"وجعلنا من الماء كل شئ حي" أية أوحى بها الله عز وجل على رسوله الكريم لحث الناس على أهمية الماء ودورها فى حياة البشرية وأنه ﻻ غنى عنها لاستمرار الخليقة، لكن ما يواجهه أهالى حي الوراق بالجيزة والقرى المجاورة لها مخالف تمامًا لما ذكره الله عز وجل في كتابة الكريم.
بعد أن تحول الماء من مصدر حياة للبشرية إلى نقمه ووباء وإمراض على اﻷهالي؛ بسبب نسب التلوث التي تحملها مياه الشرب منذ شهور بمناطق الوراق وقرية أوسيم وكذلك القرى المجاورة والتي فاقت حد التلوث لتحمل بين قطراتها كم هائل من اﻷمراض من فشل كلوي وتليف كبدي.
استثار الأمر غضب اﻷهالي .. خاصة بعد تعدد شكواهم لشركات تحلية المياه دون جدوى أو رد فعل عاجل من قبل الحكومة للحفاظ على حياة المواطنين من خطر تلوث مياه الشرب.
وأصبح الحصول على كوب ماء نظيف حلم يراود اﻷهالي، ما دفع القادرين منهم لشراء فلاتر باهظة الثمن لتنقية المياه، فتنتعش أسواق الفلاتر للحصول على "شربة" ماء نظيف .. وﻻ عزاء للفقراء الغير قادرين على ثمن شراء الفلتر ولم يبقى أمامهم سوى الاستسلام للأمراض واﻷوبئة التي تحملها مياه الشرب.
التقت "بوابة أخبار اليوم" بعدد من أهالي الوراق لرصد معاناتهم اليومية مع مياه ملوثة وﻻ تصلح للاستهلاك الآدمى الخطر الذي يهدد الكبار قبل اﻷطفال .
"حلمى كوب ماء نظيف" .. جملة يرددها محمد عرفة – والذي يقطن بمنطقة بحر البلد بحي الوراق- يوميا وهو يقف أمام الصنبور وينظر إلى قطرات المياه ذات اللون اﻷصفر الداكن المتساقطة منه، مؤكدا أنه لم يعد يتحمل كل هذا العناء اليومي للحصول على مياه نظيفة لقضاء متطلباتي اليومية من مأكل ومشرب واستحمام.
أضاف عرفة - مواطن الوراق – أنه تقدم مع عدد كبير من الجيران بعدد من الشكاوى للمحافظة ولشركة المياه والتي ﻻ تبعد عن المنزل عدة كيلو مترات ولكن بلا جدوى فاﻷزمة مستمرة منذ شهور وﻻ حياة لمن تنادى.
وقال عرفة: فضلت اقتناء فلتر باهظ الثمن لتنقية المياه الملوثة عن أن أترك أوﻻدي فريسة للأمراض التي تحملها المياه التي ﻻ تصلح للاستهلاك الآدمي وسط تجاهل تام من قبل المحافظة ومحطات تحليه مياه الشرب.
وبلهجة يتخللها اﻷسى .. أشار عبود إلى الحالة المزرية التي وصلت إليها مياه الشرب بالحي، مؤكدا أن اﻷصل في المياه أنها بلا طعم أو لون أو رائحة ولكن ما نواجهه بحي الوراق وكثير من القرى المجاور أصبح للمياه لون أصفر وأحيانا وسوداء مع رائحة كريهة.
ناشد إيهاب سلامة بمنطقة عبدالمنعم رياض المسئولين بضرورة حل هذه اﻷزمة التي تهدد حياته وحياة أوﻻده مؤكد أن الحصول على مياه نظيفة حق أصيل للمواطن لا غنى عنه، مشيرًا إلى أنه يعانى يوميا من تلوث المياه لذلك يقطع مئات اﻷمتار يوميا للحصول على مياه نظيفة نسبيا وأقل تلوثا من التي تدخل بيته وتهدد حياة أطفاله ليروى عطشهم.
من جانبه طالب إسلام على سلمان منسق حملة "مشاكلنا هتوحدنا" بالوراق الحكومة بسرعة حل ومواجهة تلوث المياه الذي انتشر بشكل كبير في معظم ربوع الحي قبل أن تنتشر اﻷمراض بين الكبار واﻷطفال نتيجة تلوث مياه الشرب.
وحذر إسلام من تفاقم اﻷزمة وحدوث كارثة من الممكن أن تثير غضب اﻷهالي إذا لم يتم وضع حد فورا لهذه الأزمة، مؤكدا أنهم توجهوا بعدد من الشكاوى للمحافظة ولشركة تحليه مياه الشرب ولكن الحكومة تجاهلت كل شكواهم ومازالت المشكلة قائمة منذ شهور ومازالت المياه ملوثة وتهدد حياة المواطنين.
أضاف إسلام أن معظم اﻷهالى ﻻ يستطيعون شراء فلاتر لتنقية المياه ﻻنها باهظة بالإضافة إلى ضرورة تغير الفلتر من حين لآخر بعد أن تملؤه الشوائب وهو ما ﻻ يتحمله معظم أهالي الحي.