أرض مطار إمبابة تحولت إلى مقالب للقمامة .. وشوارع الوراق والمنيرة وبشتيل تعج بالعشوائيات
محافظ الجيزة الحالي: معنديش أي معلومات عنه!
والمحافظ الأسبق: طرح 70 فدانا للاستثمار الحل الأسرع لتمويل المشروع


مشروع تم طرحه منذ 10 سنوات.. حلم للفقراء والبسطاء وعد الرئيس الاسبق مبارك بتحقيقه ، كان هدفه القضاء على العشوائيات فى إمبابة وبالتحديد المنيرة ومدينة التحرير ومدينة العمال ومطار امبابة ووراق العرب ووراق الحضر وجزيرة محمد وبشتيل..وإحداث التنمية فى هذه المناطق التى تمثل بؤرا سرطانية فى قلب الجيزة..انه مشروع تطوير منطقة شمال الجيزة الذى تم اطلاقه فى عهد " مبارك " وتم رصد ميزانية له تتعدى 3 مليارات جنيه.

وقال وزير الإسكان وقتها المهندس أحمد المغربي ان المشروع سينفذ على 6 مراحل خلال أربعة أعوام فقط.. محاور المشروع كان من المقرر تنفيذها على مساحة ٣١٤٠ فدانا بمنطقة ارض مطار إمبابة والمناطق المجاورة الوراق وإمبابة على عدة مراحل، ولكن هذا المشروع توقف، وتبخرت احلام البسطاء ، فى ان يعيشوا حياة كريمة بعيدا عن " سرطان العشوائيات ".

الواقع الميداني يؤكد أن المشروع لم ينفذ في المرحلة الأولى منه سوى محور احمد عرابى بطول ١.٧كم لربط منطقة المهندسين والعجوزة بالطريق الدائري ، وتنفيذ حديقة الجيزة على مساحة ٣٨ فدانا ، ولم يتم الانتهاء حتى الآن من المنطقة السكنية البالغ عددها 3118 وحدة سكنية بواقع 159 عمارة ، والتى سيتم تخصيصها لأهالي المنطقة والمتضررين من مشروع التطوير وأصبحت هذه الوحدات مسكنا للأشباح.


رغم أن منطقة أرض مطار إمبابة هي المرحلة الأولى من مشروع التطوير إلا انه لم يتم الانتهاء منها حتى الآن.. وتحولت منطقة مطار إمبابة إلى مقالب عمومية للقمامة ووكر للكلاب الضالة.

هذا التأخير جعل الأهالي يفقدون الأمل في التغيير والتطوير ، ويتحسرون على أحلامهم التي رسموها فى عهد مبارك ولم تر النور حتى الآن.. المسئولون أكدوا ان تأخر المشروع سببه ضعف التمويل وقلة المخصصات المالية.

"الأخبار" قامت بجولة ميدانية فى المناطق التى يشملها مشروع تطوير منطقة شمال الجيزة.. ورصدت معاناة الأهالي والتقت بالمسئولين للإجابة على سؤال..متى تتطهر إمبابة والوراق وأرض المطار من العشوائية وتتخلص منها؟..
بداية الجولة كانت من أمام مدخل ارض مطار إمبابة بجوار محور احمد عرابي، تجولنا داخل المنطقة السكنية التي يجرى العمل بها ولم يتم الانتهاء منها حتى الآن، وجدنا أكثر من 3118 وحدة سكينة خاوية لا يسكنها احد سوى الأشباح.. ولم يتواجد في المنطقة سوى عدد قليل من العمال التابعين للمشروع.

انتقلنا بعدها إلى ارض المطار، ووجدنا انها تحولت إلى مقلب عمومي للقمامة ومخلفات البناء والردش دخلنا إلى ارض واسعة تقع اسفل محور عرابى وهاجمتنا أعداد كبيرة من الكلاب الضالة التى اتخذت من هذا المكان مأوى لها.. ثم تجولنا فى شوارع المنطقة فوجدناها متهالكة تعانى الإهمال، لم تلمسها يد التطوير من قريب أو من بعيد ، بل أن الشوارع تحولت إلى مقالب للزبالة ، وانتشرت المخلفات في كل مكان.

ونفس الأمر في منطقة الوراق والمنيرة وإمبابة.. الزحام والتكدس والعشوائية هو العنوان الرئيسي لهذه المناطق، ومحاور مشروع التطوير لم تكتمل..الأمر الذي أثار استياء الاهالى والسكان لهذه المناطق.

التقينا الاهالى والسكان لمعرفة آرائهم فى مشروع تطوير شمال الجيزة ؟ وكيف ينظرون إلى المشروع بعد تأخر افتتاحه كل هذه السنوات ؟ فتقول هالة حامد إحدى الساكنات بالمنطقة انه منذ الإعلان عن المشروع في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك رفضنا المشروع منذ البداية فليس في مصلحتنا على الإطلاق فنحن نعيش فى منطقة بها أكل عيشنا.

