زاهي حواس ومحررة اخبار اليوم
زاهي حواس ومحررة اخبار اليوم


أصل الحكاية| كنوز حتشبسوت وأسرار الدير البحري

شيرين الكردي

الجمعة، 10 يناير 2025 - 10:11 ص

 

يعتبر الحضارة المصرية القديمة كانت مصدر إلهام لا ينضب لأجيالٍ متعاقبة، حيث تروي كل قطعة أثرية قصةً تختزل عبق التاريخ وعبقرية أجدادنا.

 وفي واحدة من أعظم مغامرات الاكتشاف الأثري، تسطع منطقة الدير البحري من جديد لتسرد حكاياتٍ عن الملكة حتشبسوت، وعصر الهكسوس، وأسرار الدولة الوسطى.

 تحت قيادة الدكتور زاهي حواس وفريقه من مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، تم الكشف عن مجموعة استثنائية من الآثار التي أثرت تاريخنا وفتحت أبواباً جديدة لفهم حضارتنا العريقة.

** حكاية الاكتشاف

في رحلة استمرت ثلاث سنوات، خاض الفريق الأثري مغامرة لا مثيل لها بين طبقات الرمال والصخور، حتى أزاحت جهودهم الستار عن كنوز مذهلة تعود إلى فترات تاريخية متنوعة، كل قطعة مكتشفة كانت تحمل همسات الماضي، لتخبرنا عن ملوك وملكات صنعوا مجدًا لا يزال يتردد صداه حتى اليوم.

* أسرار معبد الوادي

كُشف النقاب عن أساسات معبد الوادي، الذي يعد المدخل الرئيسي للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت والمعروف بـ"جسر جسرو"، هذا الاكتشاف يعيد تشكيل تصوراتنا عن المعابد الجنائزية وأهميتها الدينية، تصميم هذا المعبد الفريد يعكس عبقرية المصريين القدماء في الجمع بين الجمال والفخامة والروحانية.

* النقوش النادرة لعصر حتشبسوت وتحتمس الثالث

النقوش المكتشفة لم تكن مجرد أعمال فنية، بل سجل تاريخي يوثق إنجازات الملكة حتشبسوت وتحالفاتها مع الملك تحتمس الثالث. جمال النقوش ودقتها يبرز براعة الفنانين المصريين وقدرتهم على تجسيد الرمزية والتاريخ في أعمالهم.

* اللوحات الحجرية وخراطيش حتشبسوت

اكتشاف أكثر من 100 لوحة حجرية تحمل خراطيش الملكة حتشبسوت يُعد من أبرز الإنجازات. ومن بين هذه اللوحات، واحدة نادرة تحمل اسم المهندس "سنموت"، ما يعزز فهمنا لدوره المحوري في بناء معبد الملكة حتشبسوت.

* المقابر الصخرية وأبيار الدفن

المقابر الصخرية المكتشفة تروي قصة الجنائز في الدولة الوسطى، حيث تضمنت توابيت خشبية وأواني فخارية وأبيار دفن تحمل عبق الماضي. ومن أبرز الاكتشافات، تابوت لطفل صغير يُظهر اهتمام المصريين القدماء بالطقوس الجنائزية مهما كانت أعمار المتوفين.

* الأدوات الحربية وعصر الهكسوس

رؤوس السهام وأقواس الرماية المكتشفة تُعيد إحياء ذكرى كفاح المصريين لتحرير بلادهم من الهكسوس. كما أُلقي الضوء على مقبرة "جحوتي مس"، التي توثق مقاومة الأسرة السابعة عشرة لتحرير الوطن.

* الجبانة البطلمية والعملات البرونزية

في الجزء البطلمي من الموقع، تم العثور على جبانة مبنية بالطوب اللبن، إلى جانب عملات برونزية تصور الإسكندر الأكبر. هذه الاكتشافات تسلط الضوء على التأثير البطلمي على المنطقة واستمرارية الاستخدام الأثري للمواقع القديمة.

* دور الاكتشافات في تعزيز السياحة والثقافة

أكد الدكتور زاهي حواس أن هذه القطع ستُنقل إلى المتحف المصري بالتحرير ومتحف الحضارة. عرض هذه الآثار سيعزز من السياحة الثقافية، ويدعو العالم لاكتشاف روعة الحضارة المصرية.

تُثبت هذه الاكتشافات مجددًا أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال حية بأسرارها وكنوزها التي تنتظر الكشف عنها. جهود البعثات الأثرية، بقيادة الدكتور زاهي حواس، تبرز أهمية حماية هذا الإرث العظيم ونقله للأجيال القادمة ليظل مصدر فخر وإلهام لا ينضب.


اقرأ أيضا | زاهي حواس: معبد حتشبسوت يغير فهمنا لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة