الإثنين، 01 يوليه 2024 - 08:19 م

وزارة الصحة تولى اهتماما كبيرا لهذه القضية، وتنظم منذ فترة العديد من حملات التوعية بهذا الخطر .

القرار الذى أصدرته هيئة الدواء المصرية منذ يومين بشأن المضادات الحيوية، هو بداية مهمة ، لمواجهة خطر شديد يهدد صحة المواطن، بل يهدد البشرية كلها بلا مبالغة .

القرار تضمن وضع ضوابط لصرف بعض المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج مضاعفات البكتيريا المقاومة للمضادات ، بحيث يحظر تداول هذه المضادات إلا من خلال منشأة طبية مرخصة ، أو بروشتة من الطبيب المعالج، توضح الجرعة والمدة المحددة للعلاج،  فنتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية والتعامل معها بعشوائية حتى مع عدم وجود ضرورة،، تلجأ البكتيريا إلى تغيير سلوكها وشكلها ونشاطها داخل الجسم، لتزيد مقاومتها للمضاد الحيوي، وهو ما ساهم بالفعل فى تحول بعض أنواع البكتيريا إلى وحش فتاك قادر على مقاومة مختلف المضادات الحيوية، مما يؤدى لطول  فترة العلاج ، وزيادة  فترة بقاء المريض داخل المستشفى أو وحدات الرعاية، وكثيرا ما تفتك هذه البكتيريا فى النهاية بالمريض وتقضى عليه ، بعد أن تفشل كل المضادات فى مقاومة العدوى والمضاعفات التى أصيب بها، وتزداد خطورة المشكلة أكثر مع ظهور الأوبئة المختلفة، كما حدث مع وباء كورونا، وما صاحبه من زيادة الاشغالات بالمستشفيات ووحدات الرعاية ، وزيادة فرص العدوى بالبكتيريا والميكروبات المختلفة، وهو ما أدى بالفعل الى زيادة الخطر ، و استمرار الارتفاع فى  مقاومة المضادات الحيوية إلى أخطر معدلات على مستوى العالم، حتى أصبحت من أكبر المخاطر التى تهدد الصحة العالمية ، وتعرض حياة الملايين للخطر،فطبقا لاحصائيات الصحة العالمية، يموت 700 ألف شخص كل عام بسبب هذه الميكروبات والبكتيريا الفتاكة التى لا تتأثر بالعلاجات المعروفة ، ومن المتوقع حدوث حوالى 10 ملايين حالة وفاة سنويا بحلول 2050 بسبب هذه المشكلة ،بالإضافة للخسائر المادية على الأفراد والحكومات ، نتيجة طول فترات العلاج داخل المستشفيات وارتفاع التكاليف لمعدلات رهيبة .

والالتفات لهذه المشكلة فى مصر لم يبدأ فقط مع قرار هيئة الأدوية الأخير، بل إن وزارة الصحة تولى اهتماما كبيرا لهذه القضية، وتنظم منذ فترة العديد من حملات التوعية بهذا الخطر ، ليس فقط على مستوى القطاع الصحى ، بل وعلى مستوى المجتمع ككل ، وفى مصر أيضا مستشفيات لديها برامج متكاملة تتبع أحدث المعايير والإرشادات العالمية  لترشيد استخدام المضادات الحيوية،، مثل مستشفى 57357، وهى برامج تهدف ، لتحسين فعالية العلاج وفرص الشفاء، فالعدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات ، هى أحد الأسباب الرئيسية للعدوى المكتسبة فى المستشفيات،، كما تمثل تهديدا صحيا كبيرا ، للأطفال مرضى السرطان الذين يعانون أساسا من نقص المناعة.

أثق أن قرار هيئة الدواء لن يكون الأخير فى مواجهة هذه المشكلة الخطيرة ، بل ستعقبه قرارات أخرى لترشيد استخدام المضادات ومواجهة الوحش الفتاك الذى يمكن أن يهدد العالم كله .