على مدى ثلاثة أيام من المناقشات حول دور شباب الجامعات في التصدي للإرهاب والعنف الذي نظمه الإتحاد العربي للشباب والبيئة، قامت الفتيات من شباب الجامعات والمشاركات من أساتذة الجامعة والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية والخبيرات في العمل، بمشاركة من وزارة الشباب والجامعات المصرية والعربية برصد دور المرأة في المشاركات تصدي للإرهاب والعنف.

حيث كان عدد المشاركات من المرأة 75 من أصل 150 شاب وفتاة، وقالت الطالبة "سندس عبدالرازق" من جامعة جنوب الوادى الفرقة الرابعة كلية حقوق، أن المرأة دورها مهم جدًأ لأنها نصف المجتمع الذي ينجب النصف الأخر فهي الأم والأخت والزوجة والأبنة، ومن خلالها نستطيع التنبؤ بمراحل الإرهاب والتطرف الفكرية، لأن الأم هى أول شخص قريب من أبنائها وتستطيع مشاهدة التغيرات فى أفكارهم وأتجاهاتهم وميولهم وثقافتهم وتصرفاتهم، وكذلك الأخت عليها أن تلاحظ أي تغيرات تطرأ على أشقائها و مواجهة تفكيرهم وأفكارهم السلبية، والزوجة تقوم بملاحظة زوجها وتفكيره واتجاهاته السياسية والدينية والفكرية، فمن خلال ذلك يكون دور المرأة قوى جدا في مكافحة الإرهاب قبل أن يولد وتحاربه منذ نعومة اظافره كما يقال.

وأضافت سندس، استفدت كثيرا من هذا المنتدى وعرفت أكثر عن الحرب الرابعة والحرب الباردة وكيف يتم استدراجنا واستخدامنا بطرق مختلفة لم تخطرببالنا ليستغلوها فى زعزعة أمننا واسقرارنا ودولتنا ليسقطونا بها.

وتعلمت ايضًا كيفية تكوين فكر ورأى، كما تعلمت مواجهة نفسي عند الخطأ وعدم الخوف من مواجهة الأخرين في التعبير عن وجهة نظري، كما تعرفت على أشخاص دول مختلفة وفئات عمرية متنوعة واستفدت من خبراتهم.

فالإرهاب عندما يتجه لفئة معينة تكون فئة الشباب حتى يتم تنفيذ مخططاته من خلالهم، لذلك يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين المسئولين والشباب، وتقديم التوعية المستمرة من خلال الندوات وجلسات الحوار الشهرية في كل الاتجاهات، لان الفكر التكفيري يتحدث بالمنطق لإقناع من يسمعه، كما قال الشيخ نبيل نعيم في إحدى المحاضرات عن تجربته في تجنيد الشباب للفكر التكفيري.

ومن جانبها أكدت "فاطمة عبدالرحمن" من السودان وحاصلة على بكالوريوس إعلام جامعة الخرطوم وماجستير في الدراسات الدبلوماسية وعضو الإتحاد العربي للشباب والبيئة عن السودان، أن المنتدى يناقش قضية مهمة جدا لأن شريحة الشباب هم المستقبل الذي يتم استقطابهم عن طريق الارهابيين لعدم وجود الوعي الكافي في الدين والسياسة، فيتم إقناعهم باسم الدين ويتماشوا ورائهم كالمكفوفين، لذلك لابد أن يتداول المنتدى في جميع البلدان العربية من خلال الأوراق الخاصة به والأسطوانات المدمجة، ويقوم أعضاء الاتحاد بعرضه على المسئولين والشباب في مختلف البلدان.

وتعتبر فئات شباب الجامعات فى السودان هي الأكثر استهدافًا، وخصوصًا الشباب المتشدد في الدين الذي يجذب الشباب العربي للتطرف، بعكس الدين الإسلامي الذي يحارب التطرف والعنف.

وأضافت أن الأم هى أهم ما في الدار فهي التي تربي طفلها على الدين والأخلاق، وتلاحظ السلوك الصحيح لأبنائها من خلال التعرف على أصدقائهم وأفكارهم، حتى تتصرف في الوقت السليم قبل أن تثبت الأفكار الهدامة في عقولهم، لان السير في هذا الإتجاه يصعب رجوعه ثانية، ومن التوصيات التي توصلنا إليها من خلال المنتدى، هي أن الإسلام ضد الإرهاب، بالإضافة لضرورة التوعية الدينية فى المدارس والجامعات، والقضاء على البطالة لأن الفراغ يخلق العنف والإرهاب.

وأوضحت الدكتورة "نيرفانا حسين صبرى"، مدير عام رعاية الشباب بنات جامعة الازهر، أن الشباب لا يكون إرهابي في بداية حياته، وهنا يقع دور الأسرة في التربية للنشأ ضد الإرهاب والتطرف، فالمرأة دورها في التوجيهات التي تعود النشأ عليها من خلال العادات والتقاليد التي يتبعها المجتمع الذي نعيش فيه، فهي الراعي الأول للأسرة فتحتضن الطفل من مولده حتى نشأته، بجانب دورها في الاحتياجات النفسية والاجتماعية والثقافية، لذا يجب أن يكون لديها الوعي السليم من خلال المنظمات والمؤسسات الاجتماعية في الدولة.

