الفلاسفة يرون العالم من منظورهم الخاص، وعادة ما تختلف نظرتهم عن غيرهم من المثقفين والمفكرين فما بالنا بأستاذ الفلسفة الكبير د. مراد وهبة الذى تخرجت على يديه الأجيال في كلية الآداب جامعة عين شمس والذي مثل مصر في العديد من المحافل الدولية على مدار العقود الماضية ولا زال يعطى ويبدع فى مقالاته ودراساته لأنه مهموم بالشأن العام المصري.

ناقشناه في هذا الحوار فى آرائه عن الفترة الحالية والسابقة وعن الاخوان الذين لازالوا منتشرين فكريا ومتواجدين فى العديد من مؤسسات الدولة.. وأكد ان الاصولية الدينية تولد الارهاب والمواجهة معها يجب ان تكون بالفكر أولا وان الاعتماد على الجيش والشرطة فقط فيه ظلم لهما ويمثل عبئا كبيرا عليهما وينتقد المثقفين لانهم قصروا فى حق مصر ولم يقوموا بمسئوليتهم التاريخية.. وإلى نص الحوار..

من وجهة نظرك كمفكر واستاذ للفلسفة كيف ترى مصر الآن؟
ــ مصر الآن فى مفترق الطرق بين وضع كان قائما ومتأزما وتتجه إلى وضع لم يتحدد بعد وحتى الآن لم نضع رؤية واضحة لما هو قادم ويجب ان نحلل ماهى ازمة الوضع الذى كان قائما أيام الرئيس الأسبق مبارك الذى كان يزعم انه ضد الاخوان لكنه كان عمليا متفاهما مع الاخوان عن طريق قنوات سرية وإلا كيف نفسر اننى عندما كنت أهاجم الاخوان أيام مبارك قالت سوزان مبارك انها يجب ان تسحق هذا المفكر.. هذا التناقض الغريب يكشف عن ازمة كانت خفية على المثقفين وعلى عامة الشعب وبالتالى أصبح من الممكن بعد التحرر من الوضع المتأزم ان يرحب بالاخوان المسلمين كحل لجميع المشكلات وفى فترة حكم الاخوان تفكك المجتمع تماما سواء من جهة المثقفين الذين يقال انهم النخبة، أو من جهة العامة وبعد إزالة حكم الاخوان ولا أقول ازالة الاخوان وهناك فرق بين ازالة الحكم الذى تم بفضل جماهير 30 يونيو ولكن هذا لا يعنى ازاحة الاخوان فرغم عدم تواجدهم ظاهريا ولكنهم موجودون عمليا وفكريا والدليل على سلامة ما أقول ان مصر تواجه ارهابا فى جميع المجالات فكريا واقتصاديا فيما اسميه الرأسمالية الطفيلية التى تتاجر فى غير المشروع خاصة فى المخدرات وتجارة العملة فأنا أقرأ دائما صفحة الحوادث لأرى مؤشرات التغير فى المجتمع وهذه الانشطة تزيد رأس المال بدون انتاج وهى التى تمول الاعمال الارهابية.
مواجهة الإرهاب
إذن ما العمل؟

ــ المثقفون لم يلعبوا أى دور فى مواجهة الارهاب، وبطريقة مواربة وكانوا يروجون ان المشكلة سببها عوامل اقتصادية واجتماعية، والمشكلة فى الأساس هى غلبة الطابع الدينى على الارهاب بحيث عندما نقول فكر نضطر الى قول فكر ارهابى والمفروض ان الفكر قابل للنقاش ولكن مع ارهاب مهيمن لا نستطيع قول فكر فقط لابد أن أقول «فكر ارهابى دينى اصولى» فالارهاب الاصولى معناه اننا نواجه فكرا دينيا متخلفا عندما نقول ان الفكر الدينى سليم وان الارهاب خارج الصندوق الدينى فهى خدعة هدفها اننا ندعم الاصولية الدينية ضمنيا وهى أساس الارهاب.
ولماذا ترى ان الرؤية المستقبلية لا زالت غائبة؟
ــ طالما وجد تيار واضح قائم على الاصولية الدينية فسوف نضطر لتأسيس تيار علمانى فغيابه يعنى كارثة ومؤخرا اتفقت روسيا والمانيا على ضرورة إقامة دولة علمانية موحدة فى سوريا لأن الفكر العلمانى ضد الطائفية وضد الاصوليات الدينية وضد جماعة الاخوان ومنظماتها وما سينقذ سوريا من التفكك هو تأسيس دولة علمانية وهى الحل الأمثل لأى دولة.
وما هى العلمانية من وجهة نظرك؟
ــ الاصولية تعنى التفكير فى النسبى بما هو مطلق ليس بما هو نسبى فيمنع التفكير فى حل مشكلة اجتماعية أو انسانية بدون ان يخضعها لمعتقد مطلق وهنا الخطورة لأن تطبيقه على ظواهر متغيرة ومتحركة يجمدها ويمنع التطور وهنا تأتى العلمانية كحل أو ضرورة لأن العلمانية حسب تعريفى هى نقيض الأصولية بمعنى التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق فلا يمكن معالجة قضية اجتماعية أو انسانية تحت مظلة معتقد دينى مطلق اذن علينا بالدستور لتعديله.
أى مواد من الدستور ترى ضرورة تعديلها؟
ــ المادة الثانية لأنها لا تتناول الدين الاسلامى وانما تتناول الشريعة والشريعة ليست هى الدين الاسلامى لأنها اجتهادات بشرية ويمكن تفسيرها بأن الاصولية الدينية يجب ان تحكم واذا حكمت فالارهاب يشيع ولابد ان نكون واضحين وبدون مواربة اما التلاعب بالالفاظ وبالقول لابد ان نترك الدستور لتطبيقه فهذا سيجعل الدولة اصولية اسلامية انا لا اظلم الاخوان عندما حكموا فهم متسقون تماما مع فكرهم ومع المادة الثانية التى تقول الاسلام دين الدولة، والشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع والشريعة اجتهاد بشرى فأنا لا أتحدث عن الاسلام وإنما عن تيار أصولى مدمر للعقل البشرى لأن التيار الأصولى فى أى دين يمنع إعمال العقل فى النص الدينى فيخلق مجتمعا من القطيع وهذا ما كان مطلوبا أثناء حكم الاخوان.
مفترق طرق
وإلى أين يتجه بنا المستقبل من وجهة نظرك كمهتم بالشأن العام؟

ــ مصر فى مفترق الطرق وأنا بحكم المهنة أركز على دور المثقف وعادة النخبة هى التى تقود فكريا فتعمل مناخاً ثقافياً وفكرياً فى المجتمع يسمح بالتقدم وعليها ان تحدث وعيا لدى الجماهير بأهمية اعمال العقل فى تسيير أمور المجتمع وانا لا أرى دورا للمثقفين باستثناء افراد لا يؤثرون فى عقل العامة وهم سبب تدهور البلد ونكبتها لأن أى مجتمع لا يمكن ان يتطور بدون المثقفين، قرأت مؤخرا كتابا اشرف على اصداره صمويل هافنجتون المشهور بصراع الثقافات بعنوان (الثقافة فى الصدارة) ويعرض تقريرا اقتصاديا يقارن بين كوريا الجنوبية وغانا من 1960 الى 1990 فخلال 30 عاما كوريا الجنوبية اصبحت من القوى الكبرى وغانا ما زالت متخلفة والسبب ان الثقافة تغيرت فى كوريا ومنع تطويرها فى غانا لأن العقل يدير الاقتصاد والسياسة وليس العكس وعلى المثقفين ان ينشغلوا بنقد العقل المصرى فكيف لم ينقدوا العقلية التى سمحت بوجود الاخوان فى السلطة وأعطتهم التبرير فأنا مندهش لأن أغلب المثقفين فى ايام مبارك كانوا اكبر المدافعين عن الاخوان وهذا يعنى وجود خلل فى عقول المثقفين.
وكيف وجدت لقاء الرئيس السيسى الأخير مع المثقفين؟
ــ حسب ما قرأت فى الصحافة وجدت ان المثقفين لا زالوا مشغولين بقضايا ليست اساسية لأنهم يتكلمون عن الحرية بطريقة مطلقة فالحرية مسئولية وهى محكومة ولكن فى اطار الارهاب كيف اتحدث عن حرية مطلقة وانا لا اقصدهم كأشخاص لأن ما يهمنى ما يقال وليس من يقول.
الحوادث الارهابية الاخيرة فى بروكسل كيف قيمتها؟
ــ هى نتيجة طبيعية وحتمية للأصولية الاسلامية التى تغلغلت فى جميع مؤسسات دول العالم واقولها من واقع خبرتى ووجودى فى منظمات دولية ،وبناء عليه فالارهاب سهل تنفيذه وبروكسل موجودة ضمن الدول المستهدفة من الارهاب وانا لا افرق بين داعش والنصرة وغيرهما من المنظمات الارهابية لأن مصدرها واحد وهو التيار الاصولى الاسلامى فكان هدفهم الاول الاتحاد السوفيتى، فى 1986 اشتركت فى مؤتمر دولى فى امريكا لاجراء حوارات بين فلاسفة سوفييت وآخرين أمريكان وقتها كان التهديد بحرب نووية وقلت ان غاية الاصولية تدمير الاتحاد السوفيتى ثم تدمير امريكا ودمر الاتحاد السوفيتى بواسطة الامريكان ثم سيأتى الدور على امريكا ثم اوربا حسب الخطة التى وضعت وسيأتى الدور على جميع الدول التى لا تطبق الفكر الاصولى.
تمويل بلا حدود
لكن المنظمات الارهابية تجد الدعم والتمويل من بعض الدول؟

ــ اعتبارا من النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى بدأت التفت إلى ظاهرتين الاصولية الدينية والرأسمالية الطفيلية ومن خلال محاوراتى مع فلاسفة فى انحاء العالم انتهيت الى وجود علاقة عضوية بينهما فالرأسمالية الطفيلية هى اقتصاد غير مشروع خارج اقتصاد الدولة يتاجر فى المخدرات والسلاح والدعارة وغيرها من الانشطة غير المشروعة وهو الممول الحقيقى للارهاب ولا يعنينى اسماء دول، لذلك فالتمويل بلا حدود وبأموال تقدر بمليارات الدولارات والنشء بدون رقابة يعطى تمويلا بشريا لهذه الجماعات فالظاهرتان متداخلتان، شباب بلا حدود وتمويل بلا حدود والآن الاقتصاد الطفيلى يتحكم فى العالم ولهذا هناك أزمة اقتصادية عالمية سببها فى رأيى ان من يحكم العالم الآن هو الاقتصاد الطفيلى ولا يمكن التحرر منه إلا إذا تحررنا من الاصولية الدينية فالكارثة ليست فى الرأسمالية الطفيلية ولكن فى الاصولية الدينية التى تستدعى تأسيس الرأسمالية الطفيلية.
إذن كيف نواجه الارهاب الأصولى المتطرف؟
ــ نحتاج لعمل تيار كوكبى علمانى وفتح حوارات متواصلة بين الفلاسفة والمثقفين فى العالم من أجل تحرير البشرية من الاصولية الدينية سواء اسلامية أو مسيحية أو يهودية فمن قتل رابين اصولى يهودى ومن قتل السادات اصولى اسلامى ومن قتل غاندى اصولى هندوسى، فالارهاب نتيجة للاصولية والتطرف.
اذن ترى ان المواجهة الفكرية أهم من المواجهة الأمنية؟
ــ الاصولية تعد الشباب للعمليات الانتحارية وعمليا لا يمكن حراسة كل متر فى البلد، من المهم تقوية الأمن لكن الفكر هو الأهم لأن العقل فى خطر فتشغيل العقل هو الأمن الفكرى الذى يدافع عن الحياة فالعقل المتخلف خطر فنحن نسميها عمليات انتحارية وهم يسمونها استشهادية نتيجة ما حدث فى العقل من تخريب منذ تربية الطفل على عدم تقبل الآخر وكراهية الاديان الاخرى وعندما يكبر يقولون له ان المجتمع كافر، فيحاربه ليدخل الجنة ومن يرفض الذهاب للجنة؟ فالاخوان فى الاستفتاء على دستورهم قالوا للناس: من يقول نعم سيدخل الجنة، والشعب كله وافق لأن تربيتهم ساعدت على ذلك فالمجتمع محكوم بما تربى عليه.
الأسرة والمدرسة
وهل هى مسئولية الدولة أم الأسرة أم المدرسة أم أجهزة الاعلام؟
ــ هى مسئولية الجميع فكل الطرق تؤدى الى الارهاب وعقب كل عملية نجد ادانة من جميع الاطراف ولا نجد تغييرا فى الذهن والمفروض ان من لايرضى عن المجتمع يحاول ان يتدخل لتغييره ولا يمكن الفصل بين الارهاب وبين النواحى الاقتصادية والاجتماعية فالارهاب يعمل خارج نسق الدولة ولا يمكن التحكم فيه وهو يغير عقلية الشباب وطالما اهملنا تغيير العقل فجهودنا غير مجدية ولابد من تيار علمانى يتغلغل فى جميع مؤسسات الدولة ليزيل العراقيل وبدونه ستتزايد المشكلات لوجود تيار اصولى.
لكن العلمانية تتهم من العامة بالإلحاد والكفر؟
ــ لو ظلوا على هذا المفهوم الضيق السطحى ستغرق مركبنا بمن عليها.
الإعلام والتطرف
كيف يساهم الاعلام فى تكريس الاصولية والتطرف؟

