تولى مسئولية رئاسة قنوات الحياة قبل أكثر من عامين.. يفضّل العمل فى الظل حتى أن الكثيرين لا يعرفون أنه رئيس قنوات الحياة وربما يكون هذا الحوار هو الأول له مع أى وسيلة إعلامية.. إنه المنتج محمد سمير الذى يتميز بالصراحة والوضوح وهو ما ستعكسه سطور الحوار الذى أطلق خلاله قذائفه وآراءه.. وإلى التفاصيل:

> لماذا أصبحت سمعة «الحياة» موصومة بكثرة الديون ؟

لقد ورثت ادارة قنوات الحياة المالية مديونية كبيرة بسبب الإدارة السابقة وأتحدى أن يكون هناك مديونيات جديدة منذ توليت منصب رئاسة قنوات الحياة قبل ٢٨ شهرا وأسعى حاليا لتسديد الديون القديمة مع توفير ما يتم إنفاقه على الشاشة، وللأسف كانت الإدارة السابقة برئاسة محمد عبد المتعال تشترى مسلسلات وبرامج دون مراعاة لحجم العائد وتراكمت الديون وللعلم معظم المديونيات القديمة كانت لمنتجين هم حاليا أصحاب لعبد المتعال ويتعاملون معه وربما كان ذلك سبب رفعهم للقضايا ضد الحياة فى إطار المنافسة بهدف عرقلة القناة لحساب قنوات أخرى، وقد تم الاتفاق على حل معظم مشاكل المديونيات فتم جدولة مديونية صادق الصباح وجار سدادها على أقساط وهو نفس ما حدث مع منتجين آخرين كما تم سداد مستحقات المنتج محمد شعبان ومازال هناك خلاف ينظره القضاء.

> ألا ترى تناقضا بين زيادة برامجكم وكم المديونيات ؟
لابد أن ننتج البرامج الجديدة ونشترى المسلسلات حتى نحافظ على مكانتنا فى صدارة القنوات الفضائية ولكن بحسابات دقيقة تحقق عائدا يساعدنا على الاستمرار وسداد الديون القديمة ونحن ننتج كل برامجنا وأتحدى ان يكون هناك قناة تنتج ٢٩ برنامجا على شاشتها ولا يوجد لدينا برامج يتم وقفها بعد ٤ حلقات ؟!، برامجنا لا تخسر.. السبب الرئيسى فى كل مديونيتنا هو عدم وفاء الوكيل الإعلانى وهى شركة «بروموميديا» بالتزاماته وتأخره فى سداد الأقساط المحددة وقسط فهذا معناه تأخير فى سداد المطلوب من اجور ونفقات التشغيل وغيره فيبدو الأمر وكأننا فى أزمة والحقيقة أن كل مليم لدينا مضمون والتأخير لأسباب خارجة عن إرادتنا.

> هل تفكرون فى فسخ التعاقد مع الوكيل الإعلانى ؟
أؤكد أننا رحبنا بالتعاقد مع إيهاب طلعت وبروموميديا الذى تم فى أكتوبر ٢٠١٤ بسبب ثقتنا الكاملة فى مالكها رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى تجمعه صداقة بالدكتور السيد البدوى مالك قنوات الحياة وكان التعاقد بمبلغ محترم يساهم فى دعم القناة ويحقق مصلحة الوكيل الإعلانى وللأسف وكيلنا صعب جدا وهو السبب فى كل مشاكلنا وتراكم المديونيات وستشهد الفترة القادمة إعادة نظر فى هذا الاتفاق وربما نبحث عن وكيل آخر خاصة مع وجود أكثر من عرض من وكالات أخرى أوننشئ وكالة خاصة لتسويق القناة بنفسنا كما هو الحال فى إنتاجنا لبرامجنا بأنفسنا.

> ما صحة الشراكة مع جهة عربية ؟
لا نبحث عن ذلك لكننا تلقينا بالفعل عرضا بشراء قنوات الحياة من جهة قطرية نظير ٥ مليارات جنيه وعندما رفضنا تحول العرض إلى شراكة ولكننا نرفض المشاركة مع أى جهة تشترط أن يكون لها نصيب يتجاوز الـ ٥٠٪ بما يمنحها حق الإدارة والتدخل فى المضمون وهو ما لم نقبله لأننا لا ننظر لتحقيق الربح فقط ونقدر الدور الإعلامى الذى تلعبه قناة الحياة ولن نكون البوابة الكبرى التى يدخل من خلالها من يريد اقتحام الإعلام المصرى.

> هل تأثرت قناة الحياة برحيل بعض مذيعيها لقنوات أخرى فى السنوات السابقة ؟
لا أعتقد وأظن أن من تَرَكُوا القناة خسروا تواجدهم على الشاشة الاكثر انتشارا ولا نقلق لرحيل أى مذيع وأعتقد أن ما ينطبق على المذيعين ينطبق على مسلسلات بعض النجوم الذين ارتبطت أسماؤهم بالحياة وذهبوا بأعمالهم لقنوات أخرى نظير مقابل أكبر ولم تحقق أعمالهم نفس نسب المشاهدة ولا النجاح اللذين اعتادوا تحقيقهما معنا.