وكذلك المدرسة عليها دور كبير جدًا في تربية النشأ من خلال طريقة تعليم الطفل وتوعية الأسرة من خلال وضع المناهج التى يراعى فيها الانتماء وحب الوطن والتربية الدينية الصحيحة، بالإضافة للتوعية السياسية والاجتماعية والثقافية فى كل جوانب الحياة، حتى يكون الشباب أثناء دخول الجامعة على معرفة صحيحة بالدين ويكون على أرض صلبة تجعله يواجه المجتمع ضد أي انحراف أو تطرف.
والإرهاب ليس يكون دينيًا فقط ولكن يوجد إرهاب اجتماعى نتيجة الفقر والجهل وعدم وصول الخدمات للمواطنين بصورة أدمية وانسانية، فمن الممكن أن يأتي الإرهاب من خلال أي متغير وليس الدينى فقط .

ولقد طرح المنتدى أفكار كثيرة جدًا من الشباب حول التصدى للإرهاب والعنف، حيث وجد وعي من الشباب في ورش العمل بمتطلباته ولكن علينا أن نأخذ بيده إلى الطريق الصحيح، حتى لا يكون دوره مهمش في المجتمع، ومعسكرات الشباب من الأمور الهامة التي يكتسب منها الشباب الخبرة من خلال ورش العمل حسب دراسة كل منهم، وهذا يعطي روح المشاركة للشباب والانتماء للبلد، فنحن نحتاج إلى طاقات الشباب حتى نستغلها بصورة صحيحة ومفيدة، كما أننا نحتاج لدور الأزهر الشريف بشكل عملي وفعلي لتوعية الشباب بالثقافة الدينية.

وشددت دكتورة "عزيزة الصيفي" أستاذ البلاغة والنقد بكلية البنات جامعة الأزهر، على أن دور المرأة عظيم جدا، فهي الأم والأخت والبنت، وتعمل دائمًا على فشل ثقافة الإرهاب التي يحاولوا يغزوا بها عقول أبنائنا، فالمرأة تقوم بدور الناصح والمرشد لأبنائها، كما أنها تشارك الرجل في كل مسئوليات الحياة، والأزهر بصفته يتبنى الاعتدال والتوسط، كما قال الله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ).

ودائما يقع الشباب في خطأ التشتت عند إطلاعه على كتب التراث وتفسير القرأن والحديث النبوى لوجود أكثر من تفسير، وكل منهم يفسرها حسب إهوائه، وهذا ما وجد في أعمال كثيرة للتطرف والجماعات الإسلامية، حيث يعتقدون أنهم بذلك يقومون بتطبيق الشريعة، لذلك يجب على الأزهر تنقية وتنقيح كتب التراث في مصر بما فيه من أمور شاذة تتنافى مع العقل والقرأن والسنة.

كما يجب أن تسحب هذه الكتب من الأسواق وتظل في المكتبات ليتطلع عليها المتخصصين والباحثين فقط، وما يوجد للعامة من الناس يجب أن تكون تفاسير صحيحة وواضحة وتسير على مبدأ الاعتدال والوسطية في الإسلام وليس التطرف.

وقدم المنتدى نوع من الجدية في تناول موضوعات الإرهاب والعنف وكيفية التصدى له، وأتمنى أن يتم تفعيل هذه التوصيات دون أن تحتفظ بها في الأدراج، وأهمها توصية القضاء على الفساد بكل أنواعه سواء المحليات أو رجال الأعمال، كما يجب إعداد دورات تدريبية للشباب على الإدارة لإخراج كوادر جديدة تسير العمل بمنطق العلم والخبرة والتخطيط السليم.

وقالت "ايليان بدر" الإعلامية اللبنانية في مجال البرامج الوثائقية وعضو الإتحاد العربي للشباب والبيئة بتركيا، أن الشباب هو المحرك الأساسي للمجتمع والتطرف يعتبر المرحلة التي تسبق الإرهاب، والأحداث الأخيرة التي تحدث في مصر والعالم العربي تعتبر مرحلة عنف وترهيب للأخرين وهذا هو الإرهاب بمفهومه السياسي الذي يبدأ من المنزل ثم المدرسة والجامعة والعمل ثم المجتمع الأكبر وهو الوطن.

والمرأة ودورها التربوي بشكل عام هو الأساس في التصدى لأي ظاهرة في المجتمع سواء تطرف أو عنف أو إرهاب، وكذلك دورها في المنزل أو العمل، والإعلاميات لهن دور أساسي في توصيل صورة واضحة من الواقع وموضوعية من كل الجوانب، فالمرأة هي نصف المجتمع ودورها كبير ومؤثر.

ونحن نشدد من خلال المنتدى على الشباب في البحث عن الحقيقة المجردة من خلال طرح استبيان لهم لوضعهم على الطريق الصحيح، فالشباب هم المشاركون والمتلقون لأكبر عدد من المعلومات في وقت قصير، بجانب وجود شخصيات عامة من خبراء المؤسسة العسكرية والدينية والمجتمع المدنى وأساتذة الجامعات والإعلام بالمنتدى للتصدى للإرهاب والعنف.