- مؤكد أن اسم المرحوم الموسيقار الكبير الفنان شعبان أبو السعد لا يغيب عن أساتذة الباليه في مصر أو في موسكو فقد كان الرجل وحده ينفرد بقيادة أوركستر الباليه في مصر بعد أن أمضي أكثر من سبع سنوات في موسكو يدرس موسيقي الباليه وعاد منها ليضع عدة ألحان تحمل اسمه حتي الآن.. وقبل أن يودعنا الفنان الكبير عام ١٩٨٨ كان يقود ثلاث فرق موسيقية في وقت واحد حيث كان قائدا لأوركستر القاهرة وفرقة باليه الأوبرا وفرقة الفنون الشعبية التي طاف معها في رحلاتها حول العالم.. رحل الفنان الراقي شعبان أبو السعد في هدوء، لم يودع الا اثنين: زوجته نادية عاشور التي هيأت له طريق النجاح وشقيقها الدكتور عماد عاشور الأستاذ في كلية التربية الموسيقية وقائد أوركستر القاهرة الآن.. كانت الزوجة وشقيقها قد قررا نقله الي المستشفي في ساعة متأخرة من الليل عقب إصابته بذبحة صدرية وهو لا يعلم بأنه يقاوم آلام الذبحة بدليل أنه رفض أن يوقظ إبنته « شيرين » وابنه «ميدو» ومع ذلك تمكنت منه الذبحة بعد وصوله المستشفي ولم يفلح الاطباء في إذابتها فأسلم روحه.. لقد مات شعبان أبو السعد وترك وراءه أكبر مكتبة تحمل تراثا لموسيقي الباليه باللغتين العربية والروسية وفيها آلاف التسجيلات ..
.. تقول أرملته السيدة نادية عاشور إنها حزينة لأن قامة فنية مثل المرحوم شعبان أبو السعد ترك بصمات علي صدر الباليه المصري وعندما تأتي الذكري السنوية له لم تسمع صوتا لمسئول من الأوبرا التي أعطاها أحلي سنين عمره .. الوحيد الذي يطرق باب الأسرة هو المخرج الفنان الكبير محمد راضي متعه الله بالصحة.. فلم ينقطع عن السؤال رغم تدهور صحته في السنوات الأخيرة، إنه عنوان الوفاء لصداقة عمر.. وتحكي السيدة نادية موقفا عندما كان ابنها محمد شعبان « ميدو» مولعا بدراسة الإليكترونيات الصوتية.. فطلبت من راضي أن يساعده فاختار له الإخراج وكثف له كورسات خاصة مع المخرج الموهوب هاني خليفة الذي أصبح نجما في الاخراج.. تولي هاني رعاية « ميدو» ونجح ميدو في بكالوريوس معهد السينما بتقدير امتياز في الإخراج.. ويعترف « ميدو» بفضل خاله الدكتور عماد عاشور الذي عوضه غياب والده فكان له الأخ والأب والصديق فترة شبابه، ميدو الآن المدير الفني لمحطات CBC ومع ذلك يرفض عروضا خارجية مغرية لأنه يري أن الأرقام ليست كل شيء بقدر أن يكون لك بيت تنتمي إليه.. هو نسخة من أبيه في العطاء.. فقد كان الأب عاشقا للاوبرا.. السؤال هنا متي يتم تكريمه عن مشواره الطويل؟ الإجابة عند الصديق الزميل الكاتب الكبير وزير الثقافة حلمي النمنم صاحب الوفاء مع أصحاب العطاء..