زيادة صفقات التسليح ..حق الشهيد ..التصنيع المحلى ..التدريبات العسكرية المشتركة ..
الفريق أول صدقي : حجم التطوير والتحديث في قدرات الجيش خلال ٣ سنوات معجزة
منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1978، ومصر تعتمد على السلاح الأمريكي بشكل كبير لتسليح قواتنا المسلحة إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليبدأ حقبة جديدة من تغيير استراتيجيات التسليح ومنظومة التدريبات داخل الجيش .
الحقيقة أن التغيير لم يبدأ عند توليه رئاسة البلاد في ٨ يونيو ٢٠١٤ ، ولكنه عمل على تنفيذها منذ تعينه وزيرا للدفاع في أغسطس ٢٠١٢ ، وخلال ٤ أعوام فقط حدث التغيير الكبير وهذه السنوات الأربع في عمر بناء الجيوش هي فترة قصيرة جدا .. ورغم ذلك فعلها المصريون وارتفع تصنيف الجيش المصري على المستوى العالمي لأول مرة منذ سنوات ، وبدأت دول كبرى تطلب من مصر أن تشارك معها في تدريبات عسكرية مشتركة لتبادل الخبرات وحرصت الدول العربية أن تشارك مصر معها في مكافحة الإرهاب باليمن من خلال عاصفة الحزم للاستفادة من الخبرات المصرية.
وأشادت دول كثيرة بدور مصر لمكافحة الإرهاب بسيناء ومحاصرته كما اسعد المصريين الرد الحازم على مذبحة الأقباط في ليبيا وهو خير دليل على أن قواتنا المسلحة في أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ كافة المهام والدفاع عن أمن وسلامة الوطن وحماية حدوده الإستراتيجية في الداخل والخارج.
معجزة
الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي أكد خلال حضوره رفع كفاءة وتطوير أخر تشكيلات القوات المسلحة الشهر الماضي أنه خلال الثلاث سنوات الماضية تم رفع الكفاءة القتالية لكافة عناصر القوات المسلحة بشكل غير مسبوق ، مشيرا إلى أن ما حدث من حجم التطوير يعد معجزة من معجزات العصر في تسليح القوات المسلحة، وفقا لخطة التطوير التي بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع.. والتي دعمها الآن بالصفقات التي تم التعاقد عليها خلال الفترة الماضية ، مشدداً في الوقت نفسه على أن خطة تسليح الجيش المصري لا تتوقف أبدا.
وبالتوازي لجهود مواجهة الإرهاب تتصدى قوات الأمن المصرية وقوات حرس الحدود في توجيه ضرباتها القاصمة للعناصر الإجرامية والمهربين وتجار المواد المخدرة التي تستهدف الإضرار بالأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الإستراتيجية .
أهم صفقات التسليح
أهم ما نجح الرئيس فيه خلال العامين الماضين داخل القوات المسلحة هو استمراره في رفع القدرات القتالية للجيش وتسليحه بأحدث معدات القتال لزيادة إمكانيات كافة أفرع القوات المسلحة الرئيسية سواء الجوية أو البحرية أو البرية وإبرام العديد من صفقات السلاح لتنويع مصادر تسليحنا وكان أبرز هذه الصفقات خلال العامين الماضين هو ما انفردت به جريدة الأخبار يوم ٣ يونيو الجاري عن تعاقد مصر للحصول على أول دفعة من صفقة الطائرات الروسية مطلع العام المقبل ٢٠١٧ ، وتشمل ٤٦ مقاتلة ميج ٢٩ و٤٦ هليوكوبتر كاموف-٥٢ ومنظومة الدفاع الجوى اس -٣٠٠ وهي صفقة تعتبر إضافة قوية لقواتنا المسلحة وهي من أحدث أنواع الأسلحة في العالم والتي لم تحصل عليها إلا عدد قليل من دول العالم.
كما تعتبر صفقة مقاتلات الرافال وحاملتي المروحيات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم هي الأبرز في تاريخ تسليح الجيش في العامين الماضيين ، حيث وقعت مصر مع فرنسا، في فبراير ٢٠١٥ صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز "رافال" .. وفي يوليو 2015 تسلمت مصر الفرقاطة البحرية فريم والتي حملت اسم تحيا مصر ، ووصلت الدفعة الأولى والثانية من طائرات الرافال الفرنسية وتضم ٦ مقاتلات حتى الآن ..وتسلمت مصر أيضاً 8 طائرات مقاتلة خفيفة الوزن من نوع "إف ــ 16 ــ بلوك 52" ، من الولايات المتحدة .
وفي أغسطس 2015 تسلمت مصر 5 أبراج أمريكية الصنع لدبابات "ابرامز ام1 ايه1" في القاعدة الجوية بشرق القاهرة، كما أعلنت الولايات المتحدة تسليم مصر 14 برجًا إضافيًّا لدبابات "ام1 ايه1" في وقت لاحق .. كما أهدت روسيا لمصر لنش عسكري من طراز " بي 32 - مولينيا " في نفس الشهر.
