لك الله يا عراق ويا شعب العراق.. لك الله يا سوريا ويا شعب سوريا.. لك الله يا ليبيا ويا شعب ليبيا.. لك الله يا يمن ويا شعب اليمن.. لقد كتب عليكم أن تكونوا فريسة لمؤامرة كبري ترفع وللأسف شعارات مزيفة زعمت وروجت أن ما تتعرضون له هو الطريق إلي الحرية والرفاهية والازدهار. غاب عنكم جميعا وللأسف انكم كنتم هدفا لمخطط تفتيت وتقسيم استهدف كل العالم العربي خرابا ودمارا وموتا وتشريدا لشعوبه.
شارك في هذه المؤامرة الجهنمية التي نجت منها مصر المحروسة وبعض الدول العربية - سعيدة الحظ- عملاء وخونة ومأجورون ومخدوعون وجهلة عملوا جميعا لصالح قوي خارجية لا تبغي الخير للوطن العربي. تجلت قمة هذا التآمر المأساوي في الدمار الذي لحق بمقومات هذه الدول الضحايا والموت الذي داهم ويطارد شعوبها دون شفقة أو رحمة.
باستثناء بعض الدول الخليجية التي انعم الله عليها بثروات بترولية وأسبغ علي شعوب بعضها الآخر إرادة الجد والاجتهاد لتحقيق التقدم والنجاح والرخاء.. فإن ما حدث ويحدث من تآمر جعلها تعاني توفير أقل متطلبات الحياة الكريمة التي كانوا يتمتعون به. كل ما يحدث من صراع وصدام مسلح وموت وخراب لم يكن هناك ما يبرره. إنه وللأسف وليد الخلافات التي اختلقتها هذه القوي المعادية المتآمرة علي كل ما هو عربي أو اسلامي.
كان نتيجة سقوطنا في هذا الكمين ان أصبحنا لا نملك ارادتنا في الخروج من هذا المستنقع الذي اطلقوا عليه مجازا وللأسف.. ما يسمي بثورات الربيع العربي.
الاجدي وفقا لتطورات الأحداث والنتائج ان يطلق علي ما حدث ثورات الخراب العربي. ما اقوله هو الواقع الذي يلمسه كل متابع ومطالع ومشاهد لما يجري علي أرض الواقع.
كل الدلائل والشواهد تؤكد ان ما حدث لم يكن بأي حال ربيعا وإنما كان فصلا لم نعايشه من قبل محوره الكوارث والمحن. اقول للذين مازالوا يحلمون ويرددون الحديث عن هذا الربيع العربي الذي بُشرنا به عما إذا كان ما عشناه ونعيشه هو ربيع بحق وحقيق. ليس هناك ما يقال وعلي ضوء ما جسدته هذه المؤامرة السوداء سوي.. بئس هذا الربيع وما جاءنا من ورائه وأدي لما نحن فيه من معاناة وضياع.
لا منجاة لنا - وأعني الدول العربية التي وقعت ضحية هذا الربيع الفاقد للمعني والمضمون - سوي أن نعود إلي عقولنا وإلي وعينا وانتمائنا الوطني ونتذكر ما كنا عليه وما أصبحنا عليه الآن.. قدرتنا علي استيعاب هذه الحقيقة.. هي حافز لنا لاستعادة توازننا وإصلاح ما شاب مسيرتنا سابقا وحاليا من اخطاء.
كل الشعوب العربية الضحية لهذا المد التآمري مدعومة بالجانب الذي نجا من هذا الكمين برعاية وإذن المولي تعالي.. مدعوة للعمل من أجل كلمة سواء فيما بينها. عليها الجنوح إلي المصداقية والأمانة في معالجتها لأخطاء تعاملها مع بعضها البعض والابتعاد كل البعد عن الاستسلام لنزعات التآمر والفتن الطائفية أو العرقية التي لم تجن من ورائها سوي كارثة الضياع.
إن السبيل الوحيد لخروج الدول من هذه المحنة لا يجب ألا يكون منوطا بقوة خارجية غالبيتها شاركت في مؤامرة تدميرها وتخريبها.. وإنما يعود إلي ايمانها بوحدتها وحرية ارادتها. لابد من تغليب روح التضامن والتسامح.. وإعلاء مبدأ أن الوطن للجميع بالمشاركة والانتماء والولاء وتضافر الجهود من أجل رفعته ونهضته.
كم أرجو أن يرضي الله علي هذه الشعوب ليدفع بحكمائها إلي تبني ما يجمع بينها ويصلح ما انحرف من أمورها.