فما الداعي إذن للانتقال إذا كان ذلك ليس في صالحنا كسكان؟. مشيرة إلى أن الأهالي ينتظرون منذ عشر سنوات الانتهاء من المشروع ولكن حتى الآن لم نر من المشروع سوى افتتاح الحديقة ومحور احمد عرابي، مؤكدة أن الأهالي سيتضررون كثيرا من نزع الملكية وعلى الدولة ان تعيد حساباتها فى التخطيط.
التعويض ضعيف

ويضيف خالد احمد «مدرس» أن المشروع من ناحية إمداد المنطقة بخدمات مثل المدارس ومراكز الشباب ووحدات الإطفاء جيد لان المنطقة تفتقر لذلك ولأنه كان من الصعب قبل البدء فى التطوير دخول عربات المطافئ أو الإسعاف إلى المنطقة التى نقطن فيها ولكن نزع الملكية من السكان يعود علينا بالضرر لان أماكننا فى مناطق يقدر فيها المتر بالآلاف فى حين ان الدولة تعوض المتضرر بمبالغ زهيدة أو إعطاء عهد له بتمكينه من وحدة سكنية فى المشروع المخصص.

أما هايدى محمود محمد فتقول: لى بيت أمتلكه فى المنطقة منذ عشر سنوات ومكون من ستة طوابق أقطن فيه انا وعائلتي وتصل قيمته الآن إلى ما يزيد على مليوني جنيه متسائلة هل يمكن أن يتم تعويضي بهذا المبلغ؟ مهما تم التعويض لن يوازى على الإطلاق قيمة ما أنفقته وإذا كانت هناك ضرورة للتطوير فلتقتصر على البيوت المتهالكة القريبة من حدود أرض المطار والمكونة من طابق واحد.
لقمة عيشنا
أما عن أصحاب المحال التجارية في المنطقة فيقول احمد حامد انه مهما تكن قيمة التعويض فهو لن يعوضنا عن الزبون الذى ربما نخسره إذا انتقلنا إلى مكان آخر حتى ولو فى نفس المنطقة فالسكن ممكن حل مشكلته ولكن مصدر الرزق أصعب، مشيرا إلى أن «الحكومة لو نزعت منا الملكية هنموت من الجوع وهتقطع أكل عيشنا».

المحافظ معندوش معلومات
وبعد الانتهاء من الجولة توجهنا إلى مكتب رئيس حى شمال الجيزة وبعد طلب مقابلته وجدنا انه غير موجود (فى اجازة) وعندما حاولنا ان نستعلم عن اى مخططات اوخرائط للمشروع قالت لنا مديرة مكتبه أنه لا توجد اى معلومات بعد ذلك اتصلنا باللواء علاء الهراس نائب محافظ الجيزة الذى اكد لناهو الأخر انه لا توجد لديه معلومات حول المشروع وعلينا الرجوع لرئيس الحى..بعد ذلك اتصلنا بمحافظ الجيزة اللواء كمال الدالى وطلبنا منه اجراء حوار حول مشروع تطوير شمال الجيزة فقال لنا « اتركونى اسبوعا لانى معنديش اى معلومات ».
عدم وجود تمويل
ويؤكد الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الأسبق أن بداية مشروع تطوير شمال الجيزة الذي يشمل (إمبابة والوراق والمنيرة) بدأ بقرار من مجلس الوزراء بإسناد مشروع إلى وزارة الإسكان وبالفعل صدر قرار جمهوري بذلك مؤكدا ان المشروع يتمثل فى إقامة منطقة سكنية تقام على مساحة 52 فدانا بإنشاء 160 عمارة بإجمالي 3200 وحدة سكنية بتكلفة 600 مليون جنيه تخصص للمواطنين المضارين من فتح محاور مرورية جديدة وتوسعة شوارع المنطقة وهى حتى الآن لم تسلم نظرا لعدم اكتمال المشروع .

ويشير الدكتور عبد الرحمن ان المحور الرئيسى فى المشروع لم يطرح حتى الآن وهو طرح ال70 فدانا المخصصة للاستثمار لكي يتم الإنفاق من عائدها على تكلفة المشروع التى تبلغ حوالي 3 مليارات جنيه.

وأكد أنه في فترة عمله محافظا للجيزة أرسل خطابا إلى الاتحاد الأوروبي لمناشدته بتمويل المشروع ماديا بضمان استثمار وعائد 70 فدانا وبالفعل تم إرسال لجنة من الاتحاد الأوروبي لمعاينة المشروع ثم بعدها وجدت ثورة من الإعلاميين والصحفيين ضد طرح 70 فدانا للاستثمار، وأكدوا أنها خطوة ضد مصالح أهالي إمبابة والوراق لأنها تقتل المتنفس الوحيد لأهالي هذه المنطقة.