«سيوة».. سنة أولى تنميــــــة مصانع للملح والتمور.. محطتان للكهرباء.. ازدواج طريق مطـــــــــــروح.. وبناء ٥ مدارس

رغم المشكلات العديدة.. ونقص الخدمات.. تعيش «واحة سيوة».. كنز مصر المدفون بالصحراء الغربية سنة أولى تنمية.. بدأت ملامحها تظهر على السطح فى طرق جديدة.. ووضع حجر الأساس لـ ٥ مدارس.. وإقامة مصنع للتمور وآخر للملح.. وإنشاء محطتين للكهرباء.. ومشروع كورى لمعالجة مياه الصرف.. وعودة الحياة لمشروع الصرف الصحى الذى توقف منذ عام ٢٠٠٢.
«الأخبار» تجولت فى الواحة والتقت مع أهاليها.. واستمعت الى شكواهم من نقص للمياه وكيف حرقت ملوحة الآبار المحاصيل وتسببت فى بوار ٣ آلاف فدان وأن مشكلة البطالة بعد توقف السياحة أصبحت أم المشاكل.


فى البداية تحدث الشيخ بلال جبريل عبد الله «عضو مجلس الشعب السابق واحد عقلاء قبيلة الحمودات» عن وضع السياحة قائلا: السياحة الخارجية فى معظم دول العالم تمر بأزمات بسبب الإرهاب ولكن فى الوقت الراهن سيوة محظوظة فى هذه السنوات الأخيرة فهى دائما ماتذكر فى الإعلام كما ان الرئيس دائما ما يذكرها بالإضافة الى اختيار المحافظ الأمثل مما وضعنا على الخريطة التنموية فى مصر بشكل خاص ومحافظة مطروح بشكل عام.

ويضيف جبريل: جلست مع الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع وطلبت منه بعض المطالب لواحة سيوة، وبالفعل تحققت بشكل فورى، من مصنع ملح كبير يليق بسيوة بالإضافة الى حل ازمة تسويق الزيتون فى تلك الفترة، فقد اعطى اوامره بأخذ 850 طن زيتون من الواحة للقوات المسلحة، وعن الجانب الدعائى والتسويقى للمعالم الاثرية لواحة سيوة اكد جبريل ان هناك نقصا فى الجانب التسويقى والدعائى لسيوة، وهو الامر الذى يتطلب تضافر كل الجهود من قبل الحكومة والمجتمع المدنى والجمعيات حتى نعطى سيوة حقها فنحن لدينا مصنع بلح يعد الأكبر فى الواحة، وسيتم الإعلان عن فتحه خلال الشهور القليلة القادمة مضيفا بأن سيوة لديها استقرار ليس موجودا فى اى دولة من دول العالم ،فقبل ذلك كانت سيوة لاينقطع عنها السياح اما الآن فتأتى على استحياء ولكن السبب فى ذلك عوامل كثيرة منها الإعلام وغياب المجتمع المدنى.
واشار عضو مجلس الشعب السابق بأن تكاتف الجميع لن تكون هناك مشاكل ولكننا نحب الكلام كثيرا ولا نعمل فعلى سبيل المثال السوريون حينما قدموا الى مصر رغم الحرب هناك الا انه اثبت كفاءة فى العمل واجتاحوا محافظة مطروح فى شتى المجالات، لذلك يجب على الشباب ان يفيقوا فالدولة لن تفعل لك كل شىء، وعن السلبيات الموجودة فى المجتمع السيوى اكد بلال ان التروسيكل المنتشر فى الواحة شىء سلبى بالفعل مثله مثل التوك توك فى القاهرة، اما عربات الكارو المنتشرة فى الواحة فهى لاتشوه المنظر الجمالى مثل التروسيكل ولكنها تعتبر عادة من عادات المجتمع السيوى ومنظر من مناظر الجذب للحياة داخل سيوة.
طريق الموت
وأوضح جبريل بأنه فى الآونة الأخيرة هناك عمل فى محافظة مطروح سنربح منه بشكل كبير خلال الفترة القادمة من مصانع المياه والطرق الجديدة مثل طريق جغبوب وطريق الواحات ومصنع التمور ب6 خطوط انتاج والكهرباء حيث تم دخول محطتين كهرباء الى الخدمة ولكن هناك بعض السلبيات مثل الطريق الرابط بين مطروح وسيوة فاول 70 كيلو من الطريق تعانى من الاهمال حيث ان الطريق غير ممهد خاصة وانه الطريق الوحيد المؤدى لواحة سيوة وعليه ضغط كبير، وفى شهر يوليو القادم سيتم البدء فى ترميمه كما سيتم ازدواجه وفقا لتعليمات المحافظ.
