقوق والواجبات، والحفاظ على الممتلكات العامة.

ولم تغفل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى هذا الأمر حيث عملت جاهدة على إزكاء روح الوطنية فى نفوس الأطفال، فتناولت العديد من المناهج علم مصر، ومنها منهج الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الابتدائى، حيث تناول موضوعات أكسبت التلاميذ تقدير قيمة العلم وتحيته كل صباح، وفهم مدلول الألوان والرموز فى علم مصر، كما أكسبتهم أهم السلوكيات التى تعبّر عن احترم علم الوطن.

◄ حكاية العلم

من جانبها، توضح الدكتورة صفاء عبدالرءوف، مدرس التاريخ وحضارة مصر والشرق الأدنى بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى، أن العلم المصرى رمز للسيادة والكرامة،  وهو ما شاهدناه من غرس له على أرض  سيناء أثناء حرب أكتوبر بعد عبور خط بارليف فى مشهد يجسد معنى الانتماء والوطنية .

وتضيف: رمزية العلم فى مصر  ترجع لعهد  الأسرة الأولى، أى منذ نحو 3200 عام قبل الميلاد، وهو ما يظهر جليا بلوحة خاصة بالملك نارمر المعروف شعبيا باسم «الملك مينا» المحفوظة بالمتحف المصرى والتى نجد بها صورة واضحة لحملة الأعلام، وكل علم منها له دلالة معينة ترمز للمعبودات والمعتقدات فى ذلك الزمن ومنها النسر المصرى (حورس) والذى اقترن بعلامة الكفاح والنصر ضد الأعداء فى عهد الفراعنة (نظرا لطبيعة النسر الذى يقوم باصطياد فرائسه في التوقيت المناسب)، وفى ذات الوقت يرمز للجنود المصريين الذين يقومون بدحر الأعداء .

وبمرور الوقت بدأ استخدام الألوان في العلم المصرى الذى مر بمراحل عدة حتى وصل لشكله الحالى، فكان يحمل شعار الهلال والنجمة الخماسية المحاطة باللون الأحمر وهو اللون والشكل الذى تم اختياره من قبل محمد على باشا كرمز للدولة العثمانية، وتم اعتماده فى الفترة ما بين عامى  ١٨٠٥ و١٨٦٧.

بعدها تم تغيير الشكل فى عهد الخديو إسماعيل ليحمل ثلاثة أهلة وبداخل كل منها نجمة خماسية واستمر استخدامه حتى عام ١٩٢٢ ويرمز لانتصارات مصر فى آسيا وأفريقيا وأوروبا.

ثم ظهر العلم الملكى ذو اللون الأخضر الذى يحمل صورة هلال يحيط بثلاث نجوم فى عهد الملك فؤاد الأول، واستمر منذ نهاية عام ١٩٢٣ حتى عام ١٩٥٢.

ومع قيام ثورة ١٩٥٢ تم تغيير شكل العلم ليحمل ثلاثة ألوان هى الأحمر والأبيض والأسود، فالأحمر يرمز لدماء الشهداء، والأبيض يرمز للتنمية والاستقرار، والأسود يعبّر عن عصور الاستبداد والاستعمار، ويتوسط العلم صورة نسر صلاح الدين فى عهد الدولة الأيوبية، واستمر منذ عام ١٩٥٢ وحتى ١٩٥٨.

وعند قيام الوحدة مع سوريا حدث تعديل طفيف فى شكل العلم ليحمل نجمتين باللون الأخضر كرمز للاتحاد بين الدولتين بدلا من نسر صلاح الدين، وتم استخدام هذا العلم  منذ عام ١٩٥٨ إلى عام ١٩٦١ .

وفي عام ١٩٨٤ تم تغيير شكل العلم المصرى ليعود ويحمل صورة  النسر في منتصفه مرة أخرى ولم يتم تغيير شكله  منذ ذلك الوقت.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة