في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا إلي الاستقرار والأمن الفكري والوطني وتحتاج إلي من يمد يده ليزرع الخير، ويطرد الشر الذي نشره بيننا الدخلاء في وقت ما، وأرادوا هدم البلاد وتحطيم استقرار العباد حيث كنا نري الفتن في الشوارع، والميادين ونري شرذمة تمسك بما يسمي بقنابل ( المولوتوف) المُصنّعة من البنزين وغيره لتحرق المباني، والمؤسسات، وتُلقي بين الاسر الآمنة لتشتعل النيران في كل بيت وحارة، وشاء الله تعالي أن يعود الاستقرار لمصرنا، وتُنشر بينهم ثقافة حب الأرض، والوطن، ونري الأمن يسود، والخوف يمسك بعصا ترحاله من بين أبناء الكنانة، كل ذلك بتوفيق من الله تعالي، ثم بفضل جهود العقلاء، والحكماء، ومن يحملون المسئولية الأمنية علي عاتقهم،،
غير أن أصحاب الطابور الخامس عزّ عليهم أن يعود الاستقرار للأسر المصرية، وأن تسود ثقافة الحب بين الجميع!، ففكروا وقدّروا، ثم تآمروا، وتعاونوا علي الإثم، والعدوان علي بلادنا، وشبابنا.. كل ذلك باسم الإبداع، والفن الهابط. فانتجوا سيلا عارما من المسلسلات اللاهادفة في شهر الغفران، والنور لتعيش الاسر في حالة مزاجية غير مستقرة، وأعجب من هذه تلك المقالب المُروّعة لخلق الله، حيث نري ما يسمي (رامز يلعب بالنار) كل يوم بعد غروب شمس النهار من رمضان، والذي يدعو المسلم فيه وقت إفطاره بدعوات مستجابات، أن ينقذه رب العباد من النار، بل إن رب العباد -جل في علاه- يغلق في هذا الشهر: أبواب النيران وتُصفّد الشياطين، وينادي المنادي يا باغي الخير أقبل، ويا فاعل الشر أدبر،، إلا أن السيد( رامز) يبدو أنه يغفل من ذلك!. بل يستدعي النار، ويلعب بها، ويروع الآمنين، ويحرق الوجوه، ( ويقلبها غم ) أمام الجالسين علي موائد الرحمن، كل ذلك باسم الفن والإبداع ليضحك المُغيّبون في بلاهة لا نظير لها، وتكون النتيجة الصادمة للجميع من هذا العمل اللا مسئول متمثلة في نشر ثقافة الإحراق، والترويع، بين الأطفال، والشباب، والعودة إلي نقطة الصفر التي ابعدنا الله عنها، وتوقف المولوتوف من شوارعنا، إلا أن هذا العمل المُخيّب للآمال يستدعي ما كان مرة أخري لنري من يحرق البلاد دون خوف أو وجل، بل يحرق، وهو يضحك، ويُروّع وهو يبتسم، ويُدخل الفزع علي القلوب مقلدا لهذا النجم الساطع،، وقد رأينا بالفعل جراثيم هذا العمل الشيطاني تجري علي أيد أطفالنا، حيث نشرت الصحف وقيعة طفل الإسكندرية الذي أحرق غرفة إخوته، ، وأشعل النيران في بقية المنزل، ولما سألته والدته قال: إنني أُقلّد ما قام به النجم الموهوب، فتوجهت بالضحية إلي مركز الشرطة، والسؤال: ماذا تفعل الشرطة مع تجار الحرائق؟ ومع قوم غُيّبت ضمائرهم، ولا هم لهم سوي جمع المال حتي لو كان ذلك علي حسب قيم المجتمع وأمنه؟!.
إن هؤلاء الذين يضحكون علينا ويحاولون تغيّب العقل المصري، وتفريغه من كل بوادر الخير، والرشاد، ليزرعوا فيه موادا تافهة، ومروعة، ومليئة بالعنف، والقسوة.. بل إن بطل هذا المسلسل الناري لما ُسئل عن مدي رضاه عن هذا العمل قال: (قد كده شئ ممتع أنك تشوف واحد يولع قصادك)!!.. يا مثبت العقول!..
إن هذه المقولة تكفي في محاكمة قائلها، ومن وراءه. أو علي الأقل تحويله إلي مستشفي نفسي قبل أن يتخذه أطفالنا، وشبابنا قدوة ،، ، فالشباب إذا سمعوا هذا وطبقوه عمليا لا يجب أن نحاسبهم قبل أن نحاسب من سمح بإذاعة، ونشر هذا العمل الإرهابي، بل لا يجب أن نُحاكم داعش لإحراقها الطيار الأردني، وغيره قبل أن نُحاكم من يستحل الإحراق، ويتلذذ به، ثم ينشره بين أولادنا، ويدعوهم إليه !..، إن إحراق البشر أمر تأباه الديانات السماوية، والفطر الإنسانية السليمة، إن رسول الله- صلي الله عليه وسلم - نهي عن الإحراق بالنار، واللعب بها قائلا: ( لا يحرق بالنار إلا ربُ النار ). بل نهي عن الترويع والتخويف بكل أشكاله قائلا : ( من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتي يدعه، وإن كان أخاه من أبيه وأمه ). فالترويع حرام للفرد، والمجتمع أيا كان هذا الفرد، وأيا كانت ديانته، بل إن الإسلام حرم ترويع الوثني عابد الحجر لينشر ثقافة الأمن، والاحترام، وذلك في قوله تعالي ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه...).
فالوثني المشرك إن لجأ إليك، واستجار بك، حتي ولو في حالة الحرب لا يصح شرعا ترويعه، ولا تخويفه بل يسمعه المسلم كلام الله، ثم له بعد ذلك الحرية إن شاء أمن، وإن شاء بقي علي وثنيته. وما علي المسلم حينئذ أن يجبره علي الإسلام بل يُؤمّنه ويبلغه مأمنه، وداره بسلام.. هكذا ثقافة الاحترام والأمن والأمان والتي يجب أن نُسلح بها شباب بلدنا وأمتنا.. لا ثقافة الإحراق، العنف، والتهريج، والسخرية ،،، بل واجب علي المسئولين أن يتقوا الله في أبناء مصر،وأن يُوقفوا هذا التهريج الذي يهبط بالشباب إلي الدرك الأسفل من الاستهتار،، ففي فرنسا وهو بلد الحريات كما يقال: تم منع» فيلم أمريكي» من العرض لأنه يحتوي علي مشاهد عنف وفيرة.وقال المسئولون: ( إن هذه المشاهد لها تأثير علي المتلقي الفرنسي ). ولم نر أحدا هناك من المدافعين عن الحريات يهاجم قرار المنع هذا، بل ربما أشادوا به، وشعروا أن المسئولين في بلدهم يحافظون عليهم، وعلي أبنائهم. فهل يا تري نري في مصر المحروسة مسئولا واحدا يُبشرنا بإيقاف هذا البرنامج الناري، ورفضه لما يحمله من إثارة، وتهريج، وعنف؟.
إنا لمنتظرون.