ــ الخطورة تأتى من القنوات الفضائية لأن جماهيرها بالملايين ونحن بحاجة لسقراط فضائى ليغير ذهنية الملايين من خلال الفضائيات وهى مسئولية اصحابها إذا كانوا على وعى بخطورة الفكر الاصولى أما لو كانوا لا علاقة لهم بالفكر والثقافة والتيارات الفكرية فسيتحملون خسارة اعمالهم ومن يفشل يستثمر أمواله فى الخارج فالمستثمر لا يعنيه محاربة الارهاب ولكن تعنيه زيادة أرباحه وسوف يستثمر فى الخارج.
ولكن الدولة تمنح مميزات لجذب الاستثمارات؟
ــ إزالة معوقات الاستثمار تستلزم ازالة الارهاب والاصوليات الدينية التى تعشش فى العقل المصرى فاحتياطات الأمن لن تشمل كل شبر فهناك صعوبة تواجه الشرطة والقوات المسلحة والآن مسئولية المثقفين مسئولية تاريخية ولابد ان ينقدوا انفسهم ويتوقفوا قليلا عن نقد السلطة وتملقها عندما نعتمد على الجيش والشرطة فقط فى مقاومة الارهاب فهذا ظلم بشع نمارسه نحن كمثقفين، فالمسئولية الاولى تقع على المثقفين وعليهم ان يعترفوا انهم قصروا فى حق مصر.
ما مدى تأثير تغيير الخطاب الدينى فى تغيير ذهنية الشباب؟
ــ فوجئت أن بابا روما الكاثوليكى اصدر فى اوائل العام كتابا عنوانه (اسم الله رحمة) عادة كان علماء اللاهوت منشغلين بتحديد عدد صفات الله وانقسموا بعضهم يحدد صفات والبعض الآخر يتحفظ لأن جميع الصفات بشرية ولكن بابا روما اختار صفة الرحمة لأن معناها عدم الادانة للآخر حتى لا يكون التكفير متبادلا فهى لمحة جديدة على الفكر الكاثوليكى المتزمت الذى كان يدين ويكفر مثلما كفر جاليليو واعتبر هذا بداية لتجديد الخطاب الدينى وأرجو من جميع المؤسسات الدينية ان تركز على كيفية منع إدانة الآخر دون الحديث عن الجنة والنار ولا مؤمن ولا كافر وهناك آية كريمة فى القرآن تقول (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) والأهم ان نمنع الادانة والتكفير ونمنع ازدراء الاديان فالآراء تطرح للمناقشة ولأن الدين له علاقة بالانسان فهو موضع تفكير وليس من حق احد ان يفرض طريقته فى التفكير فى الدين فهى مغالطة واستخفاف بالعقل البشرى.
ما رأيك فى محاكمة بعض الكتاب بتهمة ازدراء الاديان؟
ــ قانون ازدراء الاديان نتيجة حتمية للاصولية الدينية التى تقوم على امتلاك الحقيقة المطلقة ولا يقبلون الرأى الآخر ويردون بالعنف على من يختلف معهم، ويغلق باب الاجتهاد انا ضد الادانة لأحد دينيا وضد التدخل فى حرية العقل ما دمنا نحافظ على أمن المجتمع ومن لا يعجبه تفكيرى فليدخل معى فى حوار علنى والجماهير هى التى تحكم بصحة الرأى وتأخذ موقفا ولهذا ارفض قانون ازدراء الاديان واى قانون يحض على الادانة فالرأى الخاطيء يترك للتطور والتطور لا يرحم مهما حاولوا عرقلته والتطور فى العلمانية، فالفرصة للحوار ولا نخشى شيئا لأن التطور لصالح التقدم ولولاه لم تكن الحضارة.
الخطاب الدينى
كيف ترى دور الازهر فى تجديد الخطاب الديني؟

