قرر مجلس الوزراء مؤخرا» تغيير نظام امتحانات الثانوية العامة من خلال تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الدفاع والعدل والتربية والتعليم والداخلية، لاتخاذ الاجراءات وفق معايير فنية تعد من قبل المتخصصين للقبول في الجامعات ليتم تطبيقها من العام القادم.
والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نجعل الثانوية العامة سنة عادية ؟ كيف نخفف من أعباء وتوتر الاسرالمصرية؟ ونخلصهم من هذا البعبع كيف نطور نظام التقويم وفق النظم العالمية بما يحقق العدالة والموضوعية؟
نجعل الثانوية العامة سنة عادية عندما نطبق سياسة اللامركزية في الامتحانات، «إعداد وتطبيق وتصحيحا ومتابعة وتشخيصا وعلاجا» بحيث يتم ذلك علي مستوي كل محافظة أسوة بسنوات النقل في مراحل التعليم قبل الجامعي شريطة أن يكون هناك معايير قومية تضعها هيئة قومية متخصصة مستقلة.
نجعل الثانوية العامة سنة عادية عندما نطبق نظام التقويم التراكمي بحيث يحسب حصاد الطالب من خلال درجاته في السنوات الثلاثة من المرحلة الثانوية، وكذلك تطبيق نظام التقويم البنائي (المرحلي) الذي يعتمد علي أكثر من امتحان من خلال تخصيص 75%من الدرجة الكلية للتقويم خلال السنوات الثلاثة من المرحلة الثانوية، 15% لاختبارات قدرات تخصصية تتعلق بنوعية الكليات الجامعية،تعد وتصحح الكترونية، 10% لأعمال وتكليفات بحثية وأنشطة صفية،يشارك في تقييمها اثنان أو أكثر من المدرسين لضمان الموضوعية.
نجعل الثانوية العامة سنة عادية عندما يقل عدد المواد التي يمتحن فيها الطلاب في السنة النهائية من المرحلة الثانوية، من خلال مراجعة مناهج المواد الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتي الثالث الثانوي،وفق مصفوفة التتابع والشجرة التعليمية شريطة تخفيض الكم المعرفي الذي يزدحم به عقل الطالب خاصة في المرحلة الابتدائية مع المحافظة علي الأساسيات، ويتم ذلك من قبل لجان فنية متخصصة مستقلة،لاعلاقة لها بمركز تطوير المناهج الذي يحتاج إلي اعادة هيكلة أو يتم الغاؤه.
نجعل الثانوية العامة سنة عادية عندما يتم تطوير نظام المواد الاختيارية في اي وقت، وحسب ميول واتجاهات وقدرات الطلاب مثل دول العالم الصناعي ولتكن الصين مثالا ناجحا في نوعية المواد الاختيارية التي تحقق رغبات الطلاب وتلبي احتياجات السوق فضلا عن نظامها في تجزئة الامتحانات.
نجعلها سنة عادية عندما يتم تطوير الاسئلة الامتحانية في جميع سنوات الدراسة بحيث تخرج من نطاق الحفظ والتذكر في الاجابة إلي قدرات التفكير والابداع، مثل وضح وجهة نظرك، وماذا يحدث لو؟، وقدم تفسيرا او تعليلا لمشكلة، لكي تكشف عن قدرات التفكير الابداعي والنقد البناء وبالتالي يصعب تسريبها ويصعب غشها.
نجعلها سنة عادية عندما نتوقف عن تصحيح العينات العشوائية فلاتوجد دولة في العالم يشكو فيها الطلاب من صعوبة.
وعندما لايتدخل الاعلام في صعوبة وسهولة الامتحانات والتي لاتوجد في اي دولة في العالم كإجراءات وسياسات
نجعلها سنة عادية عندما يبتعد المحافظون والقيادات التعليمية عن زيارات لجان الطلاب وهي بدعة لاتوجد في اي دولة من دول العالم،وعندما يبتعد الاعلام المرئي والمقروء عن تصوير العويل والصراخ والبكاء خاصة من قبل البنات بعد الخروج من لجان الامتحانات.
نجعلها سنة عادية عندما يمتحن الطالب في المدرسة الامتحانات المدرسية ومعها امتحانات القدرات بطريقة لامركزية ويكون هناك الية موضوعية مثل مكتب التنسيق الذي يمثل في نظري انسب النظم في شروط القبول بالجامعات، ويحقق العدالة ويمثل الجواز المروري الموضوعي الذي ينقل الطالب من مرحلة تعليمية إلي مرحلة تعليمية تالية، ويسري نظام درجات الثانوية العامة او مايعادلها علي الجامعات الخاصة بنسب يتم تحديدها كل عام.
نجعلها سنة عادية عندما نتخلص من ثقافة الامتحانات المتكررة من الاعوام السابقة في السنة الثالثة الثانوية، والتي تنمي ثقافة الايداع،وتكرس لتخريج شخصيات مصرية أتكالية غير مستقلة، يمكن أن تنساق إلي أصحاب دعاوي الفكر المتطرف.
نجعلها سنة عادية عندما نساعد كمجتمع وأولياء أمور الطلاب وزارة التربية والتعليم في مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية بأن نمتنع عن شراء السلعة التي تمثل داء تربويا يتطلب القضاء عليه اجراءات تدريجية بدأت فيها الوزارة من خلال تطبيق لائحة الانضباط علي المعلمين والطلاب مرورا بالضبطة القضائية التي تطبقها الوزارة في إغلاق المراكز غير المرخصة املة في تشريع مستقبلي ليضعها في دائرة التجريم.
مايبقي أن الدمج بين امتحانات سنوات المرحلة الثانوية التراكمية واختبارات القدرات النوعية المرتبطة بفئات الكليات والجامعات يتطلب مؤسسة علمية متخصصة متفرغة كما هو الشأن في اختبارات الـ SAT الامريكية وكذلك اختبارات جامعة كمبيردج وهذا يتطلب عددا غير قليل من أجهزة التصحيح كحواسب الية وبذلك نحل مشكلة ماراثون الثانوية العامة.