40 عامًا بين «1973» و«2013»، احتفظت تلك السنون بمواقف تاريخية لقادة السعودية تجاه مصر، من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز إلى خادم الحرمين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، حتى وإن كان ذلك في وجه «بعبع العالم» الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بين ملوك السعودية وأمرائها، احتفظ الملك فيصل بمكانة خاصة في قلوب المصريين، ومواقفه من حرب «أكتوبر 73» شاهد بالصوت والصورة على ذلك، لكن تمر الأيام ويسحب العام آخر وراءه، ويأتي الأمير تركي الفيصل نجل الملك الراحل ليعيد مواقف والده الداعمة لمصر والمصريين.

درس قاسي
قبل 40 عامًا، لقنت الرياض ومن خلفها عواصم الخليج العربي المنتجة للنفط، (واشنطن) درسًا قاسيًا عندما أغلقت «حنفية» النفط المفتوحة للخزان الأمريكي، وتحديدًا يوم 17 أكتوبر، عندما قرر الملك فيصل استخدام سلاح البترول في المعركة، فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب «الأوابك» في الكويت وقرروا تخفيض الإنتاج الكلى العربي بنسبة 5% فورًا، وتخفيض 5% من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967.

بل إن الملك فيصل استدعى السفير الأمريكي في المملكة، وأبلغه رسالة للرئيس نيكسون تحتوي على ثلاث نقاط؛ هي: إذا استمرت الولايات المتحدة في مساندة إسرائيل، فإن مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية ستتعرض لإعادة النظر، وأن السعودية ستخفض إنتاجها بنسبة 10% وليس فقط 5% كما قرر وزراء البترول العرب، وألمح الملك إلى احتمال وقف شحن البترول السعودي إلى الولايات المتحدة إذا لم يتم الوصول إلى نتائج سريعة وملموسة للحرب الدائرة.

الابن لأبيه
اليوم «14 مارس 2016»، يعيد «الأمير تركي الفيصل - الرئيس السابق للمخابرات السعودية»، الكرة ويوجه كلمات صادمة للرئيس الأمريكي باراك أوباما على انتقاده لانحياز المملكة إلى المصريين عندما قرروا الإطاحة بالإخوان من الحكم في 2013.

وفي مقاله تحت عنوان «لا.. يا سيد أوباما» بصحيفة الشرق الأوسط، وجه الأمير تركي كلمات للرئيس الأمريكي، قائلا: «تتهمنا بأننا نثير الصراعات الطائفية في سوريا والعراق واليمن، ولكننا لا نغرد خارج السرب، لقد شاركناكم المعلومات الإستخباراتية، ومنعنا هجمات إرهابية على أمريكا».

وتابع سفير المملكة السابق في واشنطن ولندن، بقوله: «هل أنت حزين لأننا دعمنا الشعب المصري في وقفته ضد حكم الإخوان المسلمين الذي كنت أبرز داعميه، أم لأن الملك عبدالله – رحمه الله- قد ضرب الطاولة بيده غاضباً قائلاً لك : لا خطوط حمراء يا مستر أوباما».