زفارف كل العصور فى الخيامية.. و٤٠ «صنايعى» يشاركون فى الخيمة الكبرى

فى تلك المنطقة العتيقة، يكتسب القماش طابعا مختلفا، الزفارف التقليدية المرسومة عليه تتنافس مع المحلات التى يكسوها الزمن بملامح قدمه انه الماضى يطل بوجهه على جدران المبانى وبملامحه على قطع القماش المتراصة. على بعد خطوات من باب زويلة تقبع الخيامية، على مدى ٣٠٠ عام حافظت المنطقة على جمالها، وتناست أى مشكلة مرت بها من قبل المنتجات زادت النكهة التراثية وأصبحت سيدة الموقف، تجذب الانظار بأشكالها البديعة.
ومنها الفوانيس المكسية بقماش الخيامية وصوان وعلى المناديل مكسية بقماش الخيم الرمضانية وموائد وطبليات وكل المفروشات ذات طابع إسلامي، تقف بجوارها تماثيل تحكى حكايات المهن الرمضانية فتشعر بالأجواء الدينية الجميلة، منها الكنفانى البلدي، وبائع الفول، المسحراتى بطبلته الصغيرة. فوزى نونو ٦٨ سنة والشهير بالنونو فى المنطقة عن مهنته العتيقة التى يؤكد اعتزازه بها، يقول: عملت بالمحل مع والدى منذ كان عمرى ١٢ سنة وأصيبت المهنة، وغرمت بها، فهى فن وابتكار ومع كل غرزة قصة ابداع جديدة، تؤيد عمق علاقتى بالمنسوجات والاقمشة، ويشير إلى أن فن الخيامية عبارة عن فن القص واللصق للاقمشة، فأرضية الخيامية عبارة عن قماش من التيل يشبه الكتان، لكنه سميك عنه بعض الشيء، وهو مختلف مقاساته مختلفة فمنه ما يبلغ عرضه ٩٠ سنتيمترا ويبلغ سعر المتر منه ١٠ جنيهات، وكلما زاد عرض القماش ارتفع ثمنه ويستخدم هذا القماش فى صنع المفارش والبراويز صغيرة الحجم فهو يصل سعره إلى ٢٠ جنيها للمتر الواحد لذا فهو يستخدم فى صنع مفارش الأسرة والذى يصل ١٧٠٠ جنيه، ويختلف السعر حسب الشغل المبذول فيه، ويوضح عم فوزى ان السياح والاجانب والعرب يقبلون على المنتجات التى تضم ايقونات نباتية أو إسلامية الشكل، بعض الكتابات باللغة العربية أو الآيات القرآنية وغالبا ما تستخدم هذه القطع كبراويز على الحوائط، كما أن هناك الشغل الفرعونى الذى تسيطر على زهرة اللوتس والذى يحكى قصصا فرعونية ويتهافت عليها السائحون وهى الاكثر طلبا من قبل الاجانب ويتطرق إلى الصناعة فيتحدث عن مرحلة قص الاقمشة ذات الالوان المبهجة والزاهية وهى قطنية الملمس ايضا منها الازرق والموف والاحمر والاصفر وغيرها يتم القص طبقا للشكل المطلوب انجازه ويؤكد على ان مهارة الصناع تظهر فى قص كميات من الرسومات بنسب واحجام متساوية تتناسب مع الرسومات التى تم عملها على التيل، وتنتهى بمرحلة لصق الايقونات المصنوعة باستخدام الابرة والخيط والانامل الماهرة ويشير إلى ضرورة التركيز اثناء عملية الحياكة لان الغرزة بطريقة الخيامية تحتاج إلى جهد وتركيز وعناية لتعطى مظهرا جماليا وجذابا للمنتج.. ويؤكد ان العمل يزداد فى شهر رمضان الكريم، فهى مهنة موسمية ويزداد الاقبال عليها من قبل المواطنين والسائحين خاصة الامراء العرب الذين يتباهون بامتلاك خيام رمضانية ذات قيمة وجودة عالية الاتقان والمهارة والفن الاسلامى القديم ويستخدمونها لاقامة الاحتفالات الرمضانية وحفلات الانشاد الدينى والذكر. خلال مقابلتنا معه كان عم فوزى يصنع خيمة، اوضح ان مساحتها تبلغ ١٥٠ مترا، وأضاف: ويساعدنى فى انجازها ٤٠ عاملا ولم ننته منها منذ ٤ أشهر، رغم ان المطلوب كان تسليمها قبل شهر رمضان بأيام قليلة تمهيدا لتجهيزها للاحتفال بالشهر الكريم وحلقات الذكر.