رأس السنة المصرية القديمة
رأس السنة المصرية القديمة


حكاية أثر| أسرار «رأس السنة المصرية القديمة» قصة الأواني الملكية المقدسة

شيرين الكردي

الثلاثاء، 07 يناير 2025 - 01:13 م

في رحلة استكشاف الحضارة المصرية القديمة، تبرز كل قطعة أثرية كنافذة تطل على عظمة الماضي من خلال  "بوابة أخبار اليوم"، التي تقدمها برنامج "حكاية أثر"  نتعرف يوميًا على قطع أثرية تسرد لنا فصولًا من حياة المصريين القدماء وشخصياتهم العظيمة. 

حكاية اليوم تأخذنا إلى قطعة أثرية فريدة: أواني رأس السنة، التي كانت رمزًا للاحتفال والتجدد مع بداية العام الجديد في مصر القديمة، المرتبطة بفيضان النيل وبدايات دورة حياة جديدة.

اقرأ أيضا: انطلاقة «الصوت والضوء».. مشروع «الأهرامات» يرى النور نهاية 2025

* مقدمة عن رأس السنة المصرية القديمة

لم تكن بداية العام الجديد في مصر القديمة مشابهة لتقويمنا الميلادي الحالي. بل كانت مرتبطة بحدث طبيعي عظيم وهو فيضان نهر النيل، الذي كان يمثل بداية دورة زراعية وحياتية جديدة. هذا الحدث الذي يقع في نهاية الصيف، كان يحمل أهمية كبيرة لدى المصريين القدماء الذين اعتبروا فيضان النيل نعمة من الآلهة.

* أواني رأس السنة: رمز الاحتفال والتقديس

كانت الأواني التي تُوزّع في يوم رأس السنة الجديدة من أهم رموز الاحتفال، صنعت هذه الأواني لتُملأ بالزيت أو العطر أو ماء من بحيرة مقدسة، واستخدمت لتقديم التهاني بالعام الجديد، تميزت هذه الأواني بتصاميمها الفريدة التي تضمنت زهرات البردي واللوتس على رقبتها، وزهرة الروزيتا أو النقوش الهندسية على حوافها.

* دور قردة البابون في التصميم

أحد أبرز العناصر الفنية التي ظهرت على هذه الأواني هو تصوير قردة البابون على جانبي فوهتها. ارتبط هذا التصوير بالفصل السادس عشر من "كتاب الموتى"، حيث ترمز قردة البابون إلى استقبال ميلاد الشمس الجديدة بالتهليل والبركة. هذا الربط بين الطبيعة والعقيدة الدينية يعكس مدى تعقيد الفكر المصري القديم.

* الأواني الملكية: هوية الحاكم وعصره

كانت الأواني تحمل أحيانًا اسم الملك الذي صُنعت ووزعت في عهده، مع عبارات تهنئة ببداية العام الجديد. هذا النقش لم يكن مجرد وسيلة للتوثيق، بل كان يُعدّ أيضًا رسالة تظهر عظمة الملك وتواصله مع شعبه في المناسبات السعيدة.

* الأهمية الأثرية لهذه القطعة

تحمل القطعة الأثرية التي تحمل رقم كتالوج 3738 أهمية بالغة. فهي ليست مجرد إناء أثري، بل وثيقة مادية تعكس جانبًا من الاحتفالات المصرية القديمة وتفاصيل الحياة اليومية المرتبطة بالتقويم المصري. تصميمها الفريد يعكس تفاعل الفن والدين في سياق اجتماعي مميز، مما يجعلها واحدة من الكنوز التي تثري فهمنا للحضارة المصرية القديمة.

تأخذنا هذه القطعة الأثرية في رحلة زمنية عبر التاريخ، حيث يظهر لنا مدى احتفاء المصريين القدماء بدورة الحياة الطبيعية وتجديدها. إنها ليست مجرد أوانٍ، بل رمزٌ للبهجة والأمل، وتذكيرٌ بعلاقة الإنسان بالطبيعة والآلهة في واحدة من أعظم الحضارات التي عرفها التاريخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة