قضايا ايجابية وسلبية وأحداث صادمة هزت المجتمع في الشهور الماضية ما بين صعود تمثيل المرأة في مجلس النواب إلى 89 عضوة واقتراب انتخابات المحليات التي خصص فيها الدستور ربع المقاعد للمرأة وربع للشباب والشابات وبدأت الاستعدادات لخوضها، وأحداث صادمة مثل حادث سيدة المنيا ووفاة فتاة أثناء عملية ختان وغيرها من القضايا المهمة ناقشناها مع نهاد أبو القمصان المحامية ورئيسة المركز المصري لحقوق المرأة التي تنادى بتطبيق القانون بصرامة حتى نعالج الظواهر السلبية وتنادى بزيادة عدد الوزيرات وبتولي المرأة منصب المحافظ وغيرها من الآراء في الحوار التالي:

لماذا كان حادث سيدة المنيا وقعة صارما وعنيفا علينا جميعا؟!

الحادث صادم لاننا امضينا فترة طويلة فى العمل على قضية التسامح والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتصورنا انها فى طريقها للانتهاء كما ان المرأة لها حرمة فى الصعيد وفى كل مكان فى مصر وهى جريمة تقشعر لها الابدان لأن سيدة مصونة فى بيتها تفاجأ بهذا التعامل الوحشى فهى بحاجة لكل الدعم الانسانى والنفسى ولكن لابد من مواجهة قانونية بمنتهى الحسم ثم نشر ثقافة التسامح والتعليم وتهدئة وترضية الناس ونلاحظ فى قضية المنيا أن السيدة التى يشوه زوجها سمعتها ظاهرة نراها كمحامين فى جميع انحاء الجمهورية بمجرد ان تعرب الزوجة عن رغبتها فى الطلاق فأول وسيلة لابتزازها هى الطعن فى السمعة والشرف مثل حالة المنيا وهو تطور اجتماعى خطير ولابد ان يدرسه علماء الاجتماع ويحللوا اسباب اختفاء النخوة والرجولة.. وكيف لا يفكر الزوج فى انها عرضه وان بينهما ميثاقا غليظا ولا يخاف على سمعة أولاده وابنته التى ظهرت فى فيديو تسب امها وهى موجودة لدى عائلة الاب وتحت ضغط.. لهذا اطالب الشرطة بتسليم البنت لأمها حتى لا يقوموا بغسل مخها وفى قانون العقوبات هى قضية سب وقذف والحبس فيها وجوبى لأنها مقترنة بسب العائلات وشرفها ولابد ان تواجه بحسم لأن قذف المحصنات له شروط والموضوع فى يد القضاء الذى سيجمع الفيديوهات التى صورت وعلماء النفس والاجتماع لأن هناك شهودا غيروا اقوالهم نتيجة الضغط واتمنى ان تكون التحقيقات غير تقليدية وان تجمع كل ما يمكن من أدلة لانها قضية خطيرة ولابد من اعتبار الافادة الاولى للشهود لهذا نحتاج لمحققين على درجة من الكفاءة والذكاء والتعامل معها كقضية صدمت المجتمع كله.
فتاة الختان
حادث وفاة فتاة نتيجة للختان كان صادما أيضا للمجتمع..
قادت الصحف حملة مهمة عام 2008 عندما ماتت الطفلة بدور نتيجة للختان ونجحنا فى تجريم الختان بشكل رسمى لأن بعض الناس كانت تعتبرها احتفالية وتصوروا انها صيانة للبنات فلما اكتشفوا ضرره وانه مجرم بدأ يقل ولكن بعد صعود الاسلام السياسى واستهدافهم للبنات واقتراح تزويج الفتيات فى سن 8 أو 9 سنوات وعدم مراعاة حرمة الطفولة فعملوا قوافل طبية من اطباء معدومى الضمير لتنزل القرى وتختن البنات لإعطائه صبغة دينية بالتدليس على الناس بظاهرة اسميناها تطبيب الختان باستبدال الداية بالطبيب حتى يسيطر على مضاعفات عملية الختان وهو يعلم انه يرتكب جريمة فى السر وانها تعرض الفتاة للخطورة وأرى ان الحل الرادع هو تنفيذ القانون وانبه إلى ان المحكمة حكمت على طبيب العام الماضى بسنتين سجنا لهذه الجريمة ولم يتم التنفيذ وقيل ان الشرطة لم تستدل على عنوانه وهو امر صعب التصديق لأن بعض وكالات الانباء اجرت لقاءات معه فالتنفيذ يعكس فكرة الجدية والردع فالطبيب اعتبرها عملية سهلة ومربحة على حساب تدمير حياة انسان ولو وجد انه سيفقد ترخيص المهنة ويضيع مستقبله سيخاف على تدمير حياته فالقانون الرادع أهم مع رفع وعى المجتمع لأن التيارات المتشددة تأثيرها مخرب.

