داخل إحدى الحوارى الضيقة بحى الحمزاوي تقع حارة العطارين، التي تعرف أنك قد اقتربت منها، عندما تمتلىء أنفك برائحة البهارات بأنواعها المختلفة، وعلى رأسها رائحة الفلفل الأسود، وربما تجعلك «تعطس» رغمًا عن أنفك.

ويقبل التجار والمواطنون على زيارة هذه الحارة العجيبة الفريدة طوال العام لشراء احتياجاتهم اللازمة لطبيخ البيوت والمطاعم، ولكن يزداد عدد مرتاديها خلال شهر رمضان الكريم، حيث توجد فيها كل أنواع العطارة والبهارات والأعشاب، وكذلك لرخص أسعارها مقارنة بأسعار المحلات الشهيرة أو المغمورة المنتشرة فى كل الأحياء.

يؤكد لنا الحاج «أشرف مبارز» 50 عاما أحد أشهر تجار العطارة بالحارة، أن هناك زيادة كبيرة فى أسعار رمضان هذا العام تصل إلى 30 % مقارنة بأسعار العام الماضي.

وأوضح أن البهارات والتوابل والزيوت يتم استيرادها من الهند وباكستان والسودان ويأتي في مقدمتها الفلفل الأسود، ووصل سعر الكيلو منه إلى 100 جنيه بعد أن كان يتراوح بين 70 و75 جنيهًا في العام الماضي، أما الكمون فهو نوعان، الأول هو الكمون السوري الذي يقبل عليه المواطنون باعتباره الأنقى والأقوى، وارتفع ثمنه هذا العام إلى 45 جنيها، أما الكمون البلدى فوصل سعره إلى 40 جنيها، أما الشطة السودانى بحجمها الصغير ومذاقها الحامي، والتي لم يكن سعر الكيلو منها يتجاوز 24 جنيهًا، فقد ارتفع إلى 30 جنيهًا، وشهد إقبالا كثيفا لأنه من البهارات التى يفضل وضعها على اللحوم بجميع أنواعها والدواجن، وتقضي على أي رائحة غير مرغوب فيها.

ويقول: "أستطيع التأكيد على أن الضغط يزداد نسبيا على التوابل طوال شهر رمضان لكثرة عزائمه وحفلاته".

ويوضح الحاج أشرف أن هناك بهارات خاصة بالمحاشى وتتكون من القرفه والجنزبيل والشطة السودانى، بالإضافة إلى حبة البركة، أما البهارات الخاصة بالشوربة فتتكون من مبشور جوزة الطيب وحبات الحبهان والمستكه وأعواد القرفة بالإضافة إلى الروزمارى والذي يصل سعر الكيلو منها إلى 30 جنيها.

كما يشير إلى أن الزيوت كان لها نصيب هى الأخرى من الإقبال في شهر رمضان الكريم، ويصفها بأنها بمثابة صيدلية منزلية، ويقبل بعض الزبائن على شراء العديد من الزيوت التي تستخدم في طهي الأطعمة المختلفة، ومنها زيت الزيتون الذي يحتل المرتبة الأولى في الطلب، وخاصة مرضى السكرى والقلب، ويليه مباشرة زيت فول الصويا، ثم زيت الفول السوداني أو الزيت الحار، بالإضافة إلى زيت اللوز وبذرة الكتان وزيت الجوز وزيت الكانولا الذي يعد أكثر الزيوت طلبا من الطبقة الراقية وطباخين الطبقة العالية فى القصور.

ومن جانبها تقول «أم محمد»ربة منزل، من السيدة زينب إنها تأتي إلى هذه الحارة فى شهر رمضان لتشترى كل احتياجاتها من التوابل والبهارات أيضا، وتؤكد أن الطعام لا يحلو بدونها، مشيرة إلى أن هناك توابل الخاصة باللحوم وأخرى خاصة بالفراخ وثالثة بالمحاشى وغيرها وتختلف عن البهارات التي اعتدنا عليها مثل الكمون والفلفل الأسود، وذلك من أجل إعداد عزائم شهر رمضان.