ملاحة موسمية في القطب الشمالي
أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين قبل عامين عن إنشاء طريق بحري جديد للملاحة العالمية مستغلا ذوبان الجليد في القطب الشمالي نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغييرات المناخية في العالم.
ويسمح الخط الملاحي الروسي بالإبحار من جنوب شرق آسيا مرورا بليابان والصين وروسيا ثم فنلندا والنرويج والاتجاه نحو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحتى أمريكا اللاتينية.
وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن القطب الشمالي فقد 39% من جليده خلال الأربعين سنة الماضية ومرشح لفقد المزيد وهو ما سيسهل الملاحة مستقبلا شمال القطب.
وبدأت بعض السفن تمر من شمال أوروبا وروسيا عبر الخط القطبي حيث استثمرت موسكو في كاسحات الجليد وإقامة موانئ ومرافئ في سواحل روسيا القطبية.
وتخطط روسيا أن لا تقتصر الملاحة على فصلي الربيع والصيف بل طول السنة في هذا الطريق البحري الجديد. وقد قامت عشرات السفن بتجريب الطريق الجديد خلال الصيف والربيع الماضي بعد أن أفسحت لها كاسحات الجليد الطريق .
وذكر بعض خبراء الملاحة والدراسات الإستراتيجية أن طريق شمال أوروبا عبر القطب الشمالي سينافس قناة سويس حيث سيقلص من المسافة البحرية الكلاسيكية لحركة السفن التجارية بين القارات الثلاثة بحوالي الثلث وهو ما يشكل ادخارا هاما للطاقة والوقت. وذكرت مجلة التايم الأمريكية أن قناة سويس ستحافظ على موقعها الريادي في الملاحة الدولية إلا أنها ستفقد الكثير من نشاط النقل التجاري البحري بسبب الطريق التجاري الجديد في شمال روسيا.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالطريق الذي يوفر المسافة مقارنة بقناة السويس يحتاج تكاليف ضخمة هي قيمة كساحات الجليد العملاقة التي تعمل على شق الجليد كل الوقت وهي تكلفة أعلى من رسوم المرور في قناة السويس بكثير فضلاً عن ارتفاع تكاليف بناء السفن المخصصة للسير على طريق القطب الشمالي مقارنة بالسفن العادية .
كما أن هذا الطريق لا يعمل سوى في فصلي الصيف والربيع فقط مع عدم ضمان حالة الجو ونسبة ذوبان الجليد مع التأكيد على أن درجة حرارة الأرض عادت للانخفاض مجددا منذ عام 2010.
وانخفض بالفعل عدد السفن العابرة بطريق القطب الشمالي في عام 2014 ليبلغ 41 سفينة منهم 15 سفينة فارغة، مقارنة بـ 71 سفينة عبرت في عام 2013 بنسبة انخفاض 42%.

قناة اسطنبول
في إبريل عام 2011 أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطته لشق قناة جديدة باسم "قناة اسطنبول" بطول 45 كم التي تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة وزعم أنها ستكون أهم من قناتي السويس وبنما .
جاء ذلك ضمن الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية للفوز بالانتخابات البرلمانية.
وأعاد أردوغان طرح فكرته من جديد في نوفمبر الماضي
بعد أن تبخر الحديث عن القناة عقب فوزه في الانتخابات قبل 4 أعوام.
وكان رئيس الوزراء حريصا على إبراز المزايا البيئية للمشروع بالإشارة إلى أن القناة الصناعية ستقلل حركة المرور البحري المزدحمة في البوسفور وستنعش مدينة إسطنبول وسيؤدي المشروع إلى الحد من حوادث اصطدام ناقلات النفط وتسرب حمولاتها إلى مياه المضيق.
كما وعد أردوغان ببناء مدينة جديدة على ضفتي القناة الصناعية ومطار وفنادق على ضفتي مضيق البوسفور، وبلغت التكلفة التقديرية للقناة 10 مليارات دولار. ويجدر الإشارة هنا أن قناة اسطنبول لن تنافس قطعا قناة السويس والأمر لا يتعدى كون أردوغان يحب وضع اسم مصر في كل خطبه السياسية بمناسبة وبدون.
سكك حديد روسيا
تسعى روسيا عبر شراكات اقتصادية مع كوريا الشمالية والصين لتطوير شبكة سكة حديد عابرة للقارات بين أسيا وأوروبا تتكلف مليارات الدولارات وكان أخرها افتتاح خط سكة حديد يربط بين راسون، وهى مدينة ساحلية في أقصى الشمال الشرقي من كوريا الشمالية، وشبكة السكك الحديدية الروسية في بلدة خاسان بإقليم بريمورسكي في الشرق الأقصى من روسيا.
كما رصدت روسيا مبلغ سبعة عشر مليار دولار من أجل تحديث سكك حديد بايكال آمور العابرة لسيبيريا التي تختصر مسافة عبور البضائع من آسيا إلى أوروبا، وهي المشاريع التي تستغرق سنوات طويلة ولكن روسيا تمتلك هذا التوجه بعمل استثمارات ضخمة طويلة الأجل؛ ولكن وفقاً للتقديرات فإن ما يعبر من روسيا إلى أوروبا أقل من واحد بالمئة من مجمل البضائع الآسيوية، ويعتقد أنه يمكن رفع هذه النسبة إلى خمسة أضعاف.
لكن في واقع الأمر، قد يحدث خلاف نتيجة للظروف السياسية التي أبعدت روسيا عن أوروبا بل وفرضت عليها عقوبات اقتصادية مع الأخذ في الاعتبار انه يجري نقل حوالي 90% من البضائع عن طريق البحر.