واكد جبريل ان سيوة ستأخذ نصيب الأسد فى الفترة القادمة فأنا كعضو مجلس شعب سابق وبالتعاون مع الاهالى رفضنا عمل طبقة الاسفلت للطريق المؤدى لسيوة والطرق الداخلية، واشترط اصلاح الطرق بدخول شبكة الصرف الصحى اولا الى الواحة، فمشروع الصرف الصحى كان من المفترض ان يتم البدء فى انشاء الشبكة عام 2002 وان يتم الانتهاء منها عام 2008، وحتى الان لم يتم بناء سوى 27 % من الشبكة.. واوضح جبريل انه تم رصد 250 مليون جنيه مؤخرا من محافظة مرسى مطروح لاستكمال شبكة الصرف، ويتضمن استكمال المشروع استغلال مياه الصرف ومعالجتها بالتعاون مع خبراء كوريين.
وعن امنيات المجتمع السيوى اكد بلال جبريل بانه يتمنى تمكين الشباب فى المراكز القيادية، كما ينبغى على الشباب العمل ثم العمل وعدم التحدث فقط فنحن دائما نعلق شماعة الفشل على الآخرين فسيوة اخذت اهتمام القيادة السياسية فنحن هذا العام قمنا بالحصول على الموافقة على بناء 5 مدارس ووضع المحافظ حجر الأساس لها.
ويرى الشيخ حمزة منصور «رئيس المجلس المحلى السابق بسيوة وعضو اللجنة الدائمة لإدارة المياه» ان هناك مشكلة فى سيوة هى الاكبر على الاطلاق فى المجتمع السيوى وتمثل ازمة كبيرة، وهذه المشكلة هى الصرف الزراعى موضحا ان ازمة الصرف الزراعى مشكلة حقيقية لم تحل حتى الآن، فكانت الزراعات فى البداية محدودة والبرك محدودة وهى الاماكن التى يتم فيها تجميع مياه الصرف الزراعى حتى جاءت فترة السبعينات وفكرة الخباط وهى زيادة مساحة الزراعات والآبار الأهلية التى حفرت بأيدى الأهالى التى ورثوها من ابائهم واجدادهم حتى زادت الآبار بشكل كبير الى ان تدخلت الدولة وقالت انها ستلغى الآبار الأهلية وستقوم بحفر ابار تابعة للدولة.
من هنا بدأت ازمة الصرف الزراعى تطفو الى السطح كما يقول منصور مضيفا انه مع حفر الابار الجديدة بدأت المياه المتدفقة فى الزيادة عن معدلها الطبيعى فى الوقت ذاته البحيرات والبرك التى تستقبل مياه الصرف مساحاتها محدودة، ومع زيادة مياه الرى اصبحت تلك البرك او البحيرات عاجزة عن استقبال مياه الصرف الزراعى لدرجة جعلت مياه الصرف تعود مرة اخرى الى الاراضى الزراعية.
اختفاء محاصيل
ويستطرد منصور قائلا: عرضنا المشكلة على الرئيس الاسبق مبارك وقتها وطلبنا نقل المياه الزائدة فى البحيرات والبرك الى مسار او واد آخر، وهذا سيتطلب تكلفة كبيرة مما جعل الدولة ترفض هذا الاقتراح مقترحة حل التبخير عن طريق حصر المياه فى البركة وتبخيرها بمفردها.. واضاف باننا اعترفنا بالتخصص وكان هناك جهودا مبذولة فبدأوا بعمل نظام لغلق الآبار بعد فشل نظام التبخير وجلسنا كشيوخ قبائل ومجلس المحلى للمدينة وقررنا ردم الآبار الزائدة وتكاتف شيوخ قبائل سيوة وبعض المسئولين وقمنا بحصر جميع الآبار لتحجيم هذه الآبار وجاءت بنتائج ممتازة ولكن فوجئنا بمشكلة اخرى.
فكما يؤكد عضو لجنة ادارة المياه بانه خلال العامين الماضيين فوجئنا بأن الآبار التى حفرتها وزارة الرى بدأت بالتملح وعددها37 بئرا وجفت بعض المزارع بسبب ملوحة المياه وجفاف بعض الآبار ، مؤكدا ان هذه الأزمة تسببت فى بوار 3 الاف فدان كما خفضت من انتاجية المحاصيل وترتب عليها ايضا ان هناك محاصيل لم تعد موجودة وكانت تشتهر بها واحة سيوة مثل البرقوق والعنب والمشمش بالإضافة الى قلة انتاجية البلح والزيتون وذلك بسبب تعفن جذور النباتات وهذا ينذر بكارثة.
وعن سبب ملوحة مياه الآبار يؤكد منصور ان وزارة الرى حفرت الآبار على اعماق كبيرة للغاية مما تسبب فى ملوحة المياه والتى ادت الى حرق وموت المحاصيل وأشجار الزيتون.
ويشير منصور ان هناك حلقة مفقودة داخل وزارة الرى لحل الازمة، فحاليا الازمة تديرها جهتان هما ادارتا الصرف والرى فى وزارة الرى، وكل جهة تتبرأ من عملها متسائلا: لماذا لا يتم توحيد الإدارتين ويتم توحيد الإختصاص كما نأمل فى مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى سيتم تنفيذ جزء منه على مقربة من الواحة ان يتم خلط المياه الزائدة بالابار الجيدة التى سيتم حفرها من اجل المشروع وبذلك نقلل من مشكلة المياه الزائدة.
واضاف منصور بأنه مع استقرار الأوضاع الأمنية سينعكس الوضع تماما، فهناك وصلة ستربط بين الواحة وليبيا وهناك وصلة ثانية من سيوة الى العلمين كما هناك طريق آخر يتم انشاؤه حاليا بين سيوة والواحات وسيتم الانتهاء منه خلال الِشهور القليلة القادمة وكل ذلك سيحيى الأرض الزراعية وسيعطى فرص عمل للشباب وسينقل مجتمعات اخرى الى سيوة واتمنى كرسى لسيوة فى مجلس النواب فنحن مركز بعيد كل البعد عن محافظة مطروح بالإضافة الى اننا لنا خصوصية وعادات وتقاليد خاصة ومختلفة تماما عن مطروح بالإضافة الى بعد المسافة بين سيوة ومطروح.. ويشكو الباش محمد الباش 40 سنة انه يعانى من مشكلة نقص مياه الشرب داخل واحة سيوة فعلى حسب قوله «الميه بتيجى يوم وبتقطع يوم وعندما اشتكينا للمسئولين ردوا وقالوا سيتم انشاء خط 20 بوصة لان الخط الحالى سمكه 8 بوصة».. أما عيد اسماعيل 62 سنة احد السيويين يتحدث قائلا: اعانى من البطالة وعدم توافر العمل، فبعد توقف السياحة منذ 7 سنوات انخفضت الايدى العاملة فى الواحة مشيرا انه لا يمتلك اية اراض زراعية ويبحث عن عمل من اجل توفير العيش.
زراعى وصحى
اما حنان سعد بائعة خضار بواحة سيوة فأوضحت انها جاءت من محافظة سوهاج وتزوجت فى سيوة وهى تعانى من مشكلة الصرف الصحى حيث انها تعتمد على الطرنشات ولا تواجد لشبكة الصرف الصحى فى الواحة كما انها تتمنى التعيين فى مستشفى سيوة المركزى حيث انها تعمل بعقد منذ 11 عاما موضحة ان هناك اشخاصا فى المستشفي تم تثبيتهم.
ويتفق معها على حماد فى مشكلة الصرف الصحى قائلا: مشكلة الصرف الصحى من اكبر المشاكل التى تواجه اهل سيوة، فقد اعلنت الحكومة فى العقد الاول من الالفية الجيدة عن نيتها لادخال الصرف الى الواحة وحتى الآن لم يتم تنفيذ المشروع، وتوقفت المعدات عن العمل.. اما أحمد محمد على 29 سنة ويعمل بأحد مصانع المياه فى الواحة فيرى ان المشكلة الاكبر التى تواجه الواحة هى الصرف الزراعى، فمعظم الفلاحين من اهل الواحة يعانون من النتائج السلبية لهذه المشكلة والتى انعكست على الاراضى.