كيف تقيمين وضع المرأة المصرية بعد خمس سنوات من ثورة يناير؟
ثورة يناير كسرت كل القيود التى كانت تقيد المرأة وتحد من خروجها للمجال العام، فنزول النساء الميادين واقامتهن على مدار 18 يوما كسر افكارا عدة كانت تتمسك بها أسر الفتيات والنساء، وبالرغم من ذلك فإن الارادة السياسية ما زالت لا ترى المرأة فمثلا من بين 34 وزير يشكلون الحكومة الحالية ليس هناك سوى 3 وزيرات فقط كما أن حركة تغيير المحافظين فى فبراير2015 لبعض المحافظات خلت من تعيين النساء فى منصب المحافظ. والمفروض ألا تقل عن 30 % نجد الحكومة تكتفى بتعيين 3 نائبات محافظ لثلاث محافظات فقط وهي القاهرة والجيزة والاسكندرية فقط بنسبة 17٫6% وعلى المستوى العام لكل المحافظات تصل النسبة إلى 11%.

قضايا الأسرة
حصول المرأة على 89 مقعد فى مجلس النواب لأول مرة هل سيكون فى صالح قضايا الأسرة والمرأة؟

لأول مرة فى تاريخ الحياة البرلمانية تصل 89 نائبة إلى البرلمان فمنذ ان حصلت المرأة على حقها السياسى فى الترشح والانتخاب عام 1956 لم تزد نسبة تمثيل المرأة عن 2% باستثناء الفترات التى طبقت فيها الكوتة - 1979-1984-2010- لكن بالرغم من هذه الخطوة الهامة إلا أن هناك تراجعا بشكل عام حيث تأتى مصر ضمن أسوأ 10 دول فى مجال المساواة بين الجنسين طبقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى عن عام 2015 و يعد ذلك مؤشرا خطيرا ومثيرا للقلق. فقد تراجع مركز مصر بين الدول عن عام 2014 حيث أحتلت مصر المركز 136 من بين 142 دولة لعام 2015، فى حين احتلت المركز 129 من بين 142 دولة على مستوى العالم وفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر لعام 2014 ويعد ذلك تراجعا واضحا وعلى مستوى التمكين السياسى للمرأة قد تراجعت من المركز 134 عام 2014 إلى المركز 136 من بين 142 دولة على مستوى العالم. وشهد المستوى الاقتصادى تراجعا أيضا من حيث إتاحة الفرص والمشاركة الاقتصادية، فقد احتلت مصر المركز الـ 135 على مستوى العالم، وكذلك احتلت المركز 139 من بين 142 دولة من حيث مشاركة النساء فى القوى العاملة، وفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى لعام 2015.بينما خلال عام 2014 احتلت مصر المركز 129 من بين 142 دولة على مستوى العالم فى المشاركة الاقتصادية وإتاحة الفرص واحتلت المركز 136 من حيث مشاركة النساء فى القوى العاملة، وفق نفس التقرير.