وفي أكتوبر 2015 تم توقيع صفقة حاملتي المروحيات "ميسترال"، حيث تعد مصر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، تمتلك حاملات مروحيات.. كما سلمت الولايات المتحدة الأمريكية مصر 4 طائرات مقاتلة من طراز "إف 16".
وفي ديسمبر 2015 تم الاحتفال بتسليم أول غواصة مصرية حديثة من طراز" 209/1400 " والتي تم بناؤها بترسانة شركة "تيسين جروب" الألمانية، والتي تعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدرتها علي حماية الأمن القومي المصري ، ومواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التي تمس أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية المصرية.
وفي إبريل 2016 احتفلت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية بقطع أول لوح معدني لتصنيع أول سفينة حربية من طراز GOWIND في جمهورية مصر العربية، لتكون المرة الأولى التي تقوم فيها الشركة ببناء وحدة حربية كبرى ذات تكنولوجيا عالية في مصر والشرق الأوسط ، ويأتي هذا الحدث كأول خطوة في بدأ تصنيع أول 3 سفن حربية من طراز GOWIND بشركة ترسانة الإسكندرية طبقاً للعقد الذي تم إبرامه مع الجانب الفرنسي في 2015.
كما قامت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية بتدشين القاطرة "إسكندرية 6 " من طراز "تركتورز " وتتميز القاطرة بقدرات عالية في مساعدة القطع البحرية بقوة شد تبلغ 40 طنا.
مكافحة الإرهاب وحق الشهيد
ولا تتوقف معجزة تطوير القوات المسلحة على صفقات التسليح التي حصلت عليها وإنما نجاحه باقتدار مصر مخاطر جمة إقليميا ودوليا وداخليا .. ففي الداخل، لا تزال مصر تواجه حربا شرسة مع الإرهاب، الذي انزوى بشكل واضح في مثلث ضيق بمنطقة العريش – رفح – الشيخ زويد ، ونجحت قواتنا في مراحل العملية العسكرية حق الشهيد الثلاثة التي بدأت منذ عامين تقريبا في إحكام قبضتها على الإرهاب في سيناء وحصاره في منطقة محددة ومنعت انتشاره وتوسعه رغم حجم الأنفاق والأسلحة التي يتم إمداد العناصر الإرهابية ونجح ضباط وجنود القوات المسلحة في الثأر من هؤلاء المجرمين ولا تزال نجاحات القوات المسلحة مستمرة حتى استعادة حق كل شهداء الوطن.. وقد جاء قيام الرئيس السيسي بتوحيد قيادة منطقة شرق القناة بقيادة الفريق أسامة عسكر دورا كبيرا في تكثيف جهود الجيشين الثاني والثالث لمواجهة هذا الإرهاب ..وأسفر عن هذا القرار عن تحقيق نتائج جيدة على الأرض خاصة في مواجهة تحركات جماعات الظلام ومواجهة عمليات الغدر التي تقلصت خلال الفترة الماضية وسقط منهم الكثير وخسروا الكثير من مخازن السلاح والذخيرة ووسائل الدعم بها .
وعلى الحدود أيضا يقوم رجال حرس الحدود بضبط أطنان من المخدرات والأسلحة والذخائر كانت من الممكن أن تودي بالوطن إلى التهلكة لو نجحت تلك العناصر في إدخالها ..وبذلك أصبح ما لا شك فيه أن ما حدث من حجم التطوير يعد معجزة من معجزات العصر في تسليح القوات المسلحة.
التصنيع المحلي
ولم يتوقف جهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد اتفاقيات تسليح مع الدول الأوربية والغربية ، بل فطن منذ البداية إلى ضرورة وأهمية التصنيع المحلى للأسلحة والمعدات وتطوير ما لدينا وظهر ذلك جليا عندما قام خلال العامين الماضين بتفقد العديد من أعمال تطوير عدد من مصانع القوات المسلحة لإنتاج أحدث أنواع السيارات والمركبات والعربات المدرعة وناقلات الدبابات وقطع الغيار التي تستخدم في تصنيع المركبات بمختلف أنواعها وأعمال التطوير التي تضم مصانع الأجزاء غير المعدنية ومصنع الفوم ومصنع قطع وتشكيل المعادن ومصنع المركبات المدرعة ومصنع إنتاج المقطورات ومصنع الشكمان والراديتاير ومصنع البطاريات والتي روعي في إنشائها تطبيق أرقي مستويات الجودة القياسية.
وأخيرا يبدو جليا أن الرئيس السيسي عمل بكل جهده خلال ٧٣٠ يوما من العمل الرئاسي على تغيير استراتيجيات التسليح وعدم خضوعنا للسيطرة الأمريكية أو لأي دولة وأسلحتها ، بل عمل بكل جهد وفق فلسفه تنويع مصادر السلاح المصرية وأينما توجد مصالحنا، تتوجه علاقاتنا.. هذا هو جوهر استقلال الإرادة المصرية .. والقرار المصري بعد 30 يونيو أصبح جليا أنه لا يطرق أبواب استئذان فلا يتم النظر لأسماء مصدري السلاح بل إلى الاحتياجات المصرية وتحاول توفيرها وبأرقى الإمكانيات.