يترأس «المعهد القومى للبحوث الفلكية» في كل عام اللجان الموكِّل إليها مهمة استطلاع هلال شهر رمضان الكريم والتى تتولى رصد الهلال في عدة أماكن بالمحافظات.

وتبلغ هذه اللجنة دار الإفتاء بنتائج الاستطلاع وذلك عقب غروب شمس يوم 29 شعبان من كل عام حول عمل هذه اللجنة وضوابط مهمتها يتحدث عدد من أفرادها»

في البداية يقول الدكتور محمد غريب الباحث بقسم علوم الشمس والفضاء بمعهد البحوث الفلكية، إنه شارك في استطلاع هلال رمضان أكثر من مرة وفي مناطق مختلفة من أنحاء الجمهورية، موضحا أن مراصد استطلاع الهلال تنتشر في عدة محافظات منها القاهرة في مرصد حلوان والقطامية، وفي قنا، وتوشكى، والفيوم، ومرسى مطروح‪.‬

ويضيف أن استطلاع الهلال يتم بعد غروب الشمس باستخدام العين والتليسكوبات ويشارك في الاستطلاع فلكيون مدربون وممثلون للمحافظة التى يتم فيها استطلاع الهلال ولوزارة الاوقاف ومن هيئة المساحة المصرية‪.‬

ويوضح الدكتور محمد غريب، شروط المكان الذى يتم فيه رصد الهلال، مؤكدا أنه يشترط فيه أن يكون الافق الغربى حيث يظهر الهلال خاليا من أية عوائق وأماكن مرتفعة كالجبال والمبانى وخاليا من التلوث وبعيدا عن أضواء المدينة حتى لا يحدث لبس بين الهلال الوليد وأى مصدر للضوء‪.‬

ويشير إلى أنه لم يصادف أن رأى هلال شهر رمضان من قبل رغم أنه شارك عشرات المرات في رصده وأن الراصد ينبغى ان يكون فلكيا حتى يستطيع أن يدون ظروف هيئة الهلال وفترة مكثه في السماء وغيرها من الأمور الدقيقة‪.

كما يضيف محمد صديق الباحث بمعهد البحوث الفلكية، أنه رأى هلال شهر رمضان في العام قبل الماضى وكان ضمن أفراد الفريق الراصد في أسوان وتحديدا في منطقة توشكى وأن رؤيته حسمت بداية الصوم في هذا العام، موضحًا أن رؤية العين بالاضافة إلى الحسابات الفلكية يحسمان الرؤية‪.‬

ويشير إلى أن مناطق الصعيد والواحات كقنا وأسوان والوادي الجديد تكون أفضل لرؤية الهلال بالعين المجردة وذلك لبعدها عن التلوث حيث تؤثر عدة عوامل في رؤية الهلال، منها عدم وجود تلوث في الهواء وعدم وجود رطوبة وأن أقل مدة لرؤية الهلال تكون دقيقة واحدة، وفي هذه الحالة إذا كانت الحسابات الفلكية تتوافق مع الرؤية بالعين المجردة نعلن بداية الشهر حيث يقول الرسول: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته»‪.‬

ويضيف أحمد رجب الباحث بدار الإفتاء، أن الدار تتلقى نتيجة استطلاع الهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان من اللجان الفلكية الشرعية المنتشرة في المحافظات حيث قامت الدار بتدريب فلكيين شرعيا على ضوابط رؤية الهلال وهم تابعون لمعهد البحوث الفلكية، ومن ثم فإن رؤيتهم موافقة للضوابط الشرعية ويتم الاستئناس بالحسابات الفلكية كذلك.

وفي هيئة المساحة، أكد المهندس مدحت كمال رئيس الهيئة أن مدة ساعات الصيام تختلف خلال شهر رمضان وتقل تدريجيا مع مرور الشهر فنبدأ الصيام وتكون عدد الساعات طويلة ثم تقل تدريجيا بمقدار يتراوح بين دقيقة وحتى ربع الساعة، وان أكثر وقت سنصوم فيه سيكون 15 ساعة وثلاث وخمسين دقيقة، وأقل يوم سنصوم فيه ستبلغ عدد ساعات الصيام 15 ساعة و37 دقيقة وهذا سيكون في أواخر أيام الشهر الكريم.

ولفت إلى أنه لان الحساب الفلكى في تحديد بدايات الشهور الهجرية يمثل عاملا مساعدا للجان الراصدة للأهلة حتى يتحقق حديث النبى «محمد» «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، وتقوم اللجان المنتشرة في المحافظات الست بإبلاغ نتائج الرؤية بعد نهاية الوقت المناسب للرؤية والتى تبنى عليها دار الافتاء المصرية نتيجة إعلان رؤية هلال أول رمضان أو اتمام عدة شعبان 30 يوما.

وأشار إلى ان الهيئة تقوم بإصدار التقويم السنوى الميلادى والهجرى ومواعيد الصلاة وإمساكية شهر رمضان والتى تمثل جهود العاملين من أبنائها تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وتمكينا للمسلمين جميعا من أداء فروض الصلاة في أي مكان واستكمالا للفائدة حرصت الهيئة على أن تكون مقدمة هذا التقويم تشمل المقدمة الفلكية ومقدمة دينية تبين شرحا موجزا للتعريف بالعبادات واحكامها بالإضافة إلى تحديد قبلة الصلاة بالطرق الحسابية، مضيفا إلى استخدام ظاهرة وجود الشمس في اتجاه الكعبة المشرفة في تحديد قبلة الصلاة بدقة دون الاعتماد على الحسابات التقليدية والأجهزة الفنية في تحديد القبلة.

وقال إن الهيئة شكلت لجنة تضم نخبة من العلماء المتخصصين في هذا المجال لحل هذه المشاكل وحتى تكون المعلومات الموجودة بالشكل المناسب وتحقيق الهدف المرجو منها.

وتابع: "يشارك في استطلاع الهلال خبراء الهيئة القومية لعلوم الفضاء عن طريق 4 أقمار صناعية ترسل مباشرة الصورة الجوية والمعلومات الفضائية مباشرة من الأقمار صناعية أوروبية وأمريكية وترسلها إلى المحطة الأرضية للتأكد علميا من ميلاد شهر رمضان الكريم".