«أتواجد بصفة منتظمة في مصر لأنها دولة مقربة إلى قلبي، وأحب شعبها لدرجة العشق ولي صداقات كثيرة مع أهلها، كنت بها قبل ثورة يناير 2011، وكررت الزيارة في أواخر 2012، يومها لم أجد مصر التي أعرفها وأحس بنبض شعبها، شعرت بأنها مختطفة بعد وصول جماعه الإخوان لسدة الحكم، غابت أشياء كثيرة كنت أراها من قبل في عيون الشعب المصري».

هذا الكلمات كانت للكاتب الصحفي محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة «الاتحاد» الإماراتية أكبر الصحف هناك وأوسعها انتشاراً خلال حواره معنا.
والحمادي هو من أجرى الحوار مع الرئيس السيسي عندما زار الشقيقة الإمارات أواخر العام الماضي، وخرجت «الاتحاد» بمانشيت «الدار دارك» وهو عنوان يعبر عن كرم الشعب الاماراتي شعبا وحكومة. وصفته مواقع التواصل الاجتماعي بالعنوان الراقي الذي عبر عن محبة الشعب الإماراتي لمصر ورئيسها.
استغرق حواري مع الحمادي أكثر من 120 دقيقة رغم إجهاده بعد عودته في اليوم نفسه من رحلة عمل بالهند مصاحباً سمو الشيخ محمد بن زايد.. والسطور المقبلة تحمل تفاصيل الحوار مع كاتب صحفي عاشق لمصر وشعبها ورئيسها.
كيف تصدت دولة الامارات للارهاب ؟
يجب أن تعلم أن دولتنا شعارها المحبة والتسامح ولم تكن لنا مواجهات مباشرة مع الموجة الأولى لإرهاب تسعينيات القرن الماضي الذي عانت منه بعض الدول العربية الشقيقة، مع الموجه الثانية التى بدأت فى عام 2001 كانت الفترة الأنشط لتنظيم القاعدة الذي خطط أمراؤه لنشر أفكارهم الإرهابية وتجنيد الشباب العربي وتكوين خلايا نشطة منهم .
ونجحنا فى الامارات فى مواجهة و محاربة الارهاب من خلال حماية الاسلام من افكارهم، هم كانوا يحاولون جذب الشباب و استغلالهم بشعارات زائفة الاسلام برئ منها، ومع ثورات الربيع العربى برز دور جماعة الاخوان المسلمين التى صعدت إلى مسرح الأحداث، ومن خلال الأجهزة المعنية اكتشفنا مخططات يتم الإعداد لها ونشر الفوضى داخل دولة الإمارات التى يعيش فيها الجميع مواطن ومقيم تحت شعار التسامح و المحبة، مخطط جماعة الاخوان حسب التسجيلات التى تم ضبطها جاء فيها "بأنهم عازمون على إجراء التغيير ولو كلفهم الدم"، وهو كلام خطير لتنظيم يدعى الوسطية والمتابع لجرائم داعش يجد أن هناك ربط وتشابه فى فكرهم مع جماعة الإخوان المسلمين مما جعلنا نصدق و نجزم بأن هناك اتصالات أو تنسيق بينهم، خاصة أن عمليات داعش الإرهابية صورة طبق الأصل من جرائم الإخوان، وقادة الإرهاب بثوا أفكارهم تحت شعار الدين، وذلك كان له أضرار و تشويه لصورة الشخص المسلم العادى الذى وجد أن هناك من يربط بينه كمسلم والإرهاب الذي يقتل أرواح أبرياء واليد المنفذة للجرائم الإرهابية تتكلم باسم الدين الاسلامى.
كيف كانت الرسالة الإعلامية في الإمارات لمواجهة الإرهاب؟
فى حربنا ضد الارهاب كان مبدأ الاتفاق بين وسائل الإعلام على فضح أكاذيب قادة الإرهاب، وأن الجنة المزعومة وجودها لهم فى الآخرة لا أساس لها، لأن الله هو الحق ولا يمكن مكافأة قاتل أبرياء بالحياة في الجنة مع الأبرار و الشهداء و النبيين.
خلال المواجهة الإعلامية لكشف جرائم إرهابيين العصر، كبرنا العدسة على جرائمهم ضد النساء اللاتي تحولن إلى سبايا و الأطفال الذين لوثت أيديهم بالدماء و تحولوا إلى قتلة.
والأهم فى حربنا ضد الارهاب الاسود أصبح لدينا يقين بأن صوت الحق هو الاعلى من صوت الشر، لان صوت الحق يهدف الى اعمار الارض كما امرنا رب العباد، اما اصوات الشر فانها تسعى الى بث الفوضى و الدمار.
كيف ترى الاحوال فى مصر بعد ثورة 30 يونيو؟
انا دائم الزيارة الى مصر، اعتز بشعبها، وقبل ثورة يناير 2011 زرت القاهره و قضيت بها عدة ايام، وفى عام 2012 كنت القاهره ولم اجد مصر التى اعرفها و اعشقها.
منذ ان وطأت قدمى ارض المطار، شعر قلبى بالانقباض ولم ترى عيونى الجمال الذى كنت اراه من قبل، وشعرت ان مصر تم اختطافها بعد وصول الاخوان الى سدة الحكم.
قبل ثورة يونيو بأيام قليلة كنت بالقاهره، وقتها الشارع المصرى يتكلم عن حركة تمرد عملت على جمع توقيعات لخلع الاخوان، كان من يراهن على عدم نجاح ثورة يونيو، وانا أراقب الكلام قلت لهم سوف يحدث التغير ونجحت الثورة، و ربحت رهانى مع الشعب المصرى الذى ان ارد فعل شئ حققه، الشعب المصرى هو صانع المعجزات وقاهر المستحيل.
كعاشق لمصر أطلب من الجميع كمحب لدولة كبيرة و شعب عظيم نسيان خلافاتهم ووضع مصلحة مصر امامهم.
مطلوب من الجميع شعباً و مسئولين العمل حتى تنمو مصر كبيرة افريقيا و العرب، و النخب فى مصر عليهم دور فى تحمل المسئوليه و نسيان خلافاتهم من اجل صالح مصر، والتى كانت مخطوفة و عادت و يجب الحفاظ عليها و لابد ان يعرف الجميع انها مستهدفه.
وموقف الدول العربية مع مصر عقب 30 يونيو لا يقل عن دورهم فى حرب اكتوبر 1973، ورغم ان هناك قوى دولية كانت فى صف الاخوان و تسعى لعدم خروجهم من الحكم.
قوى الشر
مصر مستهدفه كما ذكرت.. من هى القوى التى تستهدفها؟
لا استطيع ان احدد دولة بذاتها ولكن من يدقق النظر فى الخريطه سوف يفهم من هو المستفيد من الاحداث التى تمر بها المنطقة، هناك قوى لا ترحب بوجود دولة عربية قوية، مهم جداً للقوى الشريره فى الكون عدم استعادة مصر عافيتها و قوتها.
وعلى الدول العربية كلها الانتباه و الخروج من الروح الانهزامية التى عاشت فيها، وتعلم ان المصير العربى واحد.
ماذا لو حكم الاخوان مصر اكثر من سنة واحده؟
لو استمر حكم الاخوان اكثر من عام كانت الكوارث سوف تقترب من المنطقه، بعد فشلهم فى الادارة العلانية، رغم نجاحهم فى العمل كتنظيم سرى و حققوا مكاسب لا حصر لها بعد ان رفعوا شعار الاسلام هو الحل، ولكن عند وصولهم الى الحكم لم يطبقوا الشعار واكتشف العالم مكرهم و اكاذيبهم.
والشعب المصرى عندما انهى حكم الاخوان فى 30 يونيو قدم اغلى مكافأه للعالم، وانا ثقتى كبيرة فى الشعب المصرى الاصيل الذى يظهر اصالته وقت المحن.
ماذا عن الصراع العربى الايراني؟
الصراع العربى مع ايران صراع ايدلوحى و ليس صراعاً مذهبيا او طائفيا، هو مرتبط بالاحلام التوسعية لحكام طهران، واذا نظرنا فى الامور داخل ايران التي يقال انها تدافع عن حقوق الشيعه حقوق الشيعه داخلها مسلوبه
و حكام طهران من زمن طويل وهم يرغبون فى السيطره على العراق لاسباب عديده اولها استعادة الامجاد، ومؤخراً كان التفاخر من قبل بعض المسئولين فى طهران الذين اكدوا بأنهم يحكمون 3 عواصم و الرابعه فى الطريق.
لماذا تريد ايران التدخل فى اليمن؟
لديهم اسباب سياسية من خلال سيطرتهم على مضيق باب المندب للتحكم فى مجريات الامور فى المنطقة.
لماذا شاركت دولة الامارات فى عاصفة الحزم، فهى دولة سلام و جهودها دائماً تهدف الى تعزيز ثقافة السلم؟
فعلا نحن دولة حريصة على السلام فى المنطقة، وشاركنا فى حرب اليمن من اجل السلم بإنقاذ اهلها من شر الحوثين.
والتدخل العسكرى مع الجيوش العربية كان بناء على دعوة من قبل الحكومة الشرعية فى اليمن، وشاركنا فى الحرب لوقف خطر الحوثين و تدمير المنطقة و تهديد امن شعوبها، نحن نريد حماية انجازاتنا من شر الاصابع التى تود تدميرنا.
هل تستمر الحرب؟
الحرب مستمره حتى جلاء الخطر الحوثى، كل المفاوضات باءت بالفشل نحن نريدتفعيل القرار الأممي 2116.
ويجب أن يعلم الجميع أن دولة الإمارات خلال الحرب قدمت خدمات إنسانية للشعب اليمني، هناك مدارس تم إعادة بنائها في عدن، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والأدوية.
20 دقيقة مع السيسى
ماذا عن تفاصيل لقائك مع الرئيس السيسي والحوار الذي حظي بمتابعة كبيرة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟
لقائي مع الرئيس السيسي استغرق 20 دقيقة، ومنذ اللحظة الأولى شعرت بحبه الكبير لوطنه، الصادق الذي يلازم كل كلمة تخرج من فمه، وهو جاء في الوقت المناسب لتولي إدارة الأمور في مصر .
ويجب أن يتحمل الشعب المسؤولية معه ويقف خلفه حتى ينجح في مهمته.
يحسب للرئيس السيسي المشروعات التي صدق فيها مع شعبة، مشروع قناة السويس رغم التشويش عليه؛ إلا أنه مشروع قومي يحسب له.
ما هو انطباعك عن الرئيس؟
بسيط وصادق ومنحه الله القبول.
هل حدث شيء خلال الحوار؟
في نهاية الحوار أوصاني بشيء ما، أحتفظ به لنفسي لأنها وصية غالية جاءت من زعيم عربي الكل يحبه ويقدرة.
جريدة الاتحاد خرجت بعنوان بعنوان الدار دارك يوم وصول الرئيس هو يعبر عن كرم دولة وشعب الإمارات ؟
والعنوان معبر عن حالة الكرم، فالرئيس له منا كل التقدير والحب، وعندما نقول الدار دارك فأنه صاحب البيت.
متى يتوحد الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب؟
رغم خطر الإرهاب على شعوب المنطقة حتى اليوم ليس هناك توحد بين مؤسسات الإعلام العربي، في إقامة مؤتمر عربي واسع لكشف زيف الإرهاب،مطلوب أن تكون هناك لهجة واحدة في حربنا علي الارهاب ويجب ان يكون هناك تعاون بين الصحف الكبرى في اقامة المؤتمرات الأمنية من أجل مقاومة بأسس علمية للإرهاب في الوقت الذي تعقد فيه مؤتمرات لسنا في حاجة لها،ولا يوجد مؤتمر عربي لمقاومة وقهر الإرهاب.
لماذا أنهزم المواطن العربي في شيوخ الفضائيات؟
هم ليسوا شيوخ فضائيات بل هم تجار شاشات استطاعوا التربح من خلال غسيل عقول المواطنين، يتكلمون عن الزهد في الصيف ويهربون من حر المنطقة إلى منتجعات أوربا، يطلبون من الشاب العربي الاستشهاد في سبيل الله وهم يعددون الزوجات.
كيف طورت جريدة الاتحاد التي اصبحت علي قمة الصحف الخليجية وليس داخل الامارات فقط بعد توليك المسئولية بفترة وجيزة؟
الحمد لله نحجنا في الاتحاد كفريق العمل في التطوير الذي اعتمد في الاساس الأول علي توظيف قدرات اسرة التحرير، وعملنا علي منظومة العمل الجماعي حتي نحقق التفرد الذي يسعد قرائنا ، والجميع داخل الجريدة عازمون في المحافظة علي القمة التي نتربع عليها بفضل توفيق الله وجهد اسرة التحرير، من اجل القاريء نجتهد وندقق لانه وثق فينا ومنحنا الصدارة
متي تكتب؟

كنت في السابق أكتب مرة واحدة في الأسبوع، ولكن بعد ما حدث يوم 4 سبتمبر الماضي أصبحت اكتب بشكل يومي، بعد أن رأيت الحزن يعيش في قلوب الأسر لاستشهاد عدد من جنودنا على أرض اليمن.