حاورته «الأخبار» تليفونيا من اليونان، حيث يقيم حاليا، ويخضع للعلاج، ليفجر طارق عبد الجابر العديد من المفاجآت حول تجربته مع «الإخوان».

وأكد أنه نادم على تلك التجربة، وأنه يراها «غلطة عمره»، وأن حكمهم لمصر وتجربته الشخصية معهم أكدت انهم فاشلون ومخادعون ومستكبرون، كما تطرق إلى رؤيته للأحداث فى مصر، مشددا على أن ثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة أنقذت مصر، وأن من لا يؤمن بها فهو لا يؤمن بثورة « 25 يناير» وأن البلاد تتعرض لمؤامرة دولية لحصارها، ومن الواجب على كل المصريين الالتفاف حول الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اختاره الشعب، وأكد على أن كل من يحرض على هدم الدولة أو قتل الجنود خائن يجب عقابه، مطالبا فى الوقت ذاته بأن تفتح مصر أبوابها لكل من يريد العودة طالما لم يتورط فى العنف او التحريض ضد الدولة.. وإلى تفاصيل الحوار.

فى البداية ماذا عن تطورات حالتك الصحية وإلى أى مدى وصل تقدم العلاج؟
ــ جاءنى صوته واهنا، مثقلا بالإجهاد والوجع: الحمد لله على كل حال، أنا مازلت أخضع للعلاج فى اليونان، بعدما أجريت جراحة لاستئصال ورم سرطانى بالمعدة، كما أخضع للعلاج من عدة مشكلات بالكلى والقلب، والحمد لله أننى ما زلت على قيد الحياة لأقول للجميع أننى نادم على ترك مصر، فمصر بحلوها ومرها هى الوطن الذى ليس لنا سواه، ويعلم الله أن تجربتى مع المرض ليست هى الدافع لمحاولتى العودة إلى مصر، ولكن إدراكى العميق بأن ما فعلته من مغادرة مصر التى تربيت وعملت بها كانت «غلطة عمري»، وأنا لا أريد شيئا الآن سوى العودة إليها لأدفن فى ترابها.
تجربة «سوداء»!
لكن لماذا غادرت مصر للعمل فى إحدى القنوات الداعمة لـ«الإخوان» رغم أنك كنت تعمل فى عدد من المؤسسات الإعلامية، ولم يعرف عنك من قبل انتماؤك لهم؟
ــ أولا أحب أن أؤكد أننى بحكم تربيتى وتكوينى الفكرى والسياسى شخص ليبرالى، ولم أكن يوما قريبا أو متعاطفا مع فكر الجماعات المسماة بالإسلامية، فضلا عن أننى إعلامى محترف وخضت العديد من التجارب التى أعتز بها سواء فى بداياتى كمراسل باليونان لدار أخبار اليوم التى أعتبرها بدايتى الحقيقية، أو عملى لاحقا فى الاسوشيتدبرس فى لندن، ثم عملى التلفزيونى فى التلفزيون المصرى وقناة «أون تى في»، وهذه هى التجارب الإعلامية التى أعتز بها، أما بعد ذلك فكله صفر على الشمال، ومنها عملى فى قناة «الشرق» التى تبث من تركيا، وهى تجربة «سوداء» لا أريد أن اتذكرها.
لكن هذه التجربة كانت وراء اتهامك بالتعاطف مع جماعة «الإخوان» الإرهابية؟
ــ أنا كما قلت سابقا ليبرالى الفكر، وكنت من مؤسسى حزب «الجبهة الديمقراطية» مع الدكتور أسامى الغزالى حرب والدكتور يحى الجمل ولم تكن لى يوما أية علاقة بالإخوان أو غيرهم من الجماعات الإسلامية، باستثناء العمل الإعلامى المهني، وكنت ككل المصريين بعد ثورة «25 يناير»أحلم بمصر ديمقراطية مدنية، ولم أصوت للإخوان فى أى من الاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة، بل كنت دائما أرفض تأسيس الأحزاب على أساس ديني، وأقول لمن أعرفهم بحكم نشأتى فى أوروبا أن تجربة الأحزاب المسيحية فى الدول الأوروبية مختلفة عما يزعمه الإسلاميون، وأنها ليست أحزاب دينية وأنما أحزابا مدنية لا تحمل غير الاسم المسيحي، وقد أدركت بعد ثورة يناير ان «الإخوان» لا يريدون سوى السلطة، وأنهم وراء تفتيت الالتفاف الوطنى بعد 25 يناير، عندما قرروا الانفراد بالسلطة وحدهم واستبعاد كل القوى الوطنية من غير الاسلاميين.

وأقول أننى فى تلك الفترة أيقنت أن الإخوان متغطرسون ومتكبرون وفاشلون أيضا، وكنت فى تلك الفترة مع جموع المصريين التى نزلت فى الاحتجاج ضد حكمهم، فمصر كانت فى «كابوس» حقيقى طوال عام حكمهم، والله وحده يعلم ما كنا يمكن أن نصل إليه لو استمروا فى الحكم، فقد كانوا يقودون البلاد إلى الهاوية، وقد طلبت قيادة الجيش وقتها ممثلة فى الفريق اول عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع من الجميع حل المشكلات وتجنيب البلاد مصيرا مجهولا، لكن «الإخوان» ومن عاونهم أصروا على استكبارهم وغطرستهم، ورفضوا اليد الممدودة لهم لإنقاذ البلاد، لم يكن أمام الجيش سوى التدخل لإنقاذ مصر من مصير سوريا وليبيا.

وأقولها بكل صراحة واقتناع أنه إذا لم يتدخل الجيش كانت مصر «راحت فى داهية»، وثورة «30 يونيو» ثورة شعبية عظيمة خرج فيها ملايين المصريين ضد حكم الإخوان الفاشلين، وإرادة الشعب مقدسة ولابد ان نحترمها، ومن يؤمن بـ«25 يناير» فعليه أن يؤمن أيضا بـ«30 يونيو» لأنها إرادة الشعب، ولو كان «الإخوان» يريدون الخير لمصر كما كانوا يزعمون لنزلوا على إرادة الناس واحترموا مطالبهم العادلة، وخاضوا انتخابات مبكرة، وجنبوا البلاد الكثير من المشكلات بسبب استكبارهم ورغبتهم المحمومة فى احتكار الحكم وأخونة مصر.
<لكنك حتى الآن لم تجبني... لماذا انضممت إلى إحدى القنوات الداعمة لـ«لإخوان» رغم أنك تقول إنك دائما كنت ضد أفكارهم وممارساتهم؟
تتغير نبرة صوته، وهو يستعيد تفاصيل تلك الفترة العصيبة كما يصفها فيقول: فى تلك الفترة بعد ثورة 30 يونيو 2013 تعرضت لبعض المشكلات فى عملي، وكنت بلا عمل، وساءت حالتى النفسية، فاتجهت إلى اليونان بلد والدتي- ولدى تصريح بالإقامة فيها، وكنت فى حالة عدم اتزان، حتى أننى ذهبت لمدة ثلاثة أشهر إلى أمريكا للبحث عن عمل بمساعدة أحد أقاربى هناك، ثم عدت إلى اليونان، وكانت غلطتى أننى لم أعد إلى مصر مباشرة.

وفى تلك الفترة وأنا فى اليونان تلقيت اتصالا من الدكتور أيمن نور، الذى كان فى البداية مؤيدا لـ «30 يونيو» وله العديد من الفيديوهات التى تثبت ذلك، وعرض على التوسط لدى المنتج باسم خفاجى الذى كان يؤسس قناة تلفزيونية فى تركيا وقتها تحت اسم قناة «الشرق»، وقال أيمن نور لى أن القناة مفتوحة لكل الناس، وليست داعمة للإخوان، وبالفعل سافرت إلى تركيا والتقيت باسم خفاجى ومساعديه، ولم يكن أحد منهم من جماعة «الإخوان» واتفقنا باقتراح منى أن أقدم برنامجا وثائقيا يصحح أخطاء التاريخ، ولا علاقة له بالسياسة تحت اسم «الأبواب الخلفية»، وبالفعل بدأنا العمل، والتزمت بالمهنية الكاملة فى عملي، ولم أتورط فى أى شيء يسيء إلى وطنى وشعب مصر العظيم، وحلقات البرنامج موثقة ومتاحة على الانترنت، وإذا كان بها أى شيء مسيء حاسبوني.

التآمر على الوطن!
ولماذا تركت القناة إذا كانت كل الأمور تجرى بمهنية وبعيدة عن التسييس كما تقول؟
بعد عدة شهور من العمل بدأت الخلافات تظهر مع إدارة القناة، وبدأ اختلافنا فى الأفكار يطفو إلى السطح، حتى وصلنا إلى مرحلة الصدام، فعلى سبيل المثال هم كانوا يصرون على إطلاق وصف «الرئيس المنتخب» على مرسي، بينما كنت أصر على وصفه بـ»الرئيس المعزول» فهذه حقائق لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، مهما كانت خلفيته السياسية، كما كنت أطالب بإعلاء المعايير المهنية واستضافة الرأى والرأى الآخر، لكنهم رفضوا، وبصراحة أنا لا أعرف سبب انحياز باسم خفاجى لـ»الإخوان» وهل كانت بسبب رغبته فى الحصول على تمويل منهم أو لا، حقيقة أنا لا اعرف ولا أريد أن أخوض فى شيء لا أعرفه، فالله تعالى سيحاسبنى على كل كلمة أقولها، ومع تصاعد الخلافات قررت فى تلك الفترة ترك القناة بعد تجربة عدة شهور أعتبرها فترة سوداء فى حياتي» رغم أننى لم أتورط فى أية اساءة لبلدي.

أيقنت فى تلك الفترة أن وجودى فى القناة كان خطأ، وأن استمرارى بها سيكون خطأ أكبر، فقد يختلف الإنسان مع النظام فى بلده، لكن لا يمكن أبدا أن أختلف مع الدولة، مع وطنى، أو أدعو إلى هدم الدولة وتخريب منشآتها، أو التحريض على قتل أفراد الشعب أو ضباط وجنود الجيش والشرطة، فهذه أمور لا يمكن الخلاف حولها... من حق أى انسان أن يختلف مع النظام، لكن ليس من حق أحد التآمر على وطنه.. ولكل هذه الأسباب قررت الخروج من القناة فى 5 يونيو 2015، لأكتشف وجها آخر لم أكن أراه من قبل، فقد أجبرونا على التنازل عن نصف مستحقاتنا، وعندما لجأنا إلى الدكتور أيمن نور الذى اشترى القناة لاحقا، فوجئنا به يتخلى عنا.
وكيف كنت ترى محتوى تلك القنوات التى تبث من تركيا وتحرض على العنف فى مصر؟
ــ كما قلت هناك فارق بين الاختلاف مع النظام والتآمر على الوطن، وما وجدته فى تلك الفترة كان دعوات صريحة لقتل جنود جيشنا وشرطتنا البواسل الذين يؤدون واجبهم فى حماية الناس وخدمة الوطن، وبالطبع رفضت هذا المنطق، فالخلاف السياسى لا يمكن أن يصل إلى التحريض على القتل، وأنا أعتبر كل من يحرض على هدم الدولة وقتل جنود الجيش والشرطة خائن لدينه ولوطنه ولإنسانيته، وأنا اتبرأ من كل هذه الدعوات المقيتة والكريهة، والتى لا تتناسب مع سماحة ديننا الاسلامى الحنيف وأخلاقنا المصرية المتسامحة، ولو كان من يطلقون تلك الدعوات الدموية متدينين حقا لالتزموا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فى التسامح ونشر المحبة ونبذ الكراهية، لكن ما فعلوه ويفعلونه ليس سوى السعى إلى السلطة حتى ولو كانت على جثث الشعب.
حلم العودة
ولماذا لم تعد إلى مصر بعد رحيلك عن تلك القناة طالما أنك لم تتورط فى أى شيء ضد الدولة؟
ــ فى تلك الفترة كانت والدتى قد دخلت فى حالة صحية صعبة، فهى سيدة مسنة وقعيدة وكانت بحاجة لوجودى إلى جوارها، فقررت العودة لأكون إلى جوارها فى اليونان، لكن القدر لم يسعفني، وتعرضت لبعض المشاكل الصحية فى المعدة واكتشف الأطباء خلال الفحوصات أننى مصاب بورم خبيث فى المعدة، بالإضافة إلى عدة مشكلات صحية أخرى لا أريد التطرق إليها حتى لا يقول البعض أننى أستدر عطف الناس بمرضي، فالله وحده يعلم بأى أرض سأموت، لكننى لا أريد سوى الموت فى مصر، وأن أدفن عندما يأتى أمر الله فى ترابها الحبيب، وأنا بالفعل نادم على قرار خروجى من مصر، ولو عاد بى الزمن لما اتخذت أبدا هذا القرار الصعب، ويعلم الله أن رغبتى فى العودة إلى مصر هى رغبة صادقة سواء قبل المرض أو بعده.
هل وجدت أى اجراءات لملاحقتك أو وضعك على قوائم ترقب الوصول؟
ــ فى الحقيقة أنا لا أعرف إن كان اسمى مدرجا على قوائم ترقب الوصول أم لا، ولست أعلم إن كانت هناك أية اجراءات أمنية او قضائية بحقى من عدمه، ولم أحاول معرفة ذلك، وقد عرض أحد المعارف استطلاع الأمر وأفادنى بأن اسمى مدرج على قوائم ترقب الوصول، ووالله أنا لا أعرف إن كان ذلك صحيحا أم لا، فهذا الشخص ليس شخصا مسئولا، وأتمنى من الجهات الأمنية فى مصر أن تعلن حقيقة موقفي.


يختنق صوته بالبكاء، ويصمت للحظات قبل أن يسترد ثباته ويواصل الحديث: أنا بالفعل لا أريد شيئا سوى العودة إلى بلدي، لكننى كأى إنسان أخاف من أن اتعرض للحبس فى ظل ظروفى الصحية الحالية، وأنا وأقسم بالله العظيم لم اتورط فى أى شيء ضد وطني، وأشعر بالندم الشديد على تلك التجربة السوداء التى خضتها بالعمل فى القناة بتركيا، لكننى واثق فى سعة أفق السلطات فى مصر، وقد لمست سماحة وصفح الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما أكد فى أكثر من مناسبة ان يده ممدودة لكل المصريين للتعاون فى بناء بلدهم، طالما لم يتورطوا فى العنف أو فى التحريض عليه، وأنا واثق من أنه صادق فى موقفه وفى دعوته، وأريد أن أطلق نداء له بأن يفتح الباب أمام كل المصريين الراغبين فى العودة ماداموا لم يتورطوا فى العنف أو التحريض ضد بلدهم.

وأعرف أن هناك الآلاف من هؤلاء يحلمون ليل نهار باللحظة التى يعودون فيها إلى مصر.. ولا يثقون سوى فى الرئيس ليكون الضامن لعودتهم آمنين مطمئنين إلى وطنهم، ليشاركوا فى مسيرة التنمية والبناء بعد الفترة العصيبة التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية.. وأنا على يقين بأن الرئيس السيسى لن يخذلنا أو يغلق باب العودة فى وجوهنا، فمصر المضيافة المتسامحة مع الغريب والأجنبي، ستكون أرحم وأحن على أبنائها.
مؤامرة لحصار مصر
وكيف تابعت هجوم «الإخوان» ضدك سواء من قياداتهم او من أنصارهم عبر صفحات مواقع التواصل بعد إعلان رغبتك فى العودة إلى مصر؟
ــ أنا لا يهمنى رأى أحد مادمت واثقا من صحة ما أفعله، فهم اتهمونى بالخيانة والعمالة للأجهزة الأمنية فى مصر وغيرها من الاتهامات التى يرددونها بحق أى شخص مختلف معهم، وأنا لا يفرق معى هجومهم او رضاهم لأنى أرفض أن يزايد أحد على وطنيتي، وأنا لم أخطيء عندما طلبت العفو والغفران من وطني، وكل ما أريده هو العودة إلى أرضه فقط، لأكون بين الملايين التى تبنى مصر المستقبل التى نريدها تتسع لنا جميعا، وليست على مقاس فصيل بعينه.

وأود ان أقول لـ«الإخوان» وأنصارهم، والمتعاطفين معهم: أفيقوا... نعم أفيقوا من تلك الأفكار التى ترددونها فى كل وقت ولا تريدون أن يروا أن كل شيء يتغير من حولكم ، ولا تدركون أن رحيلكم عن الحكم كان بإرادة الشعب، وانتخاب الرئيس السيسى كان أيضا بإرادة الشعب، وعليكم أن تحترموا إرادة الشعب فى كل الأحوال، أما الحديث عن عودة مرسى وغيره فهذا «كلام فاضي» عليهم أن يكفوا عنه، ويتوقفوا عن تحريض أنصارهم على العنف وتدمير البلد فقط لأنهم ليسوا فى الحكم، بينما القيادات تنعم فى الخارج فى الفنادق وتعقد المؤتمرات وتتلقى التمويل، وحتى ما يرددونه عن اعتصام «رابعة» يمكن تسويته مع الدولة إن هم أرادوا المصالحة، فهذا الاعتصام المسلح كان ضد الدولة، ومنه خرجت دعاوى تحريض لا يمكن لدولة أن تقبلها، وانظروا إلى الوضع فى دول أوروبا الديمقراطية، هل يمكن لدولة منها أن تقبل باعتصام مسلح على أراضيها يدعو صراحة لقتل أفراد الجيش والشرطة؟!، وأقول للمتعاطفين مع «الإخوان» أفيقوا، فالقيادات تستخدمكم لأغراض سياسية من أجل الوصول إلى الحكم، فالسلطة هى قضيتهم الوحيدة، ومن يتصور أنه قادر على هدم الدولة المصرية فهذا «بعيد عن شنباته».. واستمعوا إلى شهادات القيادات الإخوانية التى انفصلت عن الجماعة مثل الدكتور محمد حبيب ومختار نوح وغيرهم لتدركوا أن «الإخوان» طوال تاريخها جماعة صفقات.

كيف ترى حملات الهجوم على مصر حاليا فى أوروبا ؟
ــ بالفعل أنا بحكم إقامتى فى اوروبا أرصد أبعاد تلك الحملات، وهناك بالفعل مؤامرة دولية لحصار مصر، وإجبارها على الأذعان، وهناك أيضا محاولات متعمدة لتشويه مصر فى مختلف وسائل الإعلام فى العالم، وعندما يصدر حكم ضد الإخوان تمتليء وسائل الإعلام بالانتقادات، بينما عندما يصدر نفس القضاء أحكاما بتبرئة العديد من قيادات الجماعة لا نجد صدى لهذه الأخبار، فالإخوان يعملون على تشويه صورة مصر وخداع البسطاء، وترويج صورة مغلوطة عن الأوضاع الداخلية، على الرغم من اننى ألمس أن النظام حاليا منفتح على الجميع ويريد معارضة وطنية حقيقية تعارض بشرف وهناك مساحة حرية كبيرة أراها فى وسائل الإعلام المصرية، وأسمع انتقادات للعديد من السياسات الحكومية، لكن الصورة الرائجة هنا فى أوروبا غير ذلك، ومن المهم أن تتحرك الدولة بكل ثقلها لتصحيح تلك الصورة، وأول خطوة لابد ان تتخذ فى هذا السياق أن يتم فتح الأبواب لعودة أى مصرى يرغب فى الرجوع إلى وطنه ، وأن تساهم السفارات فى الخارج بإيجابية فى هذا العمل بتوضيح حقيقة الأمور فى مصر، وأنا على يقين بأن الدولة ستستجيب ان شاء الله لدعوتى تلك، وأنا أول من يتمنى العودة إلى الوطن وأدعو الله أن يكون ذلك قريبا جدا.