كل مطابخ العالم موجودة في شارع واحد من شوارع القاهرة.. حيث يعيش فيها العديد من الجنسيات القادمة من الشرق والغرب، وتلبي أذواق المقيمين فيها سواء للعمل أو الدراسة، وتختلف فيها نوعية الأطباق وطريقة الأكل وعاداتها أو حتى في الجلوس أو الوقوف، أو استخدام ما يشبه «الطبلية» أو المائدة العادية المألوفة في المطاعم العادية.

وداخل شارع صغير في مدينة نصر تستطيع أن تشاهد العديد من مطابخ الدول الإفريقية والآسيوية، تختلف نوعية الأطباق التي تقدمها، ولكنهم اتفقوا في شيء واحد، وهو غياب الشوكة والملعقة والاكتفاء بأصابع اليد لتناول الطعام!.

وكان أكثر ما لفت انتباهنا في ذلك الشارع هو قيام الطلبة الاندونيسيين بخلع أحذيتهم قبل الدخول، وفعلنا مثلهم ودخلنا وكان المشهد متميزا يدعو للانبهار، فالمساحة صغيرة تكفي ٦ ترابيزات بالكاد، والأرض مفروشة بالموكيت، وعليها أبريق مملوء بالمياه لغسل الأيدي.

يقول لنا «حسين» مدير المطعم، إن الافتتاح كان منذ ٤ سنوات بفكرة له مع أحد أصدقائه أثناء دراستهم بجامعة الأزهر، وكان مصدرها هو الاشتياق إلى أسرهم وإلى طعام بلدهم، ونفذوا الفكرة لخدمة الاندونيسيين في مصر، وأكد أن أهم ما يميز المطعم هو أن أكله «سبايسي» وألوانه مبهجة، مثل الصلصة الحمراء بالفلفل الحار والأرز الأزرق الحار «ناسي كيرابو»، والسلطة التي تضم الخس وجوز الهند والزبيب المقلي بالزيت الحار.

ويضيف حسين أن من تقاليد الأكل عندهم الجلوس على الأرض وتناول الطعام بالأيدي بعد غسلها من مياه الإبريق.

ولا يختلف المطعم الماليزي كثيرا حيث يعتمد على المواد الحارة مثل نكهة «الرامباه» والتي تعد السر الرئيسي للمطبخ الماليزي مثلها مثل «القلي» فهم يفضلون الأرز والمكرونة المقلية والبيض المقلي والدجاج والخضراوات المقلية مع الصلصة الحارة جدا، ويشتهر أيضا «بشوربة التومية» بالإضافة إلى وجبة «ايكان باكار»، وهي أسماك مشوية على الفحم مع الصلصة الحمراء الحارة، وكذلك شرائح البيض والخيار مع الـ«ناسي ليماك»، وهو أرز بجوز الهند واللبن.

وانتقلنا إلى المطعم الإفريقي حيث بدأنا بالمطعم الصومالي الذي يبهرك برسوماته وديكوراته حيث تشعر وكأنك داخل صالة ديسكو.

كما قال فرح موسي أحد الشباب العاملين فيه أن عمه افتتح ذلك المطعم منذ ٥ سنوات، لخدمة الصوماليين في مصر، ويقول لنا ان اشهر الاكلات التي يقدمها هي «الفحفح» هو عبارة قطع اللحم ممزوجة بالصلصة الحارة و«اللحلوح» وهو مرق اللحمة بالخضار ويمكن دمجها بالكبدة والدجاج اما الزربيان فهو عبارة عن الارز باللحم او الارز بالدجاج المقلي اما عن اشهر الحلوى الصومالية فهي الصرين، وهي تشبه الهريسة العربية وحلوى البر وتشبه لقمة القاضي.

ويؤكد مصطفى أمين، أحد المترددين على المطعم، أنه يوجد الكثير من الأطعمة الصومالية الشهية مثل «الامبولا» والتي تشبه شوربة العدس و«الانجري» وهي مثل فطيرة السكر.

بينما يختلف المطعم النيجيري كثيرًا عن باقي المطاعم حيث يشتهر بأطعمة البطاطا المسلوقة والمخفوقة والتي تعرف باسم «بايان البطاطا» مع أرز الغولوف والموز المقلي، أما طبق الأسماك فهو «ايفو ريرو» وطبق الخضراوات مع اللحم اليخني وزيت النخيل الأحمر من أشهر أنواع الزيوت المستخدمة في المطبخ النيجيري وتستخدم بذور البطيخ في تجهيز وجبة «ايجوسي» كما تشتهر المطاعم النيجيرية بشوربة الفلفل الأخضر مع البيض المقلي وفطيرة اللحم.