* مبادرات حمايتهم من الخطر «قيد التنفيذ».. والتضامن توفر وحدات متنقلة لرعايتهم

قنابل «موقوتة» توشك على الانفجار، إذا لم يكن هناك حلال سريعا.. «أطفال الشوارع» الذين رفضهم الأهل، وتعالى عليهم المجتمع، ولم يجدوا إلا الشارع رفيقا عليهم، واستسلموا كصيدا ثمينا للبلطجية وتجار المخدرات والجنس، فملأ اليأس قلوبهم، وغطى الفقر ملامحهم، وتحولت الأحلام، التي داعبت طفولتهم، إلى غضب كقنبلة مغلفة، بإحساس الظلم، والمهانة أوشكت على الانفجار في وجه المجتمع.

أدركت القيادة السياسية مبكرا خطورة الأمر، خاصة بعد إهمال هذه الظاهرة لعقود وعقود جعلت من بعض فتيات الشوارع أمهات بلا أزواج، وبعض الصبية حلفاء للإدمان وسرقة المواطنين. أولي المبادرات التي نادي بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي مبادرة «حماية الأطفال من الخطر» لإنقاذ الأطفال بلا مأوى لأنه يعلم أن المجتمع لن يقوم إلا عندما تختفي ظاهرة أطفال الشوارع.

وأصبح هناك توجه قومي لحل هذه المشكلة، حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعي بدور كبير لدعم المنظمات الأهلية والخيرية في حل مشاكل الأطفال بلا مأوى، ووقعت الوزارة مؤخرا بروتوكول تعاون مع صندوق «تحيا مصر» لتطوير البنية التحتية لمؤسسات الرعاية لإعادة تأهيل ودمج 80% من أطفال الشوارع.

كما قامت الوزارة بالاتفاق مع الهيئة العربية للتصنيع لتوفير وحدات متنقلة لرعاية أطفال الشوارع طبيا ونفسيا واجتماعيا ومحاولة إقناعهم للذهاب إلى أحد دور الرعاية.

«بوابة أخبار اليوم» توجهت إلى إحدى دور الرعاية التي أثبتت أن وجود هؤلاء الأطفال في ظروف طيبة تجعل منهم نماذج مشرفة. دخلنا إلى مكان أقل ما يقال عنه أنه قطعة من الجنة، مؤسسة «بناتي» لرعاية الأطفال بلا مأوى، مكان ملئ بالحدائق والهواء الطلق، الأطفال يلعبون في كل مكان منهم قادم من المدرسة ومنهم من يتعلم التصوير ومنهم من يلعب كرة القدم، ومنهم من يدرس، المؤسسة بها مدرسة للتعليم المنزلي ولتقوية التلاميذ علميا، وتضم حضانة للأطفال قبل سن المدرسة.

«بناتي ترسل وحدات متنقلة بها أخصائي اجتماعي ونفسي وطبيب لرعاية الأطفال في الشارع ولنطمئنهم ولنعرفهم بالمؤسسة ويوجد أيضا مركز استقبال هدفه أن يبعد الأطفال عن الشارع لمعرفة مشاكلهم ومحاولة حلها وبعضهم نستطيع أن نعيدهم».