ما ملاحظاتك على أداء النائبات فى البرلمان خلال الفترة السابقة؟
لكى نقيم أداء شخص ما فى أى مجال فلابد ان يمر وقت طويل على عمله ومعظم الفترة السابقة كانت جلسات اجرائية وابداء الرأى على القوانين التى تم صدورها فى فترة غياب البرلمان، لكن بشكل عام اداء النائبات جيد ودائما هناك سعى لديهن لتحسين مهاراتهن من خلال الدورات التدريبية

كوتة المحليات
انتخابات المحليات التى تخصص فيها 25% من المقاعد للمرأة هل تتوقعين ان تكون خطوة فعالة لتدريب النساء على العمل السياسى الميداني؟

بالطبع، فلأول مرة يضع الدستور كوتة للنساء داخل المجالس المحلية، والمتتبع للمجالس المحلية يدرك ان نسبة التمثيل النسائى بها دائما ما تتسم بالضآلة فآخر انتخابات مجلس محلى عام 2008 كانت نسبة تمثيل النساء بها 5% فقط، لذلك فنسبة 25% من المقاعد للمرأة بجانب 25% من المقاعد للشباب والتى بالطبع ستضم شابات ايضا هى مكتسب كبير للمرأة والشابات لدخول المعترك السياسى من أكبر أبوابه، أو بمعنى ادق- المطبخ السياسي- لذلك ادعو كل النساء والشابات لخوض تلك المعركة لأنها جديرة بخوضها فالنساء اكثر التصاقا بمشكلات المجتمع ووجودهن فى المجالس المحلية يعمل على تحسين نوعية وجودة الخدمات المقدمة.

هل بدأ المركز المصرى لحقوق المرأة فى عقد ندوات حول المرأة فى المحليات؟
نعم والندوة الاخيرة حضرها د.أحمد زكى بدر وزير الحكم المحلى ود. مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة وبعض البرلمانيات لمناقشة دور المجالس المحلية لان الدستور اعطى اهتماما اكبر بالمجالس المحلية على مستويين الأول: الاختصاصات للانتقال من المركزية إلى اللامركزية والحق فى محاسبة المسئولين وسحب الثقة منهم إلى حد اقالة المحافظ اذا كان اداؤه ضعيفا وهى مسئولية كبيرة وتحتاج كفاءة عالية كما استدعى الفئات التى كان يتم اقصاؤها للمشاركة وهم المرأة والشباب وكذب شائعات تأجيل الانتخابات وعدم وجود رغبة سياسية فى تشكيل المجالس المحلية بدليل ان الحكومة قدمت مشروع قانون وحدث حوله تفاعل مجتمعى والمؤتمر يطرح رؤية المرأة المصرية من خلال التعاون لأول مرة بين المركز المصرى لحقوق المرأة كجهة اهلية والمجلس القومى للمرأة كجهة حكومية لطرح رؤيتنا فى القانون ولتدريب المرشحات.

قانون الجمعيات
بحكم خبرتك فى العمل الأهلى ما ملاحظاتك على قانون الجمعيات الأهلية؟

الجمعيات الأهلية تلعب دورا مهما فى التنمية الاقتصادية والتطور الديمقراطى والحقوقي، وهناك 3 أنواع من الجمعيات الأهلية وهى الجمعيات الخيرية التى تقدم الخدمات للمواطنين وهناك الجمعيات التنموية التى تساعد الشخص العاطل على تعلم حرفة أو بدء مشروع ولو صغيرا، والجمعيات الدفاعية والحقوقية التى تعلم المواطنين حقوقهم وكيفية المطالبة بها فى شكل مشروع، لكن الجمعيات ظلت فى أغلبها تعمل على المستوى الخيرى الذى ينشر ثقافة التسول بدلاً من ثقافة الكد والعمل، وساهمت فى تراجع دور الجمعيات المحلية بدلاً من تطورها. فى الواقع، الحديث عن نمو وتطور الجمعيات الأهلية يرتبط بعدة أمور من أهمها: الارتباط بين الديمقراطية والحريات فكلما اتسع الهامش الديمقراطى، برز دور هذه الجمعيات الأهلية بشكل أكبر على المستوى التنموى حيث تتيح لها الدولة المجال للمشاركة بالرأى والخبرة فى التخطيط ومراقبة التنفيذ ويصبح صوت الجمعيات مسموعاً ومؤثراً فى إرساء قواعد الشفافية ومحاربة الفساد. وطبيعة القوانين الحاكمة للقطاع غير الربحى والمنظمات غير الربحية عامة، فكلما كانت تلك القوانين أكثر تفهماً وتعطى هامشاً أكبر من الاستقلالية للجمعيات نمت المنظمات الدفاعية، لكن القوانين فى مصر تقيد دور الجمعيات بصورة كبيرة وتعطى مجالاً واسعاً لموظفى إدارات الشئون الاجتماعية فى التحكم فى الجمعيات تبعاً لقواعد البيروقراطية أحياناً أو التشكيك فى الجمعيات أو قناعة الموظف الذى قد يرى أعمال جمعية إرهابية أنها دعوية ويرى أعمال جمعية حقوقية أنها تجسسية فضلاً عن معايير شخصية متعددة. كما ان الارتباط بين التغيير فى السياسات العامة أو التشريعات أو الرأى العام وبين الجمعيات الأهلية، فكلما كان هناك رأى عام فاعل وحكومة تحترم توجهات الرأى العام وتعمل على الاستجابة لمطالبه، زادت فعالية وأهمية المنظمات الأهلية. ولكن البيئة التى تعمل فيها الجمعيات الأهلية على مستوى نصوص القانون أو التطبيق لا تسهم فى نمو وتطور الجمعيات والقائمون على تنفيذ القانون يقف فهمهم لدور الجمعيات عند عشرينيات القرن الماضى عندما كان دورها يقف عند حدود إطعام الأفواه الجائعة حيث وضع القانون قيوداً شديدة على عمل الجمعيات منها: عدم تسهيل إجراءات إنشاء وتسجيل الجمعيات من خلال فرض كثير من القيود على تأسيس الجمعيات وكثرة الشروط والبنود التى يستلزمها التأسيس والتسجيل. وبعضها مخالف لمفهوم حرية العمل التطوعى كما تم التوسع فى صلاحيات الموظفين التابعين لإدارات الشئون الاجتماعية حتى اعتقدوا أن العاملين بالجمعيات موظفون لديهم، عليهم تقديم تقارير حول كل صغيرة وكبيرة أشبه بتقرير شهرى.

الأحوال الشخصية
تعديل قانون الاحوال الشخصية كيف يكون لصالح الاسرة خاصة الأم والاطفال؟

تعديل قانون الاحوال الشخصية يكون لصالح الاسرة والاطفال عندما يتم بشكل موضوعى ويحافظ على الاطفال نتاج الزواج فى المقام الاول ليخدم كل الأطراف، وقد انتهى المركز المصرى لحقوق المرأة من مقترح لمشروع قانون للاحوال الشخصية بعد العمل عليه لمدة سنتين ومقابلة عدد كبير من رجال الدين والقانون وقراءة نصوص قانون الاحوال الشخصية لعدة بلدان عربية، وعلى سبيل المثال فالقانون الحالى يضع الاب فى الحضانة رقم 4 بينما مقترح القانون يرى ان الاب لابد ان يأتى ترتيبه فى الحضانة بعد الام مباشرة بدلا من جدته، كما ان من حق الاب استضافة ابنائه لكن بعد وضع ضمانات بعدم خطف الاطفال من الأم الحاضنة.

ظاهرة التحرش بالنساء ما دور الجمعيات الاهلية فى التصدى لها؟
يعد المركز المصرى لحقوق المرأة من أوائل المراكز الحقوقية التى كسرت تابوه عدم الحديث عن التحرش الجنسي، ففى عام 2005 تلقى المركز حوالى 100 شكوى من سيدات بتعرضهن لمضايقات فى الشارع واماكن العمل ومنها انطلق المركز فى دراسة مستفضية عن التحرش الجنسى على عينة قوامها 2800 من النساء والرجال عام 2008 لنخرج بنتيجة ان 82% من العينة من النساء يتعرضن للتحرش الجنسى وان 62% من العينة من الرجال قاموا بفعل التحرش الجنسى ضد النساء، وفجرنا الحديث عن قنبلة موقوتة تسمى التحرش الجنسى فى فترة كنا نتهم فيها بأننا نسيء لسمعة مصر واننا مجتمع متدين وما هى إلا حالات فردية لا ترقى لحد الظاهرة، لكن نتائج الدراسة الميدانية بجانب حادثة التحرش الشهيرة التى تعرضت لها الفتيات فى عيد الفطر من تحرش جماعى أمام احدى دور السينما فى العيد أكد على مصداقية ان التحرش الجنسى ظاهرة وليس حوادث فردية، وقد قدم المركز المصرى مقترح قانون لمواجهة التحرش الجنسى حيث ان القانون لم يكن يدرج فيه لفظ التحرش وبالتالى كانت هناك اشكالية كبيرة إذا ما لجأت احدى ضحايا التحرش لتحرير محضر بتعرضها للتحرش وتم اقرار قانون التحرش عام 2014. بجانب المبادرات التى نشهدها عبر السنتين الماضيتين لتكوين فرق فى الشارع لانقاذ أى فتاة تتعرض للتحرش خاصة فى المناسبات مثل الاعياد.

تغيرت النظرة
هل تطورت نظرة المجتمع للمرأة بعد تضحياتها فى ثورتى يناير ويونيو؟

بالطبع تغيرت النظرة للمرأة للافضل ووجدوا انهن اقدر على تحمل المسئولية، فالمرأة التى اسقطت حكم مبارك وحكم الاخوان قادرة على تحمل مسئولية أى منصب تكون فيه وليس ادل على ذلك من نجاح 19 نائبة على المقاعد الفردية فى انتخابات مجلس النواب، فالمتابع لانتخابات البرلمان يجد ان المقاعد الفردية دائما تشكل عائقا امام النساء حيث لا تحصد اصواتا كافية لفوزها فى المعركة الانتخابية، لكن انتخابات برلمان 2015 شهدت ارتفاع التصويت للنساء على المقاعد الفردىة وجزء من هذا التصويت هو تطور نظرة المجتمع ككل للمرأة ولقدرتها على العمل من أجل الجميع.

كيف يمكن تغيير الصورة النمطية السلبية للمرأة التى تقدمها الاعلانات والدراما والسينما؟
سيتم تغيير تلك الصورة عندما يكون للمؤلفين والمخرجين رؤية حقوقية بجانب رؤيتهم حول اهمية النجاح والربح، ففى مقارنة بسيطة من يتذكر فيلم «مراتى مدير عام» والذى كان من انتاج 1966 تخطى فى نقاشاته فكرة عمل المرأة انما نظر لعمل المرأة على انه مبدأ حقوقى مسلم به وناقش فكرة ان تكون الزوجة مديرة على زوجها وانتهى الفيلم بقبول الزوج والمجتمع تلك الفكرة، فى حين ان فيلم تيمور وشفيقة والذى كان انتاج 2007 طوال الفليم يناقش فكرة عمل المرأة وكيف ان الرجل لا يتقبل ان من سيتزوجها ستكون وزيرة، وكأننا نرجع بالزمن اكثر من 100 سنة!

عضويتك بالمجلس الاستشارى للأمم المتحدة للمرأة متى بدأت؟

المجلس الاستشارى للامم المتحدة للمرأة يضم 3 مستويات المستوى العالمى 30 سيدة من كل دول العالم ومستوى اقليمى يضم 9 اقاليم ومستوى محلى وانا كنت عضوا بالمجلس الاستشارى العالمى منذ انشائه 2012 وحتى 2015 وتم انتخابى عضوة فى مكتب النوع والتنمية بالبنك الدولى وهى لجنة عالمية تضم وزراء مالية للدول الكبرى مع 3 ممثلين فقط من المجتمع المدنى فى العالم و3 ممثلين لشركات كبرى بالعالم بالاختيار وكنت المرأة العربية الوحيدة التى تجمع بين عضوية ارفع لجنتين فى العالم لقضايا المرأة.وكنت قناة اتصال بين بلدى والعالم بهدف تصحيح معلومات خاطئة وشرح الظروف ونقل الخبرات الناجحة فنرى مشكلاتنا فى حجمها الحقيقى دون تهويل ولا تهوين فأصبحت انادى بتمصير التجربة ولكى توضع فى اطارنا الثقافى وفى اجتماعات البنك الدولى للاسف وجدت وفودا رسمية حكومية المفروض ان تمثل مصر فى المؤتمرات العالمية ولكنها لا تشترك فى المناقشات أو لا تحضر وكنت غير جاهزة للرد لانى لا املك المعلومات والاحصائيات الصحيحة للرد وهذا يحزننى كثيرا.

ذكريات رمضان

ماذكرياتك عن رمضان؟

اتذكر وانا طالبة بالجامعة كان رمضان يأتى وقت الامتحانات ولم اعتبره فرصة للهروب بالعكس لابد من المذاكرة ولا توجد فرصة للهروب فاكتشفت الميزة الاضافية اننا نلزم انفسنا اكثر لاننا محاصرون بدون حجج ترك المذاكرة يمكن كنت محظوظة برمضان فى امتحانات الجامعة فى كلية الحقوق وهى صعبة وكنت احصل على تقدير فتعلمت ان افضل شهر منتج هو رمضان فطقوسى ان انهى أى أعمال مهمة فى نهار رمضان ولابد ان اضع له خطة.

وكيف يؤثر رمضان عليك كامرأة عاملة؟
اهتم باعداد البنية الأساسية للطعام ولا أعمل الاكلات الاستعمارية مثل المحاشى وأنا احب المطبخ والعزائم لانه علم وتخطيط ولا يستغرق منى أكثر من نصف ساعة وانا لا اطلب الدليفرى لاننى اسرع منه فالمهم الترتيب والتنظيم ولهذا احب رمضان واكون منتجة أكثر فى قراءة القرآن ليس بطريقة السباق للانتهاء من الاجزاء ولكن ابحث عن قضية داخل القرآن واتتبع مناقشتها عبر السور للتأمل ولهذا اكتشف بالقرآن كل سنة اشياء اكبر واعظم وأكثر انسانية فهو شهر جميل ولا اهوى المسلسلات الا ما يراه أولادى لانها تعمل جوا عائليا فنراها فى الفترة من الافطار للعشاء ثم التراويح ثم القراءة أو اللقاءات الاجتماعية.

كيف كانت طفولتك فى رمضان؟
نحن فلاحون كنا نعلق الزينة والفوانيس واذا انتهت الزينة نعلق اوراق الكراسات بالنشا والحبال كنا لا ننام والناس كان عندها صبر ولا يملون من صراخ 20 أو 30 طفلا طوال الوقت كنا نلعب الالعاب الحركية من الافطار إلى السحور ليس فقط فى رمضان فكنا حتى فى الاعياد المسيحية نحتفل بها دون ان نعرف ما هى مثل سبت النور الذى كنا ننتظره كل سنة ليضعوا لنا كحلا مثل الكبار حتى ينير عيوننا ومع الهوس الدينى الأخير فى عيد الزعف كانت أمى تصلى صلاة استسقاء حتى تمطر السماء كما يحب المسيحيون.

وهل اطفالك يهتمون بالفانوس؟

بالطبع ونشتريه من السيدة زينب ونصر على الفانوس النحاس المصرى وليس الصينى ولدينا مهرجان فوانيس بجميع الاحجام والموديلات فهوياتنا فى هذه التفاصيل.