قال د.علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء، إن أي زلزال ضعيف في منطقة حزام الزلازل التي أقيم عليها «سد النهضة» سيؤدي لانهيار السد بشكل قطعي.
وأوضح أن انهيار السد سوف يتسبب في تدفق ٩٦ مليار متر مياه سيتم تخزينها خلف السد لتصير أكبر وأخطر «تسونامي» في التاريخ سيمحي من على الخريطة مدينتي الخرطوم وأم درمان في لحظات، ويغرق جميع مناطق السودان.
وتابع د.النهري – في حواره لأخبار اليوم- إننا نعيش في مرحلة «الفقر المائي»، موضحا أن الرقم العالمي لبداية الفقر المائي هو ألف متر مكعب سنوياً نصيباً للفرد، والآن نصيب الفرد في مصر حوالي ٦٣٠ متراً، وفي حالة بناء السد وحجز ٧٤ مليار متر سوف تتعرض مصر لفقر مائي شديد، تصل لدرجة الشح المائي، ليصير نصيب الفرد حوالي ٣٠٠ متر مياه سنوياً فقط، ما يعني استخدم أقل من متر يومياً للشرب والحياة والاستحمام بعيداً عن الزراعة والكهرباء والمشروعات!! وسيتم تبوير ٢ مليون فدان العام القادم وسيتم زيادة درجة ملوحة مصبات فرعي النيل بدمياط ورشيد نتيجة غزو مياه البحر لفرعي المصب.
وحول الحلول التي طرحها المركز الإقليمي لعلوم الفضاء أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال د.علاء النهري، إن هناك حلول علمية تتماشي مع وثيقة المبادئ وحسن النية التي بدأ بها الرئيس لمواجهة هذا الملف، والتي تحتاج فقط إلى حسن النية من الطرف الإثيوبي.
وتابع:"قدمنا للرئيس رؤية لتقليل مخاطر آثار السد والتي سيعتمد عليها المفاوض المصري في المرحلة الحالية.. وهي أن حصة مصر التاريخية الواردة هى ٥٥ مليارا منها ٨٥٪ سيأتي من وراء سد النهضة متدفقاً من النيل الأزرق و١٥٪ تأتي من النيل الأبيض.. والسيناريو الأول الخطر أن الطرف الإثيوبي لو أنهي بناء السد قبل موسم الفيضان الحالي.. وكل المؤشرات الموثقة عندنا تؤكد ذلك.. سيملأ بحيرة سد النهضة بـ٩٦ مليار متر هى حجمها التي كشفناها مؤخراً.. هذا العام.. يعني سيحرمنا نحن والسودان من حصتنا بالكامل.. ولا يتبقي لنا إلا ٨٫٣٢٥ مليار متر مياه هى بقية حصتنا القادمة من النيل الأبيض.. ويحجز عنا ٤٧٫١٧٥ مليار متر مياه من النيل الأزرق".
وأضاف:"السيناريو الثاني لو تم ملء السد على عامين بدءا من العام الحالي سيمرر من خلف السد ٣٧٫٥ مليار متر مياه ستحصل السودان على حصتها كاملة قبلنا وهى ١٨٫٥ مليار متر فقط.. ويتبقي لمصر ١٩ مليار متر فقط ويمكن زيادة عدد حساب سنوات التخزين على هذا السيناريو لنصل إلى تقليل المخاطر نهائياً، بملء السد على ٧ أو تسع سنوات حيث لن يسبب إلا آثارا بسيطة يمكن تجاوزها وسيكون الاتفاق على أن ينتقل مهندسو ومسئولو مصر إلى هناك لمراقبة ملء السد وتشغيله على هذا النحو المثالي.. إذا تحججوا بضرورة تشغيل الـ١٦ توربين كهرباء للتنمية هذا العام.. فإنها يمكن أن تعمل على تفعيل هذا السيناريو.. لأنها تنتج كهرباء من ارتفاع ١٠ أمتار فقط وحتى ١٦٠ مترا خلف جسم السد.. وهذا السيناريو الأمثل سيفقد مصر.. ٦ مليارات متر مياه فقط من حصتها التاريخية.. يمكنهم أن يعوضونا عنها".