هادئة، تعشق القراءة والكتابة والاطلاع على كل ما هو جديد في جميع المجالات.. لا تتنازل عن التفوق والحصول على المراكز الأولى خاصة في مجال العلوم بجميع نواحيها التي تعشقها منذ الصغر.. فرغم صغر سنها تمتلك عزيمة قوية للوصول إلى هدفها.
روان هجرس السيد البدوي ابنة محافظة الدقهلية طالبة بالصف الثاني الثانوي علمي في مدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا بالمعادى ‪STEM» ». استطاعت التوصل إلى نوع جديد من الخلايا الشمسية المطورة تحمل عنوان ("الخلايا البرفسكوتيه المزودة بنظام شمسي" التي تتلخص في إنتاج كهرباء بكمية كبيرة وبكفاءة عالية لمدى طويل من خلال مادة تسمى البرفوسكيت.. نتعرف معها على تفاصيل هذا البحث وطموحاتهما والصعوبات التي وجهتها في السطور التالية.

في البداية ما تفاصيل بحثك الذي توصلت من خلاله إلى خلايا شمسية جديدة؟
ــ يكشف البحث عن نوع جديد من الخلايا الشمسية تسمى الخلايا البرفسكتية التي تعتمد اعتمادا أساسيا على امتصاص أشعة الشمس وتحويلها إلى كهرباء وهى نوع من الخلايا العضوية وغير العضوية التي تعتمد اعتمادا أساسيا على نوع يسمى الخلايا الفوتوفولاتكية وتتحول من فوتونات إلى كهرباء.
كما أن هذا النوع يتميز بأنه رخيص الثمن وعالي الكفاءة مما يعنى انه من السهل التطوير عليه والوصول إلى أعلى كمية كهرباء متاحة يمكن الحصول عليها وفى فترة زمنية بسيطة. ولكن هذا النوع من الخلايا يقابل مشكلة تحتاج الوصول إلى حل لتستمر هذه الخلية فى مكانتها إنها الأعلى فى الإنتاج بالنسبة للكهرباء. كما أيضا تعتبر صديقة للبيئة دون حدوث اى ملوثات ضارة للبيئة كما أنها اقتصادية لدرجة تجعلها تصل إلى أعلى كفاءة ممكنة.
ولكن المشكلة هي أنها لا تستمر لفترة طويلة وهنا في هذا المشروع يتم حل هذه المشكلة عن طريق إضافة مادة تسمى الـ ‪E-boxy وهذه المادة تحمى الخلية الشمسية من الأكسجين والرطوبة التي تتأثر بهما وتم اختبار هذه المادة والحصول على كفاءة أعلى وإنتاج كمية اكبر من الكهرباء وتم إضافة نظام شمسي يلعب دورا مهما فى تحديد زاوية الشمس التي على أساساها تتحرك الخلايا الشمسية والمميزات في هذا النظام انه لا يحتاج إلى كهرباء كباقي الأنظمة ولكنه يعتمد على الفريون حيث عنده القدرة على التبخر وامتلاء الأنابيب وزيادة ثقلها على حسب اتجاه الشمس.
منذ متى وأنت تعملي على هذه الخلية مع صغر سنك؟
ــ بدأت الفكرة منذ أن كنت في الصف الأول الثانوي وسرعان ما ازدادت حيث قرأت العديد من الأبحاث والحلول السابقة والاطلاع والمناقشات في الأبحاث العلمية على الخلايا الشمسية وحينها بدأ التساؤل: لماذا نستخدم هذا النوع من الخلايا الشمسية غير الاقتصادية وغالية الثمن ولماذا لا نستخدم نوعا سهل التصنيع ومناسبا للجميع في مصر؟ ثم اتضح لي بعد ذلك أن هذا النوع من الخلايا الشمسية يمكن بسهولة التطوير عليه ومحاولة تصنيع لإجراء الاختبارات اللازمة للوصول إلى هذا النوع الجديد من الخلايا الفائقة الإنتاج والكفاءة وتم إضافة هذه المادة لزيادة إنتاجها والحفاظ عليها لأكبر وقت ممكن وتم إجراء الاختبارات العلمية اللازمة لإثبات ذلك.
لكن إذا قمت بإضافة نظام دوران شمسي ماذا يحدث وما تفسير ذلك؟
ــ اعتقد أن هذه الأسئلة كانت مجرد الشرارة التي سرعان ما أضاءت لي أجزاء كثيرة كانت مظلمة في عقلي ثم بعد ذلك بدأت العمل على تفسير هذه النتائج فقمت بالبحث والاطلاع على الأبحاث السابقة في هذا المجال لتجميع اكبر قدر من المعلومات.
