إيهاب الحضري
إيهاب الحضري


بالشمع الأحمر

إيهاب الحضري يكتب: تدليس مُمنهج !

إيهاب الحضري

الإثنين، 01 يوليه 2024 - 08:06 م

.. ولأن الكذب أصبح تقليدا عالميا، لم يعُد الكثيرون يهتمون بمحاولة تجميل مزاعمهم، لكنّ الثابت أن الباب أصبح مفتوحا على مصراعيه، أمام كلام حقٍ يتحول مع الوقت إلى باطل. هكذا بدأت «الأفروسنتريك» بنزعةٍ استقلالية ضد استعمار يسلب قارتنا خصوصيتها الثقافية، حتى أن المُنظّر الأساسي للحركة موليفى أسانتى كتب عنها قائلا: «إنها نموذجٌ يدمج جميع الظواهر من وجهة نظر الشعوب الإفريقية، كموضوعات فى تاريخ البشرية، بدلا من كونها هوامش لثقافات أخرى».

مُفردات لا تخلو من منطقٍ إيجابي، غير أنها سرعان ما كشفتْ عن قُبْحها، حيث واصل أسانتى نفسه زاعما أن الحضارة الفرعونية قامت على أكتاف الزنوج الأفارقة! بدأ مُتطرّفو الحركة فى البحث عن نقاطٍ جذابة، تمنح أفكارهم رواجا دوليا، لهذا اتّجهتْ أنظارهم للحضارة المصرية وحضارات المغرب العربي، وبدأتْ محاولات سطو لا تخلو من فجاجة واضحة، وانطلقتْ ادعاءاتٌ متتابعة، على شكل تصريحات إعلامية، أو على هيئة كُتبٍ تتنكّر فى عباءة الفِكر، ولم يكن عجيبا فى سياق كهذا، أن نواجه كتابا يحمل عنوان «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» للسنغالى أنتا ديوب، الذى ادعى أن تاريخ إفريقيا السوداء سيبقى مُعلّقا فى الهواء، ما لم تتم كتابته بطريقة صحيحة، وزعم أن ذلك لن يحدث إلا إذا تجرّأ المؤرخون وربطوه بتاريخ مصر! الأمر إذن يرتكز على عملية سطوٍ مُمنهجة، ممن يعرفون جيدا أن مصر القديمة كانت مصدرا للعلوم الغربية، وهو ما أثبته باحثون أجانب، منهم مارتن برنال فى كتابه «أثينا السوداء»، عندما أكد أن الحضارة الإغريقية اعتمدتْ على التلفيق، لتُخفى تأثرها بحضارات مصر وكنعان وفينيقيا. كلام حقٍ استغله البعض بالباطل، فحاولوا تصنيع آباء وهميين لمنجزات آبائنا، والأمر يحتاج إلى مواجهة فكرية حاسمة فى الخارج، لأنّ تكرار الأكاذيب قد يُحولها من نُكتة سمجة إلى حقائق فى أذهان البعض .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة