استضاف صالون الأوبرا الثقافي، الكاتب الصحفي والروائي الكبير جمال الغيطاني، وذلك تزامنا مع احتفاله بعيد ميلاده السبعين، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.

أدار الصالون الفنان  أمين الصيرفي ، بحضور نخبه كبيرة من المثقفين والفنانين والصحفيين ، وعدد كبير من الشباب المتابعين لأدب الغيطاني. روى الغيطاني تفاصيل عديدة بحياته، منها ما لم يكن معلوم لجمهوره من قبل، فكان للصالون مذاقا مختلفا، حيث ناقش العديد من النقاط الهامة في الحياة الثقافية.

وبدأ الغيطاني في سرد بعض المواقف التي جمعته مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، قائلا إن أغرب رحلة قام بها محفوظ هي التي دفع فيها 25 قرشًا، ثمن تذكرة في شركة مصر للطيران ليذهب إلى بورسعيد وعاد في نفس اليوم، ذلك لأنه لم يكن يحب الانتقال خارج القاهرة.

 

وعند الإشارة إلى المقاهي الثقافية التي ابتدع ظهورها محفوظ وكان من أكثر روادها ، قال الغيطاني " ان في فترة صباه كان المتعارف عليه في المجتمع المصري أن الشاب المعتاد الجلوس بالمقهى " فلتان " ، ولذلك لم ادخل مقهى إلا وانا صبي مع والدي في مقابلاته مع أصدقائه ولكن في مرحلة الشباب أصبح الامر محظورا إلى ان أتخذت درب محفوظ ، وكنت من المتيمين بأدبه ، وقررت ان أقترب منه أكثر فأكثر

 

وأضاف الغيطاني أن جلساته مع محفوظ كانت على مقاهي القاهرة، فلم يذهب إلى بيته إلا مرة واحدة، عند فوزة بجائزة نوبل، مشيرا إلى خفة ظل محفوظ ، والذي كانت لديه قدرة بارعة على ارتجال النكات وكان أشهر قاهري يستطيع هزيمة أي شخص في لعبة القافية. وانتقل الحديث إلى نقطة فاصلة أخرى ، حيث يرى الغيطاني أن مستقبل الكتاب والقراءة في مصر سيكون مزدهرا كثيرا، مشيرا إلى كبر عدد المكتبات الجديدة الموجودة في قلب العاصمة ، وبالمحافظات الكبرى ، كما ان زيادة عدد الناشرين كان له أثر كبيرا لازدهار الادب ، ولكن تبقى المشكلة في الاختيار والتصنيف .

واكد الغيطاني على سؤ حال النقد في مصر والوطن العربي ، محملا ذلك نتيجة ما وصلنا إليه من تدني في محتوى الغصدارات الجديدة، واعتماد الناشرين او العارضين واهتمام القراء بالأكثر مبيعا ، الذي يعتبر عادة سيئة، مؤكدا ان ويليم شكسبير رغم شهرته الكبيرة إلا انه نادرا ما يصل لقائمة الاكثر مبيعا .

واستكمل الغيطاني ان المرأة في مصر هي الأصل، فعندما خرجت في الشوارع تتطالب برحيل النظام الإخواني كانت في الصف الأول تحمل كفنها.

 

وأضاف الغيطاني، إنه يتمنى في سنواته المقبلة أن يكتب ما يريد كتابته، مشيرا إلى أن الوقت يداهمه من كل جانب، فالعمر قد مر سريعا دون أن يدري، وأن العمل السنةوالصحافة الثقافية أضاعت الكثير من الوقت في حياته، قائلا " أنا عايش بالصدفة" كما استعرض الغيطاني، بعض المواقف التي جمعته مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، قائلا إن أغرب رحلة قام بها محفوظ هي التي دفع فيها 25 قرشًا، ثمن تذكرة في شركة مصر للطيران ليذهب إلى بورسعيد وعاد في نفس اليوم، ذلك لأنه لم يكن يحب الانتقال خارج القاهرة.

 

وأضاف الغيطاني أن جلساته مع محفوظ كانت على مقاهي القاهرة، فلم يذهب إلى بيته إلا مرة واحدة، عند فوزة بجائزة نوبل، حيث استباح الصحفيين منزله للتصوير مؤكدا ان نصف نكت مصر كان مصدرها نجيب محفوظ، حيث كان أشهر قاهري يستطيع هزيمة أي شخص في لعبة "القافية".

 

وكما استرجع ذكرياته مع الشاعر الراحل الأبنودي متنميا ان يكون معه في الآن حيث كان في أيامه الأخيرة مدركا معنى الوقت قائلا :" في بيته الإسماعيلية كان هناك مسك لكفنه بالإضافة إلى قائمة من يتمنى حضورهم ومن لايتمنى حضورهم".

 

وأكد الغيطاني أن صديقه الأبنودي كان محبوبا لدى طقم الدكاترة والممرضين في مستشفي الجلاء العسكري وكان يتكلم معهم ويحكي لهم الحكايات، مشيرا إلى ان كلا من أستاذه نجيب محفوظ وصديقه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي واجها الموت بشجاعة.