خبرته في العمل الإعلامي ترجع لعقود مضت مما جعل رؤيته لأداء الإعلام العام والخاص في مصر اقرب لرؤية "شاهد من أهلها" لهذا ينادى حمدي الكنيسي الإعلامي المعروف ورئيس نقابة الإعلاميين تحت التأسيس بضرورة الإسراع بإصدار قانون تنظيم الإعلام والصحافة.
ويتضمن المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام العام التي نص عليها الدستور، وبحكم انتمائه لمهنته يؤكد أهمية صدور قانون تشكيل نقابة الإعلاميين لتنظيم ضبط إيقاع العمل ومحاسبة الخارجين على ميثاق الشرف الإعلامي ويخصنا بسر ترشيحه لوزارة الإعلام ثلاث مرات واعتذاره عنها وينتقد استخدام بعض الإعلاميين للإثارة والصوت العالي لجذب الإعلانات على حساب مصلحة الوطن ولهذا نعانى من الفوضى والعشوائية الإعلامية وغيرها من الآراء المهمة في الحوار التالي:

من واقع خبرتك الإعلامية كيف ترى واقع الأداء الإعلامي الآن؟
وضع الإعلام الآن لا يسر عدواً ولا حبيباً لوجود حالة من الانفلات والعشوائية والفوضى واختلاط الأمور حتى الإعلاميين المهنيين الوطنيين المدركين لأهمية الإعلام وخطورة المؤامرات التي تحيط بمصر تضيع أصواتهم في وسط الزحام نظرا لوجود أجندات حزبية وأجندات لبعض رجال الأعمال وبعض الفئات الأخرى و الأخطر هي الأجندات الخاصة وهى كل إعلامي تصور انه بالإثارة والصوت العالي وبأي معلومات بصرف النظر عن دقتها سيجذب الجمهور ومعها الإعلانات وتنتفخ الجيوب فهذه الأجندات ألقت بالإعلام في منزلق بالغ الخطورة لأن صورة الإعلام المصري وصورة مصر ساءت وتأثرت في الخارج وهو ما سمعته من أصدقاء من الإعلاميين العرب قالوا إن ما يرونه ليست هي مصر التي يعرفونها.
هل هناك أمثلة صارخة على هذه الإساءة لمصر من الإعلام؟
فى معالجة موضوع جزيرتي تيران وصنافير كان هدف من دبروا الحملة ضد مصر - والتي انساق لها البعض – هو تقليل قيمة الانجازات التي خرجت من زيارة الملك سلمان لمصر وانتعاش الآمال داخل الناس فحاولوا إضعاف معنوياتهم وضرب علاقة مصر بالسعودية التي وقفت مع مصر في ثورة 30 يونيه كما أيدت مصر بعد الإطاحة بالنظام الفاشي الإخواني وكان للسعودية دور مساند لنا مع أوروبا وأمريكا في نفى ما قيل عن الانقلاب وقتها فكان المقصود إيقاف نوبة التفاؤل والأمل التي شعر بها الناس لأنهم يريدون حسب تعبير الرئيس أن يصاب الناس بنوع من الانتحار القومي واليأس الذي يجر وراءه صدامات وصراعات وهذا واضح رغم كل ما نشر حول الصلة بين الجزيرتين والسعودية، والحالة الثانية قضية مقتل الباحث الايطالي جوليوريجينى وإرسال البعض لصور إلى ايطاليا واتهام الداخلية المصرية بقتله والحديث عن حالات الاختفاء القسري حتى والدة خالد سعيد شاركت أيضًا لهذا كتبت مقالة بعنوان لماذا يا أم خالد ؟ لأن ابنها جعلته الثورة أيقونة فكيف ترسل تسجيلا لوالدة ريجيني لتقول "إن هذا ما يحدث في مصر وكان الله بعونك" وهذه الرسالة ترجمت فورا للايطالية والانجليزية والفرنسية والعبرية وكل اللغات واذكر الرئيس السيسي قال في احد خطاباته سأشكو الإعلاميين إلى الشعب فقلت: الرئيس يشكو فمن إذن بيده الحل؟
الحل في النقابة
وما هو الحل من وجهة نظرك ؟
الحل في نقابة الإعلاميين لأنها وحدها لديها حق إصدار ميثاق الشرف الإعلامي والتي تملك إصدار مدونة السلوك المهني والأخلاقي، والتي تملك محاسبة من يخرج عن الأصول والقواعد المهنية لكنى لاحظت فجوة كبيرة بين سرعة إيقاع مؤسسة الرئاسة وبطء إيقاع الأجهزة التنفيذية فمشروع نقابة الإعلاميين بعد مراجعته أرسل للرئاسة في مايو2014 أي منذ عامين وتم إرساله لرئاسة الوزراء وبالطبع تأخر المشروع بعد تحويله إلى اللجان الحكومية وكالعادة المصرية مع تغيير الحكومة تعود كل القضايا إلى المربع صفر وتبدأ من جديد والحكومة الحالية أصدرت موافقة على مشروع قانون نقابة الإعلاميين ويتبقى أن تقدمه لمجلس النواب وأنا متأكد من وطنية النواب الذين سيعوضون التأخير الذي عانيناه من قبل ونتمنى أن يتلوه قوانين بقية المنظومة الإعلامية التي نص عليها دستور 2014 ويتضمنها القانون الموحد ومن مواده تشكيل المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة وهذه المنظومة من شأنها ضبط إيقاع العمل الإعلامي ولكن رأس الحربة هي نقابة الإعلاميين.
رأس الحربة
ولماذا تعتبر أن نقابة الإعلاميين هي رأس الحربة في قوانين الإعلام؟
لأنها تتصل مباشرة بأخطر وسيلتين إعلاميتين وهما الإذاعة والتليفزيون لأنهما الأقرب والأسهل في الوصول لأكبر شريحة من الشعب يدخلان البيوت دون إذن ولا يتطلبان مهارات القراءة والكتابة ونحن نعانى من نسبة أمية تزيد عن نصف عدد السكان ومن السهل التأثير من خلال التليفزيون خاصة مع ضعف العمق الثقافي الذي يمكن المشاهد من فرز المحتوى الذي يبث من خلاله وسيأخذ المعلومات بشكل مسلم به، وما يحدث من الإعلام ليس به أي منطق الآن وأتمنى استخدامه بحرفية إنقاذا لمصر وليس من اجل صورة الإعلام وللعرب لان ما روج له الإعلام جعل البعض يسيء للسعودية ودول الخليج أيضا وهذا يتفق مع هوى إسرائيل وأمريكا لأنهما لن يغفرا لمصر أبدا أنها خرجت من مطب الثورات وحكم الإخوان ومازالت صامدة ومعروف للعالم أن مخطط تمزيق المنطقة ينفذ من عشرات السنين وأنا رأيت خريطة في مجلة أجنبية قبل التسعينات وسموا سقوط مصر بالجائزة الكبرى لأنها لو سقطت لا قدر الله سيسقط معها جميع الدول العربية وحائط الصد هو وعى الشعب واستعادة الإعلام لدوره المسئول و استعادة توازنه لان الحرب تتزايد ضدنا كلما زادت انجازاتنا كما قال الرئيس السيسي لأن الإعلام هو خط الدفاع الأول فهو يحرك الناس خاصة أن التكنولوجيا الحديثة أعطت للإعلام قوة بدليل نجاحه في حشد الناس في يونيو وللأسف استخدم النظام الفاشي الإعلام أيضا للتأثير على الناس بعد سقوطهم ونتمنى أن تنتهي قريبًا هذه الحقبة من الفوضى والعشوائية الإعلامية.
وما الدور المفروض أن تلعبه نقابة الإعلاميين للقضاء على هذه العشوائية ؟
الدور مرتبط بمعنى ومفهوم النقابة فهي التي تصدر ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني وتراجع وتحاسب عن التجاوزات وتوجه للمخطئ تحذيرا ثم إنذارًا ثم إيقافا عن العمل وأخرها الشطب الذي يمنع الإعلامي من ممارسة عمله بشكل نهائي وهناك لجنة للرصد تقوم بالاتصال بمديري القنوات العامة والخاصة وتنسق مع غرفة صناعة الإعلام أما المجلس الأعلى للإعلام فيملك سلطة تسويد الشاشة
وهل يوجد في مشروع قانون نقابة الإعلاميين سبل للتعاون مع المجالس الثلاثة؟
بالتأكيد ولهذا طالبت الحكومة بالإسراع في إصدار قانون الإعلاميين لأنها شأن نقابة الصحفيين سترشح ثلاثة أعضاء لعضوية مجلس إدارة المجلس الموحد للإعلام مثل باقي الجهات المعنية وهى علاقة تكامل بين المتخصصين
وهل ستقتصر عضوية نقابة الإعلاميين على العاملين في المهن الإبداعية أم للإداريين أيضًا وهل ستضم العاملين في هيئة الاستعلامات؟
كل من يشارك في العمل الإذاعي والتليفزيوني بصورة مباشرة من مذيعين ومخرجين ومهندسين فنيين والجرافيك والإنتاج أي من يرى الناس نتاج عملهم على الشاشة، باستثناء الإداريين وبالنسبة للعاملين بهيئة الاستعلامات فكنت موافقا على فكرة انضمامهم للنقابة في البداية ولكن عند عرض مشروع القانون على لجنة الإصلاح التشريعي المنبثقة من الحكومة لفتوا نظري إلى أن دخول موظفي الاستعلامات سيفتح الباب لدخول العاملين بإدارات الإعلام في كل الوزارات والهيئات الأخرى وسيصبح حقا لهم مما سيخرج عن مضمون عمل النقابة وأعلنت يومها أنى سأدعم حق العاملين بهيئة الاستعلامات في تأسيس نقابة خاصة بهم ولا زال وعدى قائما.
25 ألف عضو
ما عدد الأعضاء الذين انضموا للنقابة ؟
لن يقل عن 25 ألف عضو لنقابة الإعلاميين تحت التأسيس التي اشرف برئاستها وتوجد لجنة تأسيسية كمجلس مؤقت وتشكل لجان منها لجنة للقيد ولن نبدأ من فراغ ليمارس مهام النقابة وسنبدأ فور صدور القانون والمفروض أن الدولة ستوفر لنا مقرا للنقابة وأنا أتحرك لتوفير مقر بديل إذا تأخرت الحكومة.
ما الفرق بين مدونة السلوك المهني وميثاق الشرف الإعلامي؟
ميثاق الشرف يركز على العموميات ولكن مدونة السلوك المهني تتناول التفاصيل وليست بعيدة عن الميثاق ولابد من تصريح من النقابة لغير الأعضاء ليزاولوا أي مهنة إعلامية وتتم محاسبته في حالة الخطأ وإذا ألغى تصريحه فلن يعود للعمل الإعلامي أبدا.
يخلط البعض بين حرية الرأي والفوضى فما محددات حرية التعبير عن الرأي؟
لا توجد حرية مطلقة ولكن حرية مسئولة وليست على حساب حرمة الأشخاص أو مصلحة الوطن أو الأسرة أو القيم والمبادئ الأخلاقية وهذا مفهوم بقوة لدى الإعلاميين والصحفيين الحقيقيين فالجميع يعلم أن الدخلاء اندسوا في المهنة وأساءوا إليها.
قانون ازدراء الأديان الذي صدر بموجبه أحكام بالحبس لبعض الكتاب هل ترى إبقاءه أم إلغاءه؟
أراه من مخلفات الفترة الفاشية التي سادت فيها تجارة الدين وركبها من لا صلة لهم بالدين الحقيقي وهذا القانون يحتاج لإعادة نظر والدكتورة آمنة نصير قدمت مقترحا في مجلس النواب وتبنت إلغاءه وهى أستاذة في الدين الإسلامي فلا يصح أن نرفع سيف الرفض والعقاب على كل من يتناول أمور الدين وإنما نستخدم الحوار ومناقشة الحجة بالحجة فلا يجب التسليم المطلق لأفكار بثها فى العقول من لا صلة لهم بالدين وباسم الدين يتم تضليل الناس ونحن نذكر ان من حاول قتل نجيب محفوظ لم يقرأ روايته وانما سمع شيخا يكفره ! والامة الاسلامية تدفع ثمنا باهظا نتيجة الانسياق وراء الافكار المتشددة والاسلام نفسه يتعرض لمأزق غير عادى فظهرت الاسلاموفومبيا فى اوربا وامريكا ولا يجب ان نستهين بهذا العداء للمسلمين ولهذا ارى ضرورة اعادة النظر فورا فى قانون ازدراء الاديان أما اسلام البحيرى وهومسجون حاليا فيبدومختلفا قليلا فقد اثار انتباه الناس واراد دفعهم للتفكير فى الثوابت فبدأ البعض يقتنع به ولكن ثقته الزائدة فى نفسه واصابته بمرض الشهرة والنجومية جعلته يتكلم بتعال واستفزاز فخسر الكثيرين ولدينا امثلة على من دمرتهم شهوة السطة ومنهم توفيق عكاشة وغيره .
تجاوزات القنوات الخاصة لا تقتصر على البرامج الحوارية وانما تبالغ المذيعات فى ملابسهن هل هناك وسيلة لايقاف هذه الممارسات ؟
ربما هى رد فعل مضاد للفترة التى رفع فيها المتشددون راية النقاب والحجاب كما استعانت بعض القنوات الخاصة بمذيعات من جنسيات أخرى وتصورت بعض المذيعات الشابات المصريات انها وسيلة لجذب المشاهدين ولكن إذا زادت الامور عن حدها فسوف يرفضها الرأى العام مثلما رفض حلقة محمد سعد مع هيفاء وهبى والنقابة تستطيع ان تتصدى لهذه التجاوزات بكل انواعها.
كعكة الاعلانات
تنافس القنوات الخاصة على كعكة الاعلانات فاستعانت بجهات لعمل قياس للرأى العام واذاعت قياسات غير حقيقية لصالح البعض ؟
حاليا غرفة صناعة الاعلام تقود حملة لعمل جهاز خاص ليجرى قياس الرأى بشكل علمى حقيقى والمفروض ان يشرف عليه نقابة الاعلاميين ونقابة الصحفيين والمجلس الوطنى للاعلام مع التنسيق مع غرفة صناعة الاعلام حتى لا تكون هناك شبهة تبعيته أوانحيازه لأى قناة.
لماذا لا يحصل تليفزيون الدولة إلا على القليل من الاعلانات ؟
التلفزيون المصرى يملك من الامكانيات الفنية والبشرية والمادية ما يضعه فى المقدمة ولكن للاسف بعض الادارات المتوالية لم تعطه الاهتمام الكافى كما ان الاعلام الرسمى دفع ثمن تجاهله لاحداث الثورة ففقد بعض مصداقيته واستغل الاعلام الخاص هذه الفرصة ليطور اداءه ويطعن فى الاعلام الرسمي، ولكن اعتقد انها مشكلة ادارة صحيحة فى المقام الاول لأن الكفاءات التى رباها التليفزيون هى التى صنعت القنوات الخاصة فلابد من اتاحة الفرصة للمبدعين والموهوبين من ابناء التليفزيون بدون مجاملة ومن خلال تجاربى فى المواقع الادارية التى شغلتها فى اذاعة الشباب والرياضة ثم اذاعة صوت العرب ثم رئاسة الاذاعة كنت دائما أفكر خارج الصندوق واشجع الشباب المتميزين فالاعلام القومى يحتاج لدعم الدولة لانه اعلام خدمى ومطالب بشرح القضايا الوطنية وتبنى القضايا الهامة مثل محوالأمية وتنظيم الاسرة والتموين التى لن يهتم بها الاعلام الخاص لانها لا تجذب المعلنين فالاعلام الخدمى يحتاج إلى دعم من الدولة ولكن بفكر مختلف وادارة واعية تعتبر ان العمل هواية ومتعة وليس وظيفة وهذه روشتة نجاح العمل الاعلامى.
إعادة الهيكلة
مبنى الاذاعة والتليفزيون مثقل بما لا يقل عن 40 الف موظف ومدين بملايين الجنيهات لبنك الاستثمار القومى كيف يمكن حل مشكلاته ؟
عدد العاملين تناقص الى 39 الف موظف نتيجة عدم التجديد بعد سن المعاش لكن اعادة الهيكلة لا تمس من يقومون بالعمل الاذاعى والتلفزيونى ولكن يمكن خفض العاملين فى بعض القطاعات بنقلهم لاماكن اخرى دون ان يضار أحد أما الديون فيمكن الاستعانة بدعم الدولة وبيع الاصول التى يملكها اتحاد الاذاعة والتليفزيون والمهم الاستفادة القصوى من العاملين المبدعين لنخرج بأفضل انتاج ممكن.
عاد البعض للمطالبة بعودة وزارة الاعلام خاصة مع تأخر تشكيل المجالس الاعلامية الثلاثة ؟
قد لا يعلم البعض انى رشحت لوزارة الاعلام ثلاث مرات منذ وزارة كمال الجنزورى ومرة بعدها والاخيرة اثناء حكم المجلس العسكرى بعد ثورة يناير واعتذرت لانى كنت متشككا فى اهمية دور وزير الاعلام ولكن الوضع الحالى قد يحتاج الى وزير اعلام ليقوم بدور يشبه وزير الارشاد زمان ولا يكون وزير اعلام لماسبيروفقط ولكن للاعلام كله ولا يملك سلطة ولكن يملك فكرا فيمهد لخطوة وله علاقات طيبة ليقدم للناس تصورا معينا ولكن سنحتاج لوزير اعلام لفترة دون ان يتعارض دوره مع المنظومة الاعلامية الجديدة لأنه سيضع الخطوط العريضة ويمثل مصر فى مؤتمرات وزراء الاعلام العرب وعموما وزارة الاعلام كانت وزارة سيادية من قبل وتعجلوا فى الغائها بدون دراسة لتوابع هذا القرار.
اعود للاذاعة وهى المهنة التى عشقتها كيف ترى دور الاذاعة الحكومية والخاصة ؟
قد لا يعرف البعض انى كنت خبيرا للاعلام باليونسكو فى مجال التلفزيون وانشأت احدى القنوات الفضائية المعروفة وبالنسبة للاذاعة فالمؤكد انه لا توجد وسيلة اعلامية تلغى وسيلة ثانية فالاذاعات الخاصة تنشأ لانها مشروع ناجح وهى تملك مقومات استمرارها فهى وسيلة غير انانية ولا تحتاج تفرغا ومتوافرة فى اى مكان ونقل الاحداث اسهل وهى تعطى الفرصة للمستمع لاستخدام خياله فبقدر نجاح الف ليلة وليلة فى الاذاعة لم تلاق نفس النجاح فى التليفزيون رغم تقديمها عدة مرات والاستعانة بأكبر نجوم واستخدام تقنيات حديثة فى الحيل ولكن المستمع ظل مرتبطا بالنسخة الاصلية التى داعبت خياله وهناك دراسة علمية تقول ان التليفزيون أثر بالسلب على خيال الناس فبدأ يتقلص وقل عدد المبدعين والآن دليل نجاح بعض الاذاعات الرسمية والخاصة فى أن قدرتها على جلب الاعلانات فاقت القنوات التلفزيونية فلا قلق على الاذاعة بشرط الابتكار والتجديد.
الإعلاميون الجدد
كيف ترى الجيل الجديد من الاعلاميين ؟
ارجو ان يعاد النظر فى الاختبارات التى تجرى لاختيارهم ففى جيلنا كانت الاختبارات صعبة وتتضمن اختبارا تحريريا فى اللغة العربية والانجليزية والترجمة ومخارج الصوت والمعلومات العامة ولكن هذا لا يمنع وجود شباب مميزين ولكن عين الادارى لابد ان تكتشف المواهب وتعطيهم فرصا للابداع وترسلهم لمعهد تدريب الاذاعة والتليفزيون سواء للعاملين بالاعلام العام أوالخاص ربما قلت نسبة الممتازين نتيجة انهيار التعليم والثقافة خاصة مع قلة التشدد مع المذيعين ولكن التدريب سيعيد التوازن.
ما تمنياتك للاعلام المصري؟
تمنياتى وعملى أيضا ان يستعيد الاعلام توازنه ويقف فى ظهر الدولة ولا يكون خنجرا فى ظهرها كما هوالآن وتنظيم العمل من خلال نقابة الاعلاميين والمنظومة الإعلامية التى نص عليها الدستور وادعوكل اعلامى ان ينظر بشكل واضح إلى اعداء الداخل والخارج المتربصين للحظة الانقضاض على البلد لأن المعارضين لابد ان يعلموا ان تغيير النظام يعنى اتاحة الفرصة للاعداء لتقسيم البلد والدخول فى حرب اهلية وسيكون هؤلاء المعارضون اول من يهرب ويترك البلاد ولا اعلم كيف اهتز مفهوم الوطن بسبب الاعلام ولنتذك ر كيف ساند الاعلام الدولة اثناء حرب 1973 فقد تطوعت كمراسل عسكرى لاذاعة صوت العرب وعملت برنامج صوت المعركة الذى انتشر بين الاسرائيليين الذين يتكلمون العربية واهتم به الرئيس السادات وطلب من وزير الاعلام الدكتور عبد القادر حاتم ان يكافئنى وبالفعل عرض على ترقية استثنائية ورفضتها لأنى لم اهدف للتكريم وانما طلبت منه إنشاء نقابة للاعلاميين وكنا فى السبعينات لأن الحس الوطنى كان اقوى والآن لدينا قضايا وطنية يمكن ان يتبناها الاعلام واخطرها الارهاب وخطة امريكا واسرائيل لتقسيم العالم العربى وما حدث فى ثورتى يناير ويونيورد على شعور كان بعضنا يردده وهوفقدان الثقة فى حضارتنا وتاريخنا وانا من تجربتى فى حرب اكتوبر اثق ان الانسان المصرى بداخله جوهرة ثمينة ولكنها مغطاة بالتراب وبمجرد ان يزول تظهر حقيقته الاصيلة وانا رأيت شجاعة وتخطيط الجيش المصرى التى جعلتنا نحطم الاساطير ولكن جوهر الانسان لا يظهر الا ساعة الخطر ولو الاعلام نبه الناس الى الخطر سيوقظ هذه المشاعر الايجابية .