علي مدي عدة أيام أمضيتها بنيويورك في زيارة عائلية.. دفعني الفضول الصحفي الي متابعة ما تشهده الساحة السياسية الامريكية من صراع يستهدف الوصول إلي كرسي الرئاسة في أكبر دولة في العالم.
مع اقتراب هذه المنافسة إلي مرحلة الحسم المحدد لها شهر نوفمبر القادم وفقا لما يقضي به الدستور الأمريكي. فإن المعركة الحامية الوطيس أصبحت محصورة بين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس الأسبق كلينتون وبين الملياردير تاجر العقارات والاراضي رونالد ترامب .
وعلي ضوء ما يتم تداوله في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فإن كلا المرشحين يعاني من نقاط ضعف يتم استخدامها من جانب كل منهما ضد الآخر لتحقيق الانتصار. ان أخطر ما تتعرض له هيلاري ما تم إعلانه حول استخدامها لبريدها الالكتروني الخاص لتسيير أعمال وزارة الخارجية عندما كانت تتولي هذا المنصب وهو ما قيل إنه يعرض المصالح الوطنية للخطر.
رغم ان المدعي العام في وزارة الخارجية الامريكية اكد هذا الاتهام .. الا ان التأثير القانوني والمعنوي لهذا الامر مرهون بما سوف يقرره المدعي العام الامريكي في هذا الشأن.. زاد من ضعف موقف هيلاري في مواجهة هذا الاتهام ادعاؤها انها أقدمت علي هذا السلوك دون ان تعلم بانه غير جائز وانه يمكن ان يلحق الضرر بالصالح الامريكي.
اما المنافس ترامب الذي أنفق علي حملته الانتخابية حتي الآن ما يقرب من اربعين مليون دولار من ماله الخاص.. فان الحزب الجمهوري الذي يمثله مازال مترددا في مساندته ودعمه ماليا رغم تفوقه علي جميع المرشحين الآخرين . وتعد عنصرية ترامب وما صدرت عنه من تصريحات عدائية ضد المسلمين بشكل خاص وضد المهاجرين بشكل عام من أخطر العقبات التي سوف تؤثر علي موقفه الانتخابي.
يضاف إلي جانب اتهام ترامب بالعنصرية اتهامه ايضا علي المستوي الاعلامي والشعبي بأنه قام بمنح شهادات مزورة للخريجين في مقابل مادي من الجامعة التي يملكها. وفيما يتعلق بما يثار حول عنصرية ترامب تجاه المسلمين فقد وجد في العمل الارهابي الذي قام به الامريكي المسلم من أصل أفغاني ضد الرواد الشواذ بملهي أورلاند- بفلوريدا.. فرصة لتأكيد صحة مطلبه العنصري بمنع المسلمين من دخول امريكا.
علي كل حال فإنه لا أحد يمكن ان يتنبأ بالفائز الذي سوف يحسم معركة الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تتابعها كل عواصم العالم.
.. وللحديث بقية