يعد مجمع التحرير من أكبر مباني الحكومة في وسط القاهرة ، يقصده يوميا ألاف المواطنين، لإنهاء مصالحهم، ومثل أي موظف حكومي يأتي وقت وتنتهي خدمته وإحالته على المعاش.

قررت الحكومة إنهاء خدمة "مجمع التحرير" بعد أن ظل يخدم المواطنين لأكثر من 60 عاما لتخفبف العبء عن وسط البلد، ولم يتم تحديد مصير هذا المبني الأثري إلى الأن ، حيث تواترت أنباء عن الاتجاه لتحويله إلى فندق لاستغلال هذا الصرح التاريخي.

تاريخه
أمر الملك فاروق ببناء مجمع التحرير ليجمع فيه المصالح الحكومية لتوفير الوقت على المواطن وصممه شيخ المعماريين محمد كمال إسماعيل عام 1951 وتكلف بنائه مليون ومئاتي ألف جنيه، على مساحة 28 ألف متر وارتفاعه 55 مترا وبه 1356 حجرة للموظفين.
كان يعتبر العمل في مجمع التحرير نوعا من الوجاهة الاجتماعية ومن يذهب إلى المجمع كان يجب أن يكون متأنقا لأنه في مكان شديد الاحترام، عمال النظافة لا يتوقفون عن العمل.

مجمع التحريرمجمع الإهمال

بعد مرور السنين أصبح مجمع التحرير كباقي المصالح الحكومية يعاني من البيروقراطية والإهمال والفساد وأصبح يحتاج المجمع إلى ثورة داخلية .. عند دخول المجمع تجد تسرب للمياه من المواسير الخلفية للمبنى والرطوبة التي تغطي حوائط المبنى الأثري، غير ذلك تجد التعامل السيئ مع المواطنين بالإضافة إلى الطوابير المكدسة أمام الشبابيك خاصة شبابيك الهجرة، مما يضطر المواطن لدفع الرشاوي لتخليص أوراقهم ومصالحهم.
ومن المشاهد الصادمة التي تجدها في المبنى العريق انتشار القمامة ومياه المجاري والمخدرات وحقن المكس داخل دورات المياه، وتجاهل الإجراءات التأمينية لمبنى هام وإذا حدث فيه أي حادث إرهابي ستكون كارثة كبرى.
وعلى بعد خطوات قليلة من المجمع تجد الباعة الجائلين يفترشون الأرصفة دون اهتمام من أحد، ويسرقون التيار الكهربائي من المجمع على مرئى من أمن المجمع دون اتخاذ أية إجراءات.

قنبلة في دورة المياه
في أواخر السبعينات وقع حادث إرهابي مأساوي عندما وضع ليبي الجنسية قنبلة في إحدى دورات المياه الحادث الذي أشعل الحرب بين مصر وليبيا عام 1977.

الإرهاب والكباب

عام 1993 أراد المؤلف وحيد حامد والمؤلف شريف عرفه أن يعبر عن البيروقراطية والروتين الذي يعاني منه المواطن المصري ولم يجد مكان اكثر من مجمع التحرير يعاني من البيروقراطية لتصوير فيلم الإرهاب والكباب ليعرض أن الروتين والضغوط التي يتعرض لها المصري قد تؤدي به إلى الإرهاب أو الانتحار.

مجمع التحرير والدعارة
تدهور الحال أكثر وأكثر إلى أن عثر بالصدفة في المجمع على غرفة سرية تديرها إحدى عاملات النظافة لممارسة الأعمال المنافية للأداب مقابل أجر مادي وعند سؤال العاملين بالمبنى قالوا : «المجمع فيه أكثر من 1000 غرفة.. هنعرف إيه ولا إيه»


مجمع التحريرشاهد على أحداث مصر الكبرى

شهد مجمع التحرير ثورة 1952 والاحتفال بها الذي قام به محمد نجيب عام 1953 في ميدان التحرير، وشهد تجمع الناس أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وبعد نكسة 1967 عندما أراد جمال عبد الناصر التنحي، وبعدها بعام خرج الناس مرة أخرى ليعترضوا محاكمة بعض المسؤولين عن النكسة.
وعام 1972 خرج الشعب ضد السادات لتأخره عن قرار الحرب، وبعده بعام انقلب الغضب لشكر بعد انتصار 1973، وبعد الانفتاح الاقتصادي عام 1977 خرج الشعب ضد غلاء أسعار السلع الأساسية، وأصبح بعدها ميدان التحرير رمزا للاحتجاجات والتظاهرات ضد الظلم.
وعندما أندلعت الحرب ضد العراق وتم غزو بغداد في أبريل 2003 أشتعلت المظاهرات وكان ميدان التحرير هو أكبر تجمع لأكبر مظاهرة في مصر.


مجمع التحرير وثورة 25 يناير
قامت ثورة 25 يناير للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وكانمجمع التحرير شاهدا على أحداثها الهامة وكان في بعض الأوقات مشاركا بالثورة وسجل على حوائطه تاريخ الثورة وأسماء شهدائها وسجل الظلم الذي وقع عليه ووقع على الشعب بيد الحكومة واستغلته الحكومة في ظلم الشعب وزيادة أعباءة وضغوطه بسبب الروتين ..