ليس أمام هذا الوطن للتقدم والنهوض والازدهار سوي ان يشارك في الكفاح والنضال جميع أبنائه من أجل الحياة الكريمة التي نتمناها وبما يضمن تحرير ارادتنا السياسية وحماية مقوماتنا ومستقبلنا من أي تسلط أو ضغوط.
هدف النجاح علي كلا المسارين يتطلب تفعيل المبادئ والقيم واحياء الضمير والالتزام الذي لايتزعزع بما دعا اليه الدين الإسلامي ورسوله وكل الديانات السماوية الأخري من تقديس للعمل والإنتاج. لا يمكن التوصل إلي هذا الهدف دون التمسك بالانتماء الوطني وروح التحدي الممزوجة بقوة الاصرار.
هذا التوجه المصيري الذي يجب ان يكون التزاما من جانب كل أبناء الشعب يتطلب البذل والعطاء اللذين بدونهما لا يمكن توفير لقمة العيش الكريمة. سعيا إلي تحقيق هذا الهدف لابد من الاعتزاز بكل عمل شريف وبالأيدي والأجساد العارقة التي تؤمن بأن ما تقوم به هو جزء من العبادة التي طالب الله بها عباده المؤمنين.
اتصالا بالكفاح والجهاد من أجل رفعة الوطن وما تواجهه عملية تحقيق الأهداف من عراقيل ومعوقات.. فلا جدال أن دنيانا التي شاءت الأقدار ان نحيا فيها تحوج بالكثير من مظاهر الخير والشر.
المولي عز وجل دعا ويدعو دوما بني الإنسان في كل زمان ومكان لان يكون الجنوح للخير شيمته.. وان يكون جاهزا دوما لمواجهة الشر ومحاربته تجنبا لويلات سلوكياته التي ليس من ورائها سوي الآلام والتخريب والدمار.
في إطار هذا الصراع فإنه من الطبيعي ان تتعرض المسيرة السوية التي يتبناها شرفاء هذا الوطن إلي الاعتراض من جانب عناصر الشر.. انهم اختاروا وللأسف ان يغرقوا في مستنقع الحقد والكراهية الذي جعلهم يتجردون من الانتماء والولاء للوطن.
هذه الحالة المرضية كانت دافعا لهم إلي تبني كل ما من شأنه الاضرار بالوطن.. كل الدلائل تؤكد ان لا هدف لهم سوي خدمة مصالحهم ومصالح من يقف وراءهم مستخدمين في ذلك الشعارات المزيفة القائمة علي الخداع والتضليل.
ان قمة ما يستهدفونه هو تعطيل وتعويق مسيرة الآمال والتطلعات لبناء وطن ينعم بالتقدم والازدهار.
ان وسيلتهم للوصول إلي هدفهم الاقدام علي ما من شأنه هز الأمن والاستقرار وشغل الرأي العام بالفتن والخلافات بدلا من تقديم الفكر الخلاق الذي يحتاجه إلي جانب تشجيع العمل والإنتاج سباقا مع الزمن لتعويض ما ضاع وفاتنا. ان ما يقومون به ويستهدفونه لا يخدم سوي الأعداء والمتربصين بهذا الوطن الغالي.
ليس هناك ما يمكن ان يقال في مواجهة هذه النزعات الشريرة المنحرفة سوي عودوا إلي انتمائكم وعقولكم واتقوا الله في وطنكم.