أخيرا تحقق الحلم الذى ظل يراودنا طوال أكثر من 15 عاما مضت بعد وعود وهمية، وحجج واهية.. أصبحنا لأول مرة فى حياتنا نمتلك مفتاحا لشقة آدمية.. ابتسمت لنا الحياة بعد معيشة كانت كلها فى دائرة من الأذى والضنك.
استقر بنا المقام اليوم فى سكن لائق بعد ان هربنا من العشش والاكواخ وبيوت الصفيح للاقامة فى حى جديد. ننعم فيه بدفء واحضان وطننا الحبيب بوعد اطلقه، ونفذه رئيسنا عبدالفتاح السيسى.
كانت هذه كلمات اهلنا الذين تسلموا أمس الأول شقتهم الفاخرة بحى الاسمرات عندما ذهبت اليهم «الأخبار» لترصد سعادتهم وفرحتهم بــ الكمبوند الجديد.. بينما ردد الاطفال بتلقائية شكرا لــ «بابا السيسى».. عندنا مراجيح وملاعب ومدارس.. احنا مبسوطين مش عاوزين نرجع تانى الدويقة!
عاشت «الأخبار» سعادة أهل الاسمرات حاليا.. الدويقة «سابقا» ... الفرحة لاتوصف تعجز الاقدام عن رصدها.. تبدلت حياتهم من الاسود الى الابيض.. من الخطر الى الامان من حياة الصخور والجبال الى عمارات سكنية مداخلها من الرخام بها مياه وكهرباء.. ومزودة بمفاتيح وغرف مفروشة على احسن مستوي.
الأطفال : عندنا مراجيح وملاعب ومدارس.. مش عاوزين نرجع الدويقة
عندما تطأ قدماك امام عماره رقم «36» يستقبلك الاهالى بابتسامة عريضة وفرحة وترحيب كبير .. هذا المشهد تكرر طوال جولتنا .. دخلنا شقة محمد صديق الذى قابلنا بدموعه قائلا الحمد الله اخيرة هنعيش زى البنى ادمين .. وشاركته اسرته الفرحة وقاموا باصطحابنا الى الغرف ليكشفوا عن الحالة التى وصلوا اليها بعد النقلة الكبرى فى حياتهم .. سراير وانترية وثلاجة وبوتجاز وسفرة هى محتويات الشقة التى منحتها لهم الدولة
قال محمد هذه النقلة النوعية لحياته غيرت خططه المستقبلية .. والتقطت الحديث زوجته قائلة مكنش عندنا مطبخ ولاحمام .. والنهارده احنا فى عيد ..اصطحبنا محمد صديق الى البلكونه قائلا حتى الفيو تغير فبعد ما كنا ننظر لاكوام القمامة اصبحنا نرى ملاعب وخضرة واستراحات .. زغرودة حلوه اطلقتها زوجته عند مغادرتنا الشقة قائله خلاص ودعنا العشوائيات
وفى الشقة المجاوره التقينا اسره محمد احمد والذى قالت زوجته مش مصدقين اننا نعيش فى كمبوند الغلابة مضيفة ان الوضع تغير بعدما كنا نعيش حياه صعبة وسط الصخور والجبال لنجد نفسنا نعيش فى مجمع سكنى به كل المرافق مطمنين على ابنائنا لا نخاف عليهم وصمتت قليلا وقالت «شكرا ياريس شكرا ياسيسى»
واضافت سيدة محمد من سكان الدويقة ان بعد اعتراضها على نقلها من بيتها وعندما شاهدت حى الاسمرات الذى يضم كل ما يحتاجه المواطن من خدمات مصدقتش نفسى وعلى الفور استجبت لقرار النقل «وقالت الدنيا لسا فيها خير « واضافت ان الحياة كانت صعبة .. برد الشتاء القارس وقيظ الحر كاد يقتلنا والثعابين والعقارب تحاصرنا والكلاب الضالة تعيش معنا مضيفة انها تتحدى اى مسئول يستطيع العيش ولوليوم واحد داخل هذا المكان غير الآدمى قائلة ان تحرك الدولة لانقاذ الفقراء امر يزيدنا ترابطا وحب ويجعلنا يدا واحدة .
أما منى احمد من سكان منشية ناصر التى تعول 5 ابناء تعيش مع اخوتها وانتقلت الى شقة تحيا مصر قائلا «انا مش مصدقة نفسى ربنا استجاب لدعوتنا « واضافت كنت اعيش داخل غرفة لا تتعدى 3 امتار مع زوجى وحماتى واخوت زوجى وكانت المعاناة لا تنتهى ننام على الارض ونستعمل حمام مشترك وكانت النهاية وقوع الهضبة على غرفة التى تأوينا وذهبنا الى مدينة 6 اكتوبر والمعاناة كانت شديدة اصبحنا منعزلين عن الحياة وبسبب بعد المكان وعدم توفير وسائل الانتقال زوجى ترك عملة واصبح ارزقى باليومية وقالت : خبر نقلنا الى حى المقطم بمدينة «تحيا مصر» خبر سعيد لا نصدقه من كتر الفرحة الأمر لا ينتهى على ذلك فبعد خطاب الرئيس امس الاول واستلامنا الشقة حسينا ان احنا زينا زى الاغنياء عندنا عفش واجهزة كهربائية وسراير احساس لا يوصف من الفرحة .. كنا نحلم بشقة 60 مترا فقط ولكن ما شاهدنا حلما .
وأمام هذه العمارات تنتشر الملاعب الخضراء والمراجيح ..الذى بدأ الاطفال يذهبون اليها منذ الصباح الباكر .. بتلقائية يقول محمد الذى يبلغ السابعة من عمره كانت لعبته المفضلة المرجيحة ولكن نظرا لعدم وجودها فى الدويقة كان يخترعها بوضع حبل اعلى الباب. .. الان وبعد نقله الى حى الاسمرات قال خلاص عندى مرجيحه جاهزة وملاعب كثيرة ومدارس وأضاف «انا مبسوط ومش عاوز ارجع الدويقة تانى».