هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

الضيف واللاجئ والنزيل

هالة العيسوي

الثلاثاء، 02 يوليه 2024 - 07:40 م

من الطبيعى أن تسعى الدولة إلى ضبط حركة الوافدين إليها وحصر أعدادهم وتقنين أوضاعهم

لم تخالف الدولة المصرية شريعة ولا شرعًا ولا عرفًا حين شرعت فى تقنين إقامة غير المصريين. لم تهجر نخوتها وكرمها، ولم تغلق أحضانها أمام أشقائها ولن تفعلها. فمصر هى حاضنة العرب شاء من شاء وأبى من أبى. ولا علاقة للأمر بأزمة اقتصادية تمر بها البلاد كما يدعى الخبثاء، أو رغبة فى طرد من استجار بها أو طمعًا فى أموال هؤلاء الفارين من ويلات الحروب فى بلادهم كما يزعم راغبو إحداث الفوضى.


منذ الأزل ومصر ملاذ القادمين إليها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وإذا كان من واجبها حسب الشريعة الإسلامية إكرام ضيوفها، فحق الضيف ثلاثة أيام وفق هذه الشريعة ذاتها، «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهْوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ» (حديث نبوى) و«يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى الْمَجَلِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ «وواجب الضيف احترام المكان الذى حل عليه ضيفًا «وإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ» (سورة المجادلة) هذه هى المبادئ الأخلاقية التى سنها الشرع الحنيف.
من الطبيعى أن تسعى الدولة إلى ضبط حركة الوافدين إليها وحصر أعدادهم وتقنين أوضاعهم لدواعٍ أمنية واقتصادية ولوجستية. كما أن هناك فروقًا جوهرية، لا تغيب عن فطنة أحد، بين اللاجئ الذى عرفته الأمم المتحدة بأنه الشخص الذى أُجبر على ترك بلده لأسباب، مثل: الحرب أو العنف أو الاضطهاد، مع عدم قدرته على العودة أو الخوف من ذلك، وبين المغترب النزيل سواء لعمل أو دراسة أو سياحة وفى هذه الأحوال جميعها تكون مدة ومكان إقامة المغترب محددة سلفًا ومعروفة لسلطات البلاد. وكل من خاض تجربة السفر إلى الخارج يعرف جيدًا أنه ملزم بالإفصاح عن مكان إقامته وبإثبات امتلاكه حسابًا مصرفيًا يغطى تكاليف إقامته، فضلًا عن تأمين صحى للطوارئ. وفوق كل هذا هو ملزم باحترام قوانين البلد المضيف.
فى السنوات الأخيرة أصبحت الهجرة غير الشرعية مشكلة عالمية تتصدر مناقشات كل المحافل الدولية وتسيطر على مجريات الانتخابات فى بعض الدول، تسقط سياسة التعامل معها أحزابًا، وترفع أخرى.
مصر على عكس غالبية الدول المستقبلة للاجئين، تحترم إنسانيتهم وترفض تكديسهم فى ملاجئ وفق جنسياتهم،  وتشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين إلى أن عدد اللاجئين إلى مصر فى نوفمبر 2023 كان حوالى 162 ألفًا من السودان، بينما السوريون 152 ألفًا يليهم جنوب السودانيين بـ 35 ألفًا ثم إريتريا بـ 30 ألفًا. هؤلاء هم المسجلون رسميًا فى سجلات المفوضية، بخلاف أعداد وجنسيات أخرى غير مسجلة ومن الضرورى معرفة أماكن إقامتهم وكيفية دخولهم مصر، ومصادر دخلهم. كذلك مطلوب تقنين العمالة وطرق التملك والحيازات وحصر الأماكن المؤجرة لهم سواء كانت مساكن أو محلات. وتحديد هيئات أو مكاتب تكون مسئولة عنهم منعًا لحدوث أى مشكلات تعكر صفو العلاقة بين الأشقاء.


جوائز مصطفى وعلى أمين
منذ أن وضع التوأم أول لبنة لتأسيس دار «أخبار اليوم» الصحفية، وضعا فى نفس الوقت أول لبنة لمدرسة صحفية ممتدة الأثر تخرجت فيها أجيال من عمالقة الكتاب والصحفيين، واتسع مجال تأثيرها إلى ما هو أبعد من أبنائها فمدت يد العون والتشجيع لشباب الصحفيين من خارجها، فأنشأت مؤسسة جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية التى أصبحت بفضل الابنة البارة الكاتبة صفية مصطفى أمين واحدة من أرقى الجوائز الصحفية تحفظ إرث الآباء المؤسسين وترعى المواهب الصحفية، وتشجع على المنافسة الشريفة سعيًا للتجويد وتحسين الأداء وبث الأمل وسط أزمة واضحة تعانى منها صناعة الصحافة.. عاشت أخبار اليوم بفضل آبائها وأبنائها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة