إن هذا السيل المتدفق علي عيون، وعقول شباب الأمة في الشهر الفضيل من الدراما العربية لهو دليل صدق علي أن البعض منا لا يملك رؤية مفيدة لبلادنا، ولا لشبابنا ولا لديننا،، المليارات سواء كانت جنيهات أو دولارات والتي هي تمويل لانتاج مسلسلات رمضان المبارك في مصر وحدها لتبشر بانتكاسات تلو أخري علي اقتصادنا، وعقول شبابنا!، فهذه الأموال كان يمكن أن تفيد في بناء العقول لا تحطيم القلوب، وكان يمكن أن تبني مدنا، ووحدات لشبابنا بدلا من إغراقهم في زبالة الدراما التي لا تخلو منها قناة - للأسف - وهذا أقل تشبيه لما ما ذكرته الآن،، فطوال الليل تجد مشاهد خليعة، وألفاظا ركيكة، وأساليب غاية في التدني والإسفاف، وهذا ظاهر في البعض ولا أقول الكل، ولكن بصورة مرعبة لما ستكون عليها سلوكيات المُتلقّين الذين يجلسون أمام هذه الدراما- للأسف - كأن علي رؤوسهم الطير وأعينهم مُحدّقة، وأفواههم مفتّحة، وعقولهم متوقفة، كل ذلك لانبهارهم بالتصوير، والإخراج والعرض الذي لا يمكن أن تجد من يناقش كاتبه، ولا منتجه،، وإن تراكمت سلبياته أمام هؤلاء،، والأعجب من هذا جرما هو تزوير التاريخ، والكتابة بدون ضمير لما كان،، ومن النماذج السيئة اللامسئولة تلك الدراما التي تقدمها بعض القنوات والتي تتحدث عن تمجيد الدولة الفاطمية التي احتلت مصر، وأراد أصحابها أن يُشيّعوا المصريين، وينشروا بينