ابتسامات لوجوه أجهدها القلق من ضيق الرزق وأفرحها مولد عم نجيب، تلك الاحتفالية التي دعت لها حملة حراس الحضارة بالتعاون مع بيت الشاعر تحت إشراف وزارة الدولة لشئون الآثار.

 

كانت أجواء الاحتفال مبهجة، ليس فقط للفنون الرائعة التي تم تقديمها من تنوره وفنون شعبية وتخت شرقي، ولكن لسحر المكان العظيم الذي تم اختياره لإقامة الاحتفالية " شارع المعز لدين الله الفاطمي " ومنطقة الجمالية عموماً، انه المكان الذي كان مصدر إلهام وإبداع الأديب العالمي نجيب محفوظ، فكان هناك مسقط رأسه وطفولته وصباه وإبداعه فللمكان سحر يجبرك على الإبداع.

 

بدء الاحتفال أمام بيت الشاعر، بحضور وزير الآثار محمد إبراهيم، والإعلامي جمال الشاعر، ومجموعة من المهتمين بالأدب والفن والثقافة، وكان من المفترض حضور الفنانين "محمد صبحي، عزت العلايلي، أثار الحكيم " ولكن اجتماعهم بالرئيس عدلي منصور منعهم من الحضور . 

 

واستكمل الاحتفال، بعرض لوحات فنية لبعض الفنانين التشكيلين، والتي تعبر عن أهم أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، ولوحات أخرى لشخصه بلقطات متنوعة، وذلك بالمركز الثقافي ببيت الشاعر .

 

وعبر وزير الآثار د.محمد إبراهيم، عن فرحته بوجوده في احتفالية " مولد عم نجيب " قائلا ً : " أن فرحته شديدة لوجوده بهذا المكان الرائع الذي دعاه إليه د.جمال الشاعر، متمنياً أن يخرج هذا المكان الملهم للأدب والإبداع أمثال نجيب محفوظ .

 

وأشار إبراهيم أن تلك الاحتفالية تعتبر للاحتفاء والتذكرة واستعادة الروح الأدبية لهذا الكاتب العملاق، مشيراً أنه تحمس بشدة لفكرة إقامة الاحتفال، وذلك لأنه منذ صغره وهو من المهتمين والمتابعين لأدب محفوظ، وكثيرا ما استفاد من أدبه هو والكثير من المهتمين بالأدب، ولذلك كان عليه أن يرد الجميل لمحفوظ وتعريف الأجيال القادمة بأدبه ومكانه الذي عاش به. 

 

وقال جمال الشاعر، أن نجيب محفوظ كان التواضع يمشي على قدمين واليوم هو رد الجميل للأستاذ الذي تعلمنا منه أسمى المعاني.

 

وأضاف الشاعر، أن اختيار هذا المكان لم يكن فقط لأنه مسقط رأس الأديب، ولكن لأنه أمام بيت السلطان قلاوون، الذي اعتبره معاصريه رمز التسامح حيث صالح أصحاب المذاهب الثلاثة الحنابلة والمالكية والشافعية، مضيفاً أن ذلك يعد رمزا للتسامح المنشود لما يحدث ونأمله في البلاد .

 

وأكد الشاعر، أن هذه الاحتفالية لن تكن النهاية بل هي بادرة لفعاليات أخرى كثيرة سيقيمها بيت الشاعر لتنشيط الوعي الثقافي، وتنشيط السياحة، مشيراً أن من يأتي إلى هذا المكان سيصاب بالإدمان لشدة سحر المكان وعفويته وبساطته.

 

وذلك ما استشعرناه في جولتنا مع المسئول الثقافي لحملة حراس الحضارة عمرو عبد الكريم والتي بدأت  أمام بيت الشاعر مرورا بالمحكمة الشرعية ثم بيت القاضي وصولا لمنزل الأديب العالمي نجيب محفوظ.

 

وفي تلك النقطة اختلفت الروايات، فقد ذكر الأديب عنوان بيته " 8 بيت القاضي" وذلك في مذكراته، مشيرا إلى أنه قد تخونه الذاكرة، ولكن أختلف معه سكان منطقة بيت القاضي وحددوا بيت أخر مختلف في درب قرمز بالقرب من بيت القاضي، وبكل أسف هذا المكان الذي عاش به الأديب العالمي نجيب محفوظ لم يتبقى منه سوى أشلاء مبنى، يقوم أهل الحي بتخزين بضائعهم به!!!!.