• الأمن رصد مكالمة له مع ابنه للاتفاق على بيع أملاك تابعة للدولة بأسعار متدنية
  • أردوغان حبس القضاة ورجال الأمن الذين كشفوا فساده
  • الشعب التركي مقتنع أن عدلي منصور "مسيحي" ولا يعرف أن الرئيس السيسي "مسلم"
  • حزب أردوغان يقوم بتزوير النتيجة لصالحه
  • مخرجو المسلسلات التركية توقفوا عن العمل في ظل انتهاكات الحرية
  • أردوغان صادر وأغلق 26 مؤسسة إعلامية بين صحف وقنوات تليفزيونية كبرى
  • إننا نعيش الأسوأ في تاريخنا فيما يتعلق بحرية الصحافة
توقفت كثيرًا عند كلمات كاشفة في حواري مع «تورجوت كارامهميت» المدير الإقليمي لـ «صحيفة الزمان» في الشرق الأوسط والتي صادرها أردوغان مؤخرًا..

اكتشفت أننا لا نخاطب أحداً في العالم سوى أنفسنا ولا نعرف شيئا عن غيرنا، الأتراك حسب ما قاله "تورجوت" لا يدركون حقيقة الأوضاع في مصر بل تصلهم معلومات مضللة للغاية من خلال «إعلام أردوغان» حتى وصل الأمر لاعتقادهم بأن ما يجرى في مصر حرب ضد الإسلام وأن أردوغان يقف مع الإخوان دفاعا عن الإسلام..

أما هنا في مصر فنحن لا نعرف عن تركيا سوى كلمات «حنجورية» يطلقها إعلامنا ففساد أردوغان أغرق تركيا والحرية التي يتحدث عنها ينتهكها يوميا بعد أن سجن ضباطا وقضاة وإعلاميين حاولوا كشف فساده.

لماذا تمت مصادرة صحيفة الزمان ؟

جريدة الزمان هي أكبر الصحف التركية توزيعاً حيث توزع أكثر من مليون نسخة يومياً وقد أراد أردوغان الانتقام من الجريدة لأنها كانت تحاول كشف فساده هو وحكومته وحزبه حيث وصل حجم الفساد إلى 400مليار دولار منذ علم 2013 وأمام المحاكم التركية دلائل دامغة لقضايا فساد تقدر بحوالي 85 مليار دولار .

وهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متورط في هذا الفساد ؟

بالطبع الرئيس التركي أردوغان متورط في قضايا فساد هو وابنه وقد نجحت الأجهزة الأمنية التركية في رصد مكالمة بينه وبين ابنه بلال للاتفاق على بيع أملاك تابعة للدولة بأسعار متدنية مقابل حصول ابنه على نسبة من عملية البيع فضلا عن وجود أربعة وزراء من حكومته دخلوا السجون هم وأولادهم في قضايا فساد.. والكل يعرف تورط حكومة أردوغان في قضية رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب، والذي جاء إلى تركيا وعمره 24عاما وكان أبوه موظفا بالمعاش وبعد 5سنوات أصبح من أهم رجال الأعمال في تركيا، وتساءلنا جميعاً كيف حدث ذلك خاصة بعد اتهامه بتقديم رشاوى لوزراء أردوغان لتسهيل صفقات مشبوهة فهو متورط في عمليات تهريب الذهب وشراء النفط من داعش لكن فساد حكومة أردوغان أفسح له المجال للتمدد فى تركيا.

ولماذا لم يقدم أردوغان للمحاكمة على تهم فساده ؟

أردوغان قام بحبس القضاة ورجال الأمن الذين كشفوا فساده وادعى أنهم يحاولون الانقلاب عليه وزعم أن التسجيل الصوتي له ولابنه بلال «مفبرك».

لقد وصل الأمر إلى أن أردوغان قام بإعفاء 40 ألف شرطي من الخدمة رغم أنهم من أفضل رجال الأمن في تركيا والجميع يعرف كفاءتهم ونزاهتهم وحرصهم على مصلحة البلاد ومن بين هؤلاء خبراء عالميون في مكافحة الإرهاب.

دعم داعش

على ذكرك للإرهاب هل صحيح أن أردوغان متورط بدعم داعش ؟

بالفعل وهذه كانت من النقاط التي أثرناها كثيرا في جريدة الزمان وقد أعلنت روسيا عن ذلك وقدمت الدليل بالصور وشاهدنا كيف يشترى أردوغان وحزبه وحكومته النفط من داعش فالأمر لم يكن متوقفاً مع تعامله مع الإرهابيين وتوريط تركيا في هذا المستنقع لكنه وصل إلى أنه حاول هو ووزراؤه الاستفادة والتربح بشكل شخصي من تجارة النفط مع الإرهابيين.

تقول أن أردوغان تعامل مع داعش والإرهابيين لكنه الآن يقول أن تركيا تعانى من الإرهاب ونرى خلال الأيام الماضية التفجيرات الإرهابية تضرب كبرى المدن التركية.

هل انقلبت داعش على أردوغان ؟

هناك مؤسسة صحفية أجرت استفتاء سألت فيه الأتراك عن المتورطين في التفجيرات وجاءت النتيجة مفاجئة للجميع حيث يعتقد 70%ممن شملهم الاستفتاء أن مخابرات أردوغان هي التي تنفذ الهجمات الإرهابية داخل تركيا لأنه لا يريد للمعارضة أن تنزل الشوارع وتتظاهر ضده فهو يريد إخافتهم ويحاول منعهم من التفكير في التظاهر ضده.. للأسف الشديد أردوغان يغرق تركيا في مستنقع الإرهاب ونخشى أن تصبح تركيا مثل سوريا وأفغانستان فكل شيء فيها آخذ في التدهور بسبب أردوغان وحكومته حتى الخدمات التي تقدم للمواطنين تدهورت فبعد ان كانت الرعاية الصحية والدواء تقدم للمواطنين بالمجان الآن يقتسم المريض مع الدولة تكلفة الخدمة الصحية.

إذا كان أردوغان أوصل تركيا إلى حالة غير جيدة كما تقول.. فلماذا جاء حزبه في الصدارة في الانتخابات البرلمانية ونجح في تشكيل الحكومة ؟

هناك أسباب كثيرة لفوز حزب التنمية والعدالة بالانتخابات البرلمانية في السنوات الأخيرة فأردوغان وحزبه قاموا بتقديم مساعدات إنسانية لـ24 مليون مواطن قبل الانتخابات فقدموا الغسالات والثلاجات للمواطنين فى محاولة لشراء أصواتهم فحزب التنمية والعدالة ينشط بين البسطاء قبل فترة الانتخابات فضلا عن ذلك فإن بعض المواطنين يضطرون للتصويت لحزب أردوغان خوفا من عدم وصول الخدمات إليهم فرؤساء الإحياء يهددون الناخبين بأنه لن تصلهم الخدمات الجيدة إذا لم يختاروا الحزب من ناحية فهناك كارثة تجرى فى عمليات التصويت تم اكتشافها مؤخرا وهى تصويت مليون ونصف لاجئ سوري في الانتخابات لصالح حزب أردوغان بعد أن قامت الحكومة بإعطائهم أوراقا تمنحهم الحق في التصويت وهذا الكلام أعلنه بوضوح مستشار وزير الدفاع السابق فضلا عن وجود تزوير تكنولوجي حيث يتم التصويت الكترونيا ويعلم الجميع ان حزب أردوغان يقوم بتزوير النتيجة لصالحه هو يحاول بكل الطرق حصد الأغلبية وإبعاد الأحزاب الأخرى عن الفوز لأنه يعلم جيدا انه إذا نجحت الأحزاب الأخرى سيكون مصيره السجن بسبب اتهامات الفساد الموجهة له.

هل أردوغان هو رئيس إسلامي مهتم بالإسلام كما يزعم؟

أردوغان مهتم بالإسلام «الشكلي» فقط لكنه يبتعد تماما عن جوهر الإسلام وهذه الفكرة الأساسية لدى جماعات الإسلام السياسي والتي يتزعمها أردوغان داخل تركيا وفى الشرق الأوسط تراه مثلا يتحدث عن غزة وفلسطين والقدس وفى نفس الوقت يقيم علاقات كبيرة مع إسرائيل بل والأكثر من ذلك فإن ابنه يملك سفينة تجارية تتعامل في التجارة مع إسرائيل بشكل مباشر هو يحاول ان يلعب على مشاعر الشعب التركي فقط فهو يملك كاريزما جيدة ولغة خطاب مميزة يحاول أن يتحدث بكلمات ذات طابع إسلامي لكنه لا ينفذ تعاليم الإسلام ويساعده في ذلك بعض المشايخ المؤيدين له مثل خير الدين كرمان والذي أطلق على أردوغان خليفة المسلمين واحل له الرشوة والفساد فأفتى بأن الرشوة التي يأخذها أردوغان ووزراؤه هي حق لهم ونسبة من عملية البيع والشراء وليست رشوة او فسادا وهذا بالطبع مخالف للإسلام وللقانون كما أفتى بجواز زواج المتعة وهو محرم عند المسلمين السنة فما يقوله أردوغان عن الإسلام يفعل عكسه..

حتى الجماعات الإسلامية نفسها تدرك جيدا أن أردوغان ليس رئيسا إسلاميا كما يروج لنفسه لكنها ترى انه يحقق لها مصالحها.. نحن في صحيفة الزمان كنا نركز على ذلك وتكلمنا عن خطورة تيارات الإسلام السياسي ونحن ضدها إلى يوم القيامة لأنها خطر على الأوطان وعلى الإسلام نفسه.

الإسلام السياسي

أنتم ترون أن التيارات الإسلامية خطر على الإسلام؟

بالطبع على سبيل المثال ماذا فعل الإسلام السياسي في إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979 لقد قام الخميني بقتل واعتقال أعداد كبيرة من المؤيدين والمعارضين بعد عامين فقط من وصوله للحكم كل تيارات الإسلام السياسي تفكر بهذا الشكل وعليك أن تشاهد ماذا فعل الإسلاميون في باكستان وأفغانستان وغيرهم الجماعات الإسلامية ضد الإسلام فهل الإسلام أمر بالقتل والإرهاب كما يفعلون الآن بالتأكيد لا.

أتذكر أنه حين انشأ المفكر الكبير محمد فتح الله كولن المدارس التكنولوجية منذ ثلاثين عاما كان البعض يرى إن تلك المدارس كفر وانه يجب ان ننشئ المدارس الدينية فقط وهذا يوضح الفرق بين من يريد النهضة الحقيقية ويفهم الإسلام فهما جيدا ومن يفهمه بشكل خاطئ وجامد ..فالمفكر محمد فتح الله كولن وهو احد الداعمين لجريدة الزمان والعديد من وسائل الإعلام رجل يحبه جميع التيارات في تركيا ويعد وجها مشرفا للإسلام وهو حريص على إيجاد مجتمع إسلامي ملتزم، لكن في الوقت نفسه متلهف للمعرفة والتكنولوجيا الحديثة والتقدم لإنهاء سيطرة العالم الغربي على العالم الإسلامي. واليوم يقترن اسم فتح الله كولن بمصطلح الإسلام التركي المتنور أو المعتدل.

ويعرف كولن بمعارضته لأردوغان ومشهور في العالم بأنه الأب الروحي للإسلام الاجتماعي. فهو مؤسس وزعيم «حركة كولن»، وهى حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، ومئات المدارس خارج تركيا، بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا، مرورا بالبلقان والقوقاز. كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وقنواتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمالا تجارية ومؤسسات خيرية. ولا يقتصر نشاط الحركة على ذلك بل يمتد إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم.

الدعم التركي للإخوان

في تصورك.. لماذا يصر أردوغان على دعم الإخوان المسلمين في مصر؟

أردوغان يتلاعب بالإخوان المسلمين في مصر هو يحاول استخدامهم لكسب مزيد من الأصوات في الانتخابات الداخلية فتراه قبل الانتخابات البرلمانية يحاول الحديث عنهم كثيرا ويرفع إشارة رابعة حتى يوصل إشارة للشعب التركي أنه يدعم الإسلام وللأسف الشديد نجح إعلام أردوغان في تصوير ما يحدث فى مصر بأنه حرب ضد الإسلام وأن الإخوان المسلمين هم من يمثلون الإسلام ووصل الأمر إلى أن الشعب التركي مقتنع بأن الرئيس المصرى السابق عدلي منصور مسيحى وأن الرئيس السيسي ليس مسلما ولا يعرف الكثيرون من أبناء الشعب التركي إن الرئيس السيسى مسلم وقد نجح أردوغان فى تصوير نفسه بأنه يحارب الرئيس غير المسلم ويقف مع المسلمين في مصر.. أعتقد أن أردوغان لو كان حريصا على الإخوان كان يمكنه أن يحاول إجراء مصالحة ولا ينحاز لطرف واحد في مصر خاصة أن أكثر من 80% من المصريين يؤيدون الرئيس السيسي.

هل الشعب التركي يوافق على سياسة أردوغان الخارجية تجاه دول المنطقة؟

للحقيقة هناك رفض واسع من الأتراك لتدخل أردوغان بالشئون الداخلية لدول المنطقة حتى من يؤيدونه يرفضون ذلك فقد أجرى حزب التنمية والعدالة استفتاء حول التدخل التركي في شئون بعض الدول فأعرب 55% عن موافقتهم على سياسية أردوغان ورفض ذلك 45%.. في السابق كان نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق وأستاذ أردوغان يكتفي بإعطاء النصح فقط للجماعات والدول لكنه لم يتدخل بهذا الشكل السافر في شئون الدول.

على ذكرك حزب أردوغان.. ما حقيقة أن الحزب يشهد انشقاقات عديدة داخله؟

بالفعل حدث ذلك فحزب العدالة والتنمية أسسه ثلاثة أشخاص هم أردوغان وعبدالله جول وبولنت تارنج رئيس البرلمان، وقد انشق كل من عبدالله جول وبولنت تارنج عن الحزب ورفضوا سياسات أردوغان في إدارة البلاد.

ما نعرفه أن أردوغان كان حريصا على تعديل القوانين الخاصة لينفرد هو وحزبه بالحكم.. ما طبيعة العلاقة بين الجيش وأردوغان الآن ؟

منذ عام 2007 والعلاقة بين الجيش وحكومة أردوغان جيدة لكن الآن الوضع تغير إلى حد كبير فأردوغان يريد أن يورط الجيش في سوريا لكن قادة الجيش رفضوا ذلك تماما.. كل الخبراء الاستراتيجيين يدركون جيدا أن أردوغان اغرق تركيا فى «الوحل» ولا يعرف كيف يخرج منه فهو لا يعرف كيف يخرج من سوريا ولا يملك أي إستراتيجية للتعامل مع الأزمة هناك وكذلك العراق.

وعن علاقته بداعش، فهو لا يعرف كيف ينهيها ففي الماضي كان أردوغان يعتبر أن ما يحدث من دمار في سوريا سببه النظام السوري وأمريكا ولم يكن يتحدث عن داعش إطلاقا لأنه كان يقيم علاقات معها لكنه الآن ينسب لهم بعض العمليات الإرهابية ويقول أن تركيا تعانى من الإرهاب.

حتى حزب العمال الكردي كان أردوغان يقيم معه علاقات جيدة منذ 3 سنوات لكن الآن أردوغان يتهم الحزب بالوقوف وراء عمليات إرهابية فى تركيا ونحن كذلك نعتبر ان حزب العمال الكردى ارهابي خاصة انه يملك اذرع خارجية كثيرة ويلقى دعما من دول عديدة.

المتاجرة بالسوريين

خلال الأزمة التركية الروسية الأخيرة وجدنا دعما كبيرا من الاتحاد الأوروبي لأردوغان إذا كان هذا الدعم حقيقيا فلماذا لا يقبل الأوربيون تركيا في اتحادهم؟

الاتحاد الأوروبي لا يفكر إلا في مصلحته فقط وحتى عندما تعامل معهم أردوغان حاول أن يستفيد من علاقته بأوروبا لمصلحة حكمه وحزبه فعلى سبيل المثال بدأ أردوغان وأوغلو في الحديث عن اللاجئين السوريين بشكل إنساني واعتبروا أن قيامهم باستقبال اللاجئين السوريين أمر إنساني ودعم للشعب السوري لكنه مؤخرا عقدا اتفاقا مع أوروبا على استقبال اللاجئين مقابل 6 مليارات يورو.

أردوغان يتاجر باللاجئين السوريين ويأخذ مقابلا من أوروبا لتوطينهم في تركيا وإبعادهم عن الدول الأوروبية

المسلسلات التركية نجحت في غزو الدول العربية مؤخرا والبعض يرى أنها لا تنقل الصورة الحقيقية لتركيا.. ما تفسيرك ؟

نجحت المسلسلات التركية نجاحا كبيرا في الدول العربية ومعظم مخرجيها من الليبراليين ومعارضون بقوة لأردوغان لكن للأسف أعداد كبيرة من المخرجين توقفوا عن العمل في ظل الأجواء السيئة للحرية وقد تعرض المنتجون لخسائر كبيرة لأنه لابد إن تكون علاقتك جيدة بالحكومة حتى تنجح في تسويق مسلسلك ووصل الأمر إلى أن أصبح 60%من المسلسلات تدعم أردوغان وتشيد به حتى ولو بشكل رمزي غير مباشر.

