"أوزوريس"
حكاية أثر| «أوزوريس» أسطورة الخلود وتجلياتها في تمثال تل المسخوطة
الجمعة، 10 يناير 2025 - 04:02 م
في رحلة استكشاف الحضارة المصرية القديمة، تبرز كل قطعة أثرية كنافذة تطل على عظمة الماضي من خلال "بوابة أخبار اليوم"، التي تقدم برنامج "حكاية أثر" نتعرف يوميًا على قطع أثرية تسرد لنا فصولًا من حياة المصريين القدماء وشخصياتهم العظيمة.
اقرا أيضأ|من الأساطير إلى العلم.. رحلة البشرية نحو الإكسير المثالي للحياة
حكاية اليوم تأخذنا إلى قطعة أثرية فريدة عن تمثال نادر من الجرانيت الأشهب على هيئة أوزوريس، يقف تمثاله الفريد المكتشف في تل المسخوطة شاهداً على هذه الأسطورة العريقة، ليكشف عن أسرارٍ جديدة عن تاريخ المنطقة ودورها في الحضارة المصرية القديمة.
تعد شخصية أوزوريس واحدة من أبرز الرموز في الميثولوجيا المصرية القديمة، حيث يمثل إله البعث والحياة الأبدية الذي يجسد فكرة الانتصار على الموت، تحكي الأساطير عن أوزوريس كملك حكيم جلب الحضارة إلى مصر، لكنه تعرض للخيانة من أخيه ست، ما جعله رمزًا للصراع بين الخير والشر.
في هذا التقرير، نستعرض حياة أوزوريس، قصة اكتشاف التمثال، وأهميته الأثرية والتاريخية، مع إلقاء الضوء على منطقة تل المسخوطة في وادي الطميلات.
حياة أوزوريس وأسطورته
يعد أوزوريس أحد أبرز آلهة مصر القديمة، مرتبطًا بمفهوم البعث والحياة الأبدية. وفقاً للأسطورة، كان أوزوريس ملكًا لمصر، علم شعبه الزراعة والحضارة، لكن شقيقه ست خطط لقتله وقسم جسده إلى عدة أجزاء، لتنتشر في أنحاء مصر.
قامت زوجته إيزيس بجمع أجزائه وإعادته للحياة عبر طقوس سحرية، ما جعله أول من ينال الخلود في العالم الآخر، وأصبح حاكمًا لمملكة الموتى.
تل المسخوطة ووادي الطميلات
يقع تل المسخوطة في وادي الطميلات، منطقة غنية بالتاريخ والأثر، كانت ممراً تجارياً هاماً يربط شرق مصر بغربها. اشتهرت المنطقة بوجود عدد من المواقع الأثرية التي تعكس حضارات متعاقبة منذ العصور القديمة. يعتقد أن تل المسخوطة كان مركزًا دينيًا وتجارياً، مما يفسر وجود تمثال أوزوريس وغيره من الآثار الفريدة.
اكتشاف تمثال أوزوريس في تل المسخوطة
في أواخر القرن التاسع عشر، تم اكتشاف تمثال نادر لأوزوريس مصنوع من الجرانيت الأشهب في منطقة تل المسخوطة. يعود التمثال إلى الأسرة الثانية والعشرين، ويعكس مهارة فنية متقدمة في تصوير ملامح الإله بجمالية ودقة.
يتميز التمثال بوقوفه في وضع ملكي مهيب، مع تفاصيل دقيقة لملابسه وعمامته، مما يجعله أحد أروع القطع المعروضة اليوم في الرواق الشرقي بالمتحف المصري بالتحرير.
أهمية التمثال وتفاصيله الفنية
يتميز تمثال أوزوريس المكتشف في تل المسخوطة بخصائص فنية تعكس تطور فن النحت في مصر القديمة خلال الأسرة 22. صنع التمثال من الجرانيت الأشهب، الذي كان مادة صعبة النحت، مما يعكس مهارة الحرفيين في تلك الفترة، يظهر أوزوريس مرتديًا تاج "آتف" محاطًا بريشتين، وهو رمز للحياة الأبدية والحكم الإلهي. التفاصيل المنحوتة بدقة تشير إلى اهتمام الفنانين بإبراز الجانب الإلهي لأوزوريس.
أهمية منطقة تل المسخوطة في الحضارة المصرية
تل المسخوطة، الذي كان يُعرف قديمًا بأنه مركز عبادة ومحطة هامة على الطريق التجاري، يحمل أهمية استثنائية في فهم التاريخ المصري القديم، الاكتشافات في هذه المنطقة، بما في ذلك تمثال أوزوريس، تسلط الضوء على الأهمية الدينية والتجارية لوادي الطميلات كممر استراتيجي يربط بين شرق وغرب مصر.
التمثال في المتحف المصري بالتحرير
بعد اكتشافه، تم نقل تمثال أوزوريس إلى المتحف المصري بالتحرير، حيث يعرض في الرواق الشرقي بالدور الأرضي، يتيح عرض التمثال للزوار فرصة التعرف على جانب من جوانب الميثولوجيا المصرية، مع تقديم شرح مفصل عن الأسطورة والأهمية التاريخية للتمثال.
يعتبر تمثال أوزوريس المكتشف في تل المسخوطة رمزًا خالدًا للأسطورة المصرية القديمة، حيث يعكس عظمة الفن والدين في الحضارة المصرية، من خلال استكشاف تفاصيل هذا التمثال ومنطقة اكتشافه، نتعرف على أبعاد جديدة من التاريخ المصري ودوره في تشكيل الحضارة الإنسانية، يمثل هذا الاكتشاف دعوة لإعادة النظر في أهمية المواقع الأثرية في وادي الطميلات، والحفاظ عليها كجزء من التراث الثقافي للبشرية.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة