الجريمة الارهابية البشعة والدموية التي وقعت في مدينة «أولاندو» الامريكية منذ يومين، ومانجم عنها من سقوط مايزيد علي مائة مواطن أمريكي بين قتيل ومصاب، هي صورة حية ومجسدة للفظائع الاجرامية، المنافية لكل القيم والشرائع الانسانية والاخلاقية والدينية التي تتربص بالعالم كله من جانب الارهابيين.
هذه الجريمة تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الارهاب جريمة عالمية لا وطن لها ولا جنسية تميزها ولا قيم تحكمها، وان أخطار الارهاب ليست مقصورة علي دولة بعينها أو منطقة بذاتها، ولكنه يهدد الجميع ويعادي الانسانية في كل صورها،..، أي أنه عدو للحياة بكل أشكالها وألوانها.
هذه حقيقة واضحة وتزداد وضوحا في كل يوم في ظل مايجري في العالم كله علي وجه العموم وفي منطقتنا العربية علي وجه الخصوص، وعلي امتداد الساحة الاقليمية والشرق أوسطية علي و جه التحديد، في ظل موجة العنف والارهاب التي أصبحت تجتاح مناطق عديدةمن العالم الآن، وتهدد مناطق أخري كثيرة تصورت أو توهمت أنها بعيدة عن الخطر وفي مأمن من تهديدات الارهاب وجرائمه.
وما يجب أن يكون واضحا وجليا بالنسبة للجميع، هو أن الجريمة الارهابية التي وقعت في «أورلاندو» الامريكية بولاية «فلوريدا»، والجرائم التي سبقتها في العاصمة الفرنسية باريس، كلها تأكيد واضح بأن الارهاب هو عدو للعالم كله دون استثناء، وأنه تهديد مباشر وخطير لكل الدول سواء في ذلك أمريكا أو اوروبا أو الغرب أو الشرق أو مصر أوغيرها سواء بسواء.
وما يجب أن يكون مؤكدا أيضاهو أن الوسيلة الصحيحة والوحيدة لحماية العالم من جرائم وشرور الارهاب هي وقوف العالم صفا واحدا في مواجهته والسعي للقضاءعليه،..، وهذا ما طالبت به مصر طوال السنوات الماضية.. ومازالت تطالب به حتي الآن،...، فهل تستوعب أمريكا الدرس؟!