على سبيل المثال مسلسل "أرتورو" وهو يحكى قصة والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية إلا أن منفذيه استخدموا فيه الرمزية للإشارة إلى أردوغان.

نعود لجريدة الزمان التي صادرها أردوغان.. كيف ستتعاملون مع القضية؟

نحن واثقون من أن القضاء التركي سيعيد لنا الجريدة مرة أخرى وفى نفس الوقت أصدرنا جريدة بديلة للزمان وهى جريدة Yarına BAKIŞ وتعنى النظر إلى الأمام، نحن مستمرون في حربنا من أجل الحرية واحترام الدستور التركي الذي انتهكه أردوغان فقد وصل الامر إلى أنه صادر وأغلق 26 مؤسسة إعلامية بين صحف وقنوات تليفزيونية كبرى من بينها قنوات s.t.v والتي يتبعها 14 قناة تليفزيونية.

بالتأكيد الصحفيون والمثقفون لن يصمتوا على انتهاكات أردوغان وقد أصدرنا بيانا أوضحنا فيه ما يحدث وقلنا فيه إننا نعيش أسوأ أيام تاريخنا فيما يتعلق بحرية الصحافة التي تُعتبر المؤشر الأهم للديمقراطية ودولة القانون، فالمثقفون ورجال الأعمال والفنانون، والعاملون في مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، والصحفيون، يتم إسكاتهم بالتهديد والابتزاز.

أما الذين يعملون على النشر الحر رغم كل شيء فيعانون أقصى درجات الضغوط، إذ أصبح العنوان الأول الذي يتواجد فيه الصحفيون بالدرجة الأولى هو قاعات المحاكم لا مراكز الأخبار، فما زال كثير من زملائنا الذين اعتُقلوا مراراً، ورُفعت ضدهم عشرات القضايا، في السجون.

وكان آخر من تعرض لهذه المظالم رئيس تحرير جريدة جمهوريت جان دوندار، وممثل الجريدة في أنقرة أردم جول، فبعد اعتقال دام أكثر من 3 أشهر أُفرج عنهما بموجب قرار من المحكمة الدستورية.

ولكن يبدو أن فرحة أنصار الديمقراطية لن تكتمل، لأن الرئيس رجب طيب أردوغان صرح قائلا: «لن ألتزم بهذا القرار، ولا أحترمه»، وبالتالي أصبحت المحاكم تتعرض لهجمات عنيفة وضغوط كبيرة. كما أن اللوبى القائل «إنهم سيُعتقلون مجددا» وهو لوبى مقرب من الحكومة، يعمل دون هوادة، ففى هذا الأسبوع فقط تم حجب قناتى «بانجى تورك» و«آى أم سى» من القمر الصناعي توركسات الذي تملكه الدولة، ومؤخراً تعرضت مجموعتا سامان يولو وإيبك الإعلاميتان لنفس المصير والمعاملة، وبذلك تم إسكات عشرات القنوات التليفزيونية. وثمة طريقة أخرى لترهيب الصحافة، وهى تعيين أوصياء على الشركات الإعلامية، فقبيل انتخابات 7 يونيو عُين وصى على مجموعة بوجون -كانال تورك، وهى من المجموعات القليلة التى يمكن للمعارضة أن تتكلم فيها، وقد تسبب الأوصياء بإفلاس جريدتين وقناتين تليفزيونيتين فى هذه المجموعة، مما أدى إلى توقفهما عن النشر منذ أيام. كما أن جريدة زمان التي تعد أكبر جريدة تركية من حيث المبيعات تتعرض لضغوط كبيرة منذ ما يزيد عن السنتين، كرفض الاعتماد الصحفى لمراسليها، والتفتيش الضريبى، ومعاقبة من ينشر فيها دعاية، وتهديد القرّاء، ونحن نعبر عن قلقنا أمام شعبنا ومثقفينا المؤمنين بالديمقراطية والعالم المتحضر.