ــ الأزهر يواجه النقد بشعار نحن اسلام وسطى ولا يعترفون بأخطائهم وانما الخطأ عند الغير فرسالة الازهر موجهة لمسلمى العالم فلابد ان يتحمل مسئولية ما ينتج عن هذا التأثير فإذا جاء سلبيا فلا يقول انا غير مسئول.
ما أكبر خطورة تواجه المصريين حاليا؟
الاصولية الدينية أكبر خطورة لأنها متغلغلة فى جميع مؤسسات الدولة فى شكل تيار فالفرد فيهم يمثل التيار وأنا تقدمت بمشروع باسم الابداع والتعليم العام لوزارة التربية والتعليم ايام الدكتور فتحى سرور وكان قد دعانى لأكون احد مستشاريه عام 1988 واقتنع بالفكرة التى تحارب التلقين والحفظ والتذكر وهى الثلاثية الفاسدة التى خربت التعليم ونفتح باب الاجتهاد والتفكير ويحاسب على طريقة عرضه للفكرة على ان تهتم كتب الوزارة بعرض تاريخ العلم وليس النظريات حتى ندرب الطالب على الابداع ويقرأ خارج المقرر والامتحان لا يتحدى الذاكرة ولكن يختبر صياغة الاجابة، وتحمس الوزير ولكن قيادات الوزارة رفضوا المشروع ودمروه لانهم ضد التطوير وحاولت طرح مشروع لتطوير كلية التربية فدمر ايضا.
إذن هناك مقاومة من المجتمع لكل ما يحرك الفكر وتفضيل الانماط الجاهزة؟
ــ الكسل العقلى، ويقول المثل الشعبى ان المشغول عنده فكر، فالفكر مرض.
ما ملاحظاتك على أداء مجلس النواب؟
ــ فوجئت بمسلك رفع الحذاء فى مجلس النواب معناه لابد من مراجعة تركيبة المجلس التى سمحت بتهيئة المناخ الذى يسمح بهذا السلوك وغيره من التجاوزات ولابد من مواجهة هذا المناخ وليست مواجهة العضو فهو افراز للمناخ المهيمن على المجلس ولابد من تعديله لننتقل من المناخ الخاص للمناخ العام.
باعتبارك استاذا للفلسفة بجامعة عين شمس وتدرس للاجيال منذ سنوات طويلة كيف ترى الشباب الآن؟
ــ للأسف الجيل الجديد لا تعنيه الحضارة ولكن يعنيه الخضوع للفكر الاصولى وأمتنع عن ذكر امثلة تواجهنى داخل الجامعة

ألم تقم مواقع التواصل الاجتماعى بتغيير الشباب؟

ــ التغيير كان لصالح القنوات الفضائية التى لا تثير شهية الاستمتاع بالحضارة.