> وماذا عن رحيل إيمان عز الدين رغم نجاح برنامجها ؟
حالة ايمان خاصة جدا حيث تم التعاقد معها على البرنامج بشكل كامل بمعنى أن تحصل هى على أجر وتكون مسئولة عن فريق العمل وتأخرت القناة فى سداد مستحقاتها بسبب الازمة المالية التى تحدثت عنها فخرجت على شاشة الحياة وهاجمت القناة وهو أمر غير مسبوق ولذلك أعتقد أن استمرارها كان مستحيلا فتم وقف برنامجها.

> كيف ترى مستقبل القنوات الفضائية ؟
أعتقد أن الفضائيات فى خطر بسبب ارتفاع أسعار وتكاليف البرامج والدراما دون زيادة فى حصيلة الإعلانات ورغم اتساع السوق المصرى مازال سعر الإعلانات فى مصر أقل من عشر مثيله فى الخليج وللأسف بدلا من أن تتحد القنوات والوكالات الاعلانية لعلاج ذلك يتنافسون بما يَصْب فى صالح المعلنين وليس القنوات وأظن أن غرفة صناعة الإعلام تتحمل الكثير من المسئولية فى هذا الامر لكن للأسف التنافس بين القنوات أعضاء الغرفة يطغى على التعاون لتحقيق مصلحة مشتركة للجميع وعلى الجميع التكاتف بدلا من سياسة «الإخوة الأعداء» وأعتقد أن القنوات الفضائية بشكل عام فى تحد كبير حيث انخفضت نسبة مشاهدة القنوات بنسبة ١٨٪ عن السابق لصالح «الأون لاين» ومواقع التواصل الاجتماعى وغيرها وهو ما يجعل الجميع فى تحد حقيقى لاستقطاب جمهور مواقع التواصل الاجتماعى الذين انشغلوا عن التليفزيون.

> لماذا تعترضون على تقارير إبسوس الآن وكنتم تهللون عندما تخرج بنتائج فى صالحكم ؟
الموقف ضد تقارير إبسوس ليس من الحياة وحدها ولكنه من غرفة صناعة الإعلام كلها وفى آخر تقارير إبسوس خرجت التقارير تقول أن ام بى سى مصر رقم واحد وأن ام بى سى ٢ رقم ٢ والتليفزيون المصرى رقم ٣ وهو أمر غير منطقى.

وأعتقد أن نتائج إبسوس مدفوعة ولها غرض بعيدا عن الموضوعية والحقيقة وللعلم موقف الحياة من إبسوس بدأ وقت أن كانت تقاريرها تضع الحياة فى الصدارة وأعتقد أن تقاريرها حاليا تميل لإم بى سى لأن وكليها الإعلانى «شويرى» شريك فى إبسوس التى كانت تمنح الحياة الصدارة عندما شويرى وكيلا لها وأعتقد أن الجمهور والسوق بشكل عام يعلم جيدا أن الحياة هى القناة الأعلى مشاهدة وهذا ليس معناه أن القنوات الأخرى ليست منافسة فالكل يجتهد للفوز بثقة المشاهد.

> ماذا عن الجديد على قناة الحياة؟
بدأنا تقديم برنامج المسابقات «نجم الكوميديا» ويحقق نجاحا كبيرا ونستعد لتصوير الموسم الثانى من برنامج المسابقات «مذيع العرب» الذى سيبدأ بث حلقاته بعد شهر رمضان خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه الموسم الاول الذى أفرز عددا من المواهب الواعدة منهم المذيعان خليل جمال وممدوح الشناوى اللذان تعاقدنا معهما طبقا لما تم إعلانه قبل البرنامجهذا بالاضافة لاستمرار برامج السهرات التى نقدمها على مدار أيام الأسبوع والمسلسلات الجديدة التى تعرض لأول مرة وقد حسمنا جزءا كبيرا من خريطة شهر رمضان منها استمرار تواجد يوسف الشريف ودنيا سمير غانم من خلال مسلسلهما كما يجرى اختيار باقى الأعمال وأعد بأن تستمر سياسة القناة بما يضمن استمرار تميزها.

> لماذا لم تكرر تجربة تقديم برنامج مسابقات غنائى بعد «صوت الحياة» ؟
أعتقد أن برامج المسابقات التى نقدمها تحتاج لجهد ومجهود أكبر من البرامج الغنائية وأعترف بأن قنوات ام بى سى لديها أفضل برامج المسابقات الغنائية من خلال الفورمات العالمية وأنجحهم برنامج «ذَا فويس» الذى يصعب منافسته ولذلك لن أقدم برامج مسابقات على شاشة الحياة لمجرد التواجد خاصة وأن تجربة «صوت الحياة» لم تحقق نجاحا.

> بماذا تفسر هجوم البعض على الحياة وإتهامها بسرقة برامج المسابقات ؟
للأسف البعض لا يشغل نفسه بأن يصبح أفضل ويتفرغ للهجوم على الأفضل حتى يهبط به لعجزه عن الصعود إليه وأعتقد أن شاشة القناة وثقة المشاهدين هى الفيصل فنحن نحقق نجاحا دون أن نخرج عن المهنية التى يكسرها البعض متعمدا لتحقيق نسب مشاهدة زائفة وعندما يعجز عن منافستنا يتفرغ للهجوم، أما مسألة الاتهام بسرقة أفكار البرامج فهو أمر اعتدنا عليه حتى قبل أن تبدأ البرامج وتظهر للنور ولا يشغلنا كثيرا لأنها اتهامات باطلة يهدف من يطلقها إلى الشهرة على حسابنا.