لماذا اخترت مجال الهندسة البيئية بالتحديد ليكون مجال بحثك؟
ــ السبب أنى أحب هذا المجال وأريد أن أصل إلى شيء جديد يمكن إنشاؤه على ارض الواقع فى مصر وحل مشكلة الكهرباء بدون أي أضرار للبيئة وان يكون مناسبا لجميع الشعب، وأرى فيه دائما أنه يشتمل على جميع أنواع العلوم بما فيها الفيزياء والكيمياء والأحياء وجميع العلوم التى أحبها منذ الصغر ودائما في اطلاع للوصول إلى كل ما هو جديد في العلوم ولن يتحقق تقدم ورقى أي دولة إلا من خلال الاهتمام بالعلم، وانا أتطلع من الآن أن استكمل دراستي الجامعية بكلية العلوم أو الطب التابعة لجامعة أكسفورد أو جامعة كاليفورنيا أو هارفارد واستكمال بحثي وتطويره فى المستقبل وان يكون هذا بداية طريق للنجاح بإذن الله.
كيف كان استقبال العلماء وأساتذة الجامعات لخلايا جديدة مطورة من طالبة صغيرة السن؟
ــ حين عرضت فكرة بحثي ونظريتي على أساتذة العلوم بالجامعة وناقشوني فيها وكان رأى بعضهم أن هذا يعد بمثابة فلسفة جديدة في علم الخلايا الشمسية قد يترتب عليه أشياء كثيرة في المستقبل وتغيير منظور استمر عليه الناس لزمن طويل، والبعض الآخر يرى أننا سنحتاج فترة من الوقت لإقناع الناس بما توصلت إليه.
ما الجوائز التي حصلت عليها ؟
ــ حصلت على العديد من الجوائز عن هذا المشروع منها المركز الثاني على مستوى الجمهورية فى مجال الهندسة البيئية من خلال مسابقة انتل للعلوم والهندسة التي أقيمت فى مكتبة الإسكندريةـ كما حصلت على جائزة الاختراع الجديد من محافظ (الدقهلية). وحصلت أيضا على المركز الثالث في مسابقة الجامعة التي أقيمت بجامعة المنصورة فى عام 2015.
ما الصعوبات التى اعترضت طريقك نحو إثبات مشروعك ومدى تأثيره؟
ــ واجهتني العديد من الصعوبات أهمها فهمى لهذه الأبحاث وعدم توفير اى مجال أو مكان للاطلاع على ما احتاجه أو اى مساعدة مالية أو معنوية، ولولا اعتمادي بشكل كبير على الإمكانات الذاتية والجهد الشخصي لما استطعت الوصول إلى ما وصلت إليه، ولهذا أتمنى من الدولة أن تمد لي يد العون وتقدم لي الدعم الكافي لاستكمال البحث وان يعاد النظر مرة أخرى إلى كل طلاب البحث العلمي وتوجيه الدعم الكافي لهم ماديا ومعنويا وتوجيه الأنظار لهؤلاء الشباب لأنهم بالفعل العمود الفقري لنهوض الدولة وتقدمها ومحاور ارتكاز تعتمد عليهم فى المستقبل.
أشخاص وجهات مثلوا علامات مضيئة فى مسيرتك.. من هم وماذا تقولين لهم؟
ــ قبل أى أحد أود أن أتوجه بكل الشكر والتقدير لأمى لأنها الداعمة الحقيقية لى فى حياتى سواء على المستوى الشخصى أو العلمى وطوال فترة بحثى كانت تحثنى دائما على المتابعة واستكمال المسيرة وعدم الاستسلام عند أى لحظة من لحظات الإحباط أو اليأس وتوفير الإمكانات وتذليل العقبات أمامى على قدر استطاعتها.. كما أتوجه بالشكر أيضا إلى وزارة التربية والتعليم ومكتبة الإسكندرية ومسابقة انتل وإدارة المدرسة والإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم بالدقهلية وجميع القائمين بها التى ساعدتنى بالتنسيق على المشاركة فى هذه المسابقة وأتاحت لى الفرصة لعرض مشروعى فى المعارض العلمية بكل مستوياتها المحلية والعالمية.. أود أيضا أن أوجه الشكر إلى كل من علمنى وساعدنى للوصول إلى ما أنا فيه الآن واخص بالذكر الدكتور هايناس مصطفى فى مركز التطوير بالإسكندرية. ورئيس معهد الدراسات العليا والبحوث لمساعدته على إجراء التجارب د. مختار يوسف