شهد الاجتماع الذي عقده المجلس القومي لحقوق الإنسان ظهر اليوم الأربعاء 2 سبتمبر مشادات بين عدد من أعضاء المجلس بسبب تقرير المجلس الأخير حول الأوضاع في سجن طرة شديد الحراسة "العقرب".
قالت راجية عمران لـ"بوابة أخبار اليوم" إنها انسحبت من الاجتماع مع محمد عبدالقدوس وكمال عباس عضوي المجلس بعد دقائق قليلة من انعقاده اعتراضا على ما تضمنه التقرير ، واعتراضا على استبعاد بعضهم من زيارتي سجني العقرب ودمنهور.
وأكدت مصادر أن سؤال "بوابة أخبار اليوم" في المؤتمر الصحفي الأخير حول عدم مقابلة وفد المجلس للسجينة ماهينور المصري رغم تقدمها بشكوى للمجلس أثار أزمة خلال اجتماع اليوم ، بعد أن اعتبر بعض الأعضاء أن إجابة حافظ أبوسعدة على السؤال بأن ماهينور لم تكن في السجن فضيحة للمجلس.
وأضافت المصادر أن مجمد فايق رئيس المجلس هاجم د.محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق ، قائلا إن من يهاجمون تقرير المجلس الأخير هم الإخوان ومحمد البرادعي ومجموعات قليلة من المنتمين لتيار اليسار.
بينما أشارت شاهندة مقلد عضو المجلس إلى أن من يهاجمون تقرير "العقرب" ليسوا سوى مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ولا يمثلون الشعب.
وشهد الاجتماع مشادة بين راجية عمران وحافظ أبوسعدة بعد أن رفضت ما ذكره التقرير عن رفع مدة الزيارة للمساجين من 10 دقائق إلى 45 دقيقة ، وهو ما اعتبرته مخالفا للائحة المجلس التي تؤكد أن مدة الزيارة 60 دقيقة.
ومن جانبه برر أبو سعدة الخطأ بأن من كتب التقرير هو نبيل شلبي كبير الباحثين بالمجلس.
وأصدر كل من جورج اسحق وراجية عمران وكمال عباس بيانا عقب الاجتماع أكدوا فيه أن الزيـارة قد تم الترتيب لها بعيـداً عن عدد من أعضاء المجلس، مما أدى إلى عـدم مشاركتهم فيها.
وأكد البيان أن هناك لائحة كان المجلس قد أصدرها بالتعليمات التي يجب أن يتبعها وفود المجلس القومي أثناء زيارة السجون، جاء على رأسها عدم السماح لوزارة الداخلية بتصوير زيارات المجلس للسجون، إلا أن الوفد خالف تلك القاعدة وسمح لوزارة الداخلية بتصوير فيلم عن الزيارة، لتقديم صورة زائفة عن حالة السجن وأوضاع المساجين والخدمات المقدمة لهم.
وقال البيان: "فوجئ أعضاء المجلس بعقد مؤتمر صحفي لإعلان نتائج الزيارة، وهي سابقة لم تحدث لأي زيارة من زيارات المجلس للسجون السابقة، وقد تم إخطار أعضاء المجلس بموعد المؤتمر الصحفي قبل انعقاده بساعات".
وأكد التقرير أن تلك الممارسات وتضارب التصريحات حول وقائع الزيارة بين أعضاء وفد المجلس، وتعارض تقرير المجلس عن الزيارة مع كثير مما حملته شكاوى أسر المحبوسين من الانتهاكات التي يتعرض لها ذويهم ومنع الزيارات، وكذلك المضايقات وسوء المعاملة التي يتعرضون لها أثناء الزيارة التي لا تتعدى مدتها ثلاث دقائق والتي ما زالت قائمة حتى اليوم.
وطالب البيان المجلس بالتحرك الفعال لمطالبة الحكومة بالموافقة على مشروع قانون تنظيم عمل المجلس والذي سبق وأن تقدم به المجلس إلى لجنة الإصلاح التشريعي، والتي مازالت تسوف في الانتهاء من صياغته النهائية لعرضه على مجلس الوزراء، ومن ثم رفعه لرئيس الجمهورية للتصديق عليه، حتى تكون زيارات المجلس بالإخطار وليس بتصريح من وزارة الداخلية، وكذلك مطالبة النائب العام بفتح تحقيق حول الشكاوى المتكررة من الانتهاكات التي يتعرض لها المحبوسين بسجن العقرب خاصةً، وباقي السجون وأماكن الاحتجاز.
وطالب البيان بتبني عدة توصيات أبرزها ضــرورة تعميـم وتوزيـع وتطبيق اللائحــة الداخلية لتنظيـم السجــون والتي تنص على أن الزيـارة مدتها 60 دقيقة، وأحقية المساجين في الحصول على الكتب والصحف وتطبيق الساعات المخصصة للتريض والتي لا تقل عن ساعتين في اليوم ، وضرورة الاستجابة للحالات الصحية والحرجة منها داخل السجون وتوفير الرعاية الطبية الفورية لهم، بالإضافة إلى جميع التوصيات التي تم إصدارها في تقارير زيارات المجلس السابقة إلى السجون.