«يسعون إلى الوصول إليك أينما كنت.. ويتحملون المزيد من الإساءة في تحقيق غايتهم في إضفاء السعادة على وجوه الآخرين.. يتلقون المزيد من السباب.. ويتعرضون للعديد من المخاطر .. عن رجال الإسعاف نتحدث فهم جنود مجهولون».
تقع الكارثة.. حينما يكتشفون أنهم قد تلقوا «مقلب» من شخص يعبث بهاتفه أو طفل يتخذ من الخط الساخن للإسعاف وسيلة تسلية.. أو شاب أراد تجريب خط هاتفه المحمول الجديد فور الحصول عليه من أحد الشوارع التجارية.. أو فتاة لا تجد ما يشغلها فتقوم بالاتصال قائلة: «عندي حريق في قلبي».. أمور كثيرة يتعرض لها العاملين بغرفة عمليات هيئة الإسعاف المصرية على مرأى ومسمع من الجميع.. ورغم تسجيل هذه المكالمات الوهمية إلا انه لا يوجد رادع قانوني يثني هؤلاء عن أفعالهم حسبما أكد الجميع.
«الأخبار» قضت يوما داخل غرفة عمليات هيئة الإسعاف المصرية بعد نجاحها في تقنين المكالمات الواردة عن طريق إحدى شركات الاتصالات.. ورصدنا عدد البلاغات الوهمية والمعاكسات ليصل عدد المكالمات الحقيقية نسبة لا تتجاوز ٦ آلاف حالة من إجمالي ٦٥ ألف مكالمة قبل التقنين، في الوقت الذي تستقبل فيه هيئة الإسعاف في لندن ٤٥٠ اتصالا يوميا حسبما أكد د.مصطفى غنيمة رئيس عمليات غرفة هيئة الإسعاف المصري.
تعرفنا على أهم المعوقات التي تواجه رجال الإسعاف في الوصول إلى موقع البلاغ والتي تتمثل في قلة وعي المتصلين وسوء الحالة المرورية.
داخل غرفة عمليات الإسعاف.. يعمل أكثر من ٦٠ شخصا على تلقي البلاغات من شركة الاتصالات المكلفة بتقنين المكالمات الوهمية ويقومون بتوجيه السيارة إلى المكان في أسرع وقت ومتابعة البلاغ حتى الانتهاء منه، بجانب انتشار أسطول من السيارات المجهزة بشكل كامل في انتظار أي إخطار حتى تهرع إلى الموقع في وقت لا يتجاوز ١٥دقيقة في حالة الطوارئ.. وربما يصل الوقت إلى ساعات في حالة نقل مريض من مستشفى لأخرى حسب أهمية البلاغ.
التقينا د.مصطفى غنيمة رئيس غرفة عمليات الهيئة، الذي أكد عدم وجود قانون في مصر يعاقب من يقوم بإجراء مكالمات وهمية أو معاكسات لمرفق الإسعاف.. ولكن تم التواصل مع شركات الاتصال والاتفاق على حجب خط الاتصال بعد قيام صاحبه بمحاولة معاكسة الهيئة أكثر من ١٠مرات.
ويرى د.مصطفى غنيمة، أن هذا الأمر لا يمثل حل أمثل بعد تلقي شركة الاتصالات المكلفة بتقنين المكالمة الوهمية ما يقرب من ٢مليون اتصال خلال الشهر الماضي، مؤكدا أن نسبة المكالمات الحقيقية لم تتجاوز ٥٪، وترتفع في أشهر الصيف والعطلات، حيث بلغت مايقرب من ٢مليون ونصف مكالمة في شهر أغسطس الماضي.
وأضاف انه من المستحيل عدم الذهاب إلى مكان أي بلاغ يتم تلقيه حتى لو كان وهميا رغم انه يرى أن هذا أمر يؤثر على مواطنين آخرين قد يكونوا في أشد الحاجة إلى سيارة إسعاف تنقذهم في أسرع وقت.
وعن أهم المشاكل التي تواجه الهيئة في حالة صحة البلاغ، فهى قلة الوعي لدى البعض وإعطاء البيانات غير الدقيقة لمتلقي البلاغ والتي تساهم بشكل كبير في عدم الوصول إلى مكان الحادث في أسرع وقت، وتتمثل هذه البيانات في العنوان التفصيلي لموقع الحادث وعدد المصابين حتى يتم الدفع بعدد السيارات المناسب لحجم الكارثة.. فيروى لنا عن بعض الأشخاص الذين يصفون أماكن تواجدهم بشكل عشوائي دون وضع علامات إرشادية تمكن المسعف من الوصول إلى المكان.
وتتمثل المشكلة الثانية في الحالة المرورية السيئة التي تتعرض لها معظم الطرق والمحاور الرئيسية ولكن يمكن التصدي لبعضها بالاتفاق مع الإدارة العامة للمرور في حالة الكوارث الخطيرة بجانب الاستعانة بالإسعاف النهري على قدر المستطاع إذا استدعى الأمر.
وعن المخاطر التي يتعرض لها رجال الإسعاف إثناء التواجد في أماكن التفجيرات أو انهيار العقارات أو تعرضهم المستمر للسب من قبل أهالي المرضى وغيرها من الكوارث.. أشار د.مصطفى غنيمة، إلى نصيحته الدائمة لطاقم الإسعاف بضرورة ضبط النفس وتوخي الحذر أثناء التعامل في الموقع، بالإضافة إلى الانصياع لتعليمات رجال الأمن.
وأضاف أن محافظة شمال سيناء من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها رجال الإسعاف إلى إصابات، بجانب إلحاق الضرر بسيارات الهيئة.