هو أحد أبرز وجوه النقد المسرحى فى الحقبة الأخيرة تنوعت أعماله الإبداعية بين الدارسات النقدية وكتب السيرة الذاتية والفنية له دراسات متعددة فى الدراما والقصة والرواية حصل على العديد من الجوائزوالتكريمات كان آخرها تكريم المسرح القومى له العام الماضى.. إنه الكاتب والناقد الكبير الدكتور حسن عطية أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون، وعميد معهد الفنون المسرحية الأسبق، الذى اثرى الساحة الثقافية بمؤلفاته المتنوعة منها الثابت والمتغير، عالم نجيب محفوظ سينما أمريكا اللاتينية، الدراما التليفزيونية سناء جميل.


1- صلاح أبو سيف "يتصدي للواقع"

لعبت السينما دورا مهما فى تعريفى بالعالم خارج حى بولاق (أبو العلا) الذى ولدت وعشت صباى فيه، خاصة وأنا أسكن فى مواجهة سينما (على بابا)، وكانت أفلام «صلاح أبو سيف» أبرزها، فتعلقت بها منذ فيلمه (الأسطى حسن) الذى تدور وقائعه بين حى بولاق والزمالك، ثم اكتشافى أن «أبو سيف» نفسه يسكن فى الشارع المجاور لشارعنا، فى قناعتى أن الفن الحقيقى هو الذى يتصدى للواقع، ويعالج مشاكله، ويكشف عن خلله، مثلما صنع مخرجى الأثير فى (الفتوة) و(بداية ونهاية) و(شباب امرأة) وغيرهم.

2 - عبدالحيلم حافظ "هوية الوطن"
صاغ حليم وجدانى ووجدان جيلى فى زمن صعود ثورة يوليو، وسعيها لاستعادة هوية الوطن وعدالة حياة المواطن، وتعلقنا بالحب الرومانسى المتغنى بلحن الوفاء، والمفعم بالتفاؤل، والفرح ببناء السد العالى، والرافض للهزيمة بكلمات الأبنودى فى أعذب أغنية حزينة وغير منكسرة (عدى النهار)، والتى انتشلتنى شخصيا من السقوط فى منزلق البكاء على ما حدث، ووجهت عقلى لضرورة نقد الواقع بعيون تتعلق بالغد القادم على أيدينا، ووقفت مع (أحلف بسماها وبترابها) وغيرها حولى وأن أمسك بسلاحى فى انتصار 73.


3- ثروت عكاشة "جوهرة الثقافة"

شدتنى ترجمته الراقية لكتاب برنارد شو (مولع بفاجنر) فى منتصف الستينيات، ووجه انتباهى للكاتب والمكتوب عنه والمترجم، فتعرفت على عالم «شو» الصائغ لقضايا الواقع الراهنة فى بنيات واقعية تؤمن بقدرة الإنسان على تغيير ذاته. وأنار أمامى عالم الموسيقى الكلاسيكية، مما دفعنى للتوجه نحو مكتبة الموسيقى (القديمة) بشارع شامبليون، والتى كانت تسمح لنا بالاستماع المجانى للموسيقى الكلاسيك، وغرقت فى عالم «فاجنر» . أما المترجم فهو جوهرة الثقافة المصرية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وأبرز وزير قاد مسيرة الثقافة المصرية.


4 - محمد حسنين هيكل"بصراحة"

أحد أبرز من صاغوا عقلى المحلل لبنية الواقع وحركة المجتمع، وفتح لى آفاقا تساعدنى على ربط المحلى بالإقليمى بالدولى، كنت أنتظر مقاله الشهير «بصراحة» على الصفحة الأولى من جريدة الأهرام، ليتعرف ذهنى على طرق الاستقراء والاستنباط والتفنيد التى تساعدنى على إصدار حكمى على بنية الأعمال الأدبية والفنية ومدى منطقية أحداثها وسلوك شخصياتها وخواتمها.
5- لويس عوض "قراءة الإبداع"
مثلما كنت انتظر مقال هيكل على الصفحة الأولى من أهرام الجمعة، كنت انتظر بشغف مقال د. لويس عوض على الصفحة الأولى بملحق ذات الجريدة وفى نفس اليوم، ليضيف إلى عقلى بعدا رأسيا إلى جانب البعد الأفقى الاستقرائى السابق، وهو البعد التاريخى الذى يربط الإبداع الأدبى الراهن بجذوره الكامنة فى الموروث الإنسانى، وكذلك البعد الاقتصادى المتجلى فى مقدمة ترجمته لمسرحية بروميثيوس طليقا لشلى، كاشفا أمامى عن قدرة الناقد على قراءة الإبداع فى علاقته بزمنه ومتغيراته من جهة، وعلاقته بالإبداع الإنسانى المنفتح على كل الأزمنة.

6- محمود أمين العالم "مقالاته الفذة"
يشارك العالم بقوة فى تشكيل وعيى بالعالم، حيث كنت أنتظر مقالاته الفذة فى منتصف الستينيات بجريدة الأخبار ومجلة المصور، فأندهش من قدرته على ربط الأدب بحركة المجتمع، وفهمه العميق لعلاقة التأثير والتأثير بين الفن والمجتمع، وتأكيده على دور المبدع وسط أهله، ومازلت أتذكر مقاله عن مسرحيتى (شفيقة ومتولى) و(المستخبى) (لا شيء غير الحزن الأسود؟) رافضا فيه الخضوع لاستسلامية الحكاية الشعبية، وسوداوية مسرح العبث، ومطالبا فيه بضرورة التمسك بالتجدد وبهجة الحياة.
7 - عبدالفتاح الجمل "المساء الأخير
رغم أن بدايتى الصحفية كناقد ومحرر يغطى الفعاليات النقابية المختلفة، كانت فى جريدة (العمال)، حيث زاملت فيها الناقدة المتميزة «ماجدة موريس»، غير أن فضل عبدالفتاح الجمل على جيلى والجيل السابق أمر لا جدال فيه، فقد فتح لى فى منتصف السبعينيات ودون معرفة سابقة صفحة المساء الأخيرة لأنشر فيها وبمساحة يكاد مقالى يلتهمها كلها عن عرض عنترة ليسرى الجندى وسمير العصفورى، واستكتبنى أسبوعيا بها، حتى تركها للأهرام، فرشحنى لأحل محله.
8 - نجيب محفوظ "عوالم عميقة"
ورغم أيضا أن بداياتى مع الأدب بدأت فى المرحلة الابتدائية مع أرسين لوبين وكتابات عزيز أرمانى وخليل حنا تادرس، ورغم أن أول رواية قرأتها كانت (رد قلبي) ليوسف السباعى، وشغفى بقراءة روايات إحسان عبدالقدوس، إلا أن روايات نجيب محفوظ أخذتنى لعوالم عميقة الفكر، وترتقى بها اللغة بالشخصية حتى تجعلها تتكلم بالفصحى دون أن تشعر لحظة أنها غريبة على ألسن حلاق أو بلطجى أو صاحب مقهى، فهو من دفعنى للاهتمام بدراسة الفلسفة وعلم الاجتماع
9 - بدرو مارتينث
عندما سافرت إلى أسبانيا للحصول على درجة الدكتوراه، لم أصدم فكريا أو حضاريا بالعالم الأوربى، ولم تشغلنى بلاد الجن والملائكة، بل شغلنى إتقان اللغة الأسبانية، كما كنت قد بلورت أسس رؤيتى النقدية للإبداع، وكان لأستاذى والمشرف على أطروحتى للدكتوراه حول نظريات النقد المعاصرة و(المنهجية السوسيولوجية) البروفيسور «بدرو مارتينيث مونتابث» فضل توجيهى للتعمق فى الآداب والفنون المكتوبة بالاسبانية بنظرة محايدة، كما يرجع له الفضل فى تأكيد فهمى لدور الأستاذ مع طلابه
10 -د. عايدة علام "صديقة وزوجة"
أن تجد شريكا لحياتك، تحاوره ويحاورك، تتأثر به وتؤثر فيه، يلازمك بجسده أو بفكره أو بروحه فى كل مكان توجد فيه، يشكل معك حضورا دائما فى كل مشاهدة أو مشاركة أدبية وفنية، يسألك الناس عن غيابه عنك فى أية تظاهرة تكون فيها، وأن تناقشه ويناقشك بحرية تامة، وأن يفتح أمامك نوافذ لربط الصور المرئية بالفكر المحمول على ألسن الممثلين، ويصوغ معك أحلامك فى غد أفضل.. فذاك هو عمق التأثر، وتلك هى قمة السعادة، وهذه هى الصديقة والزوجة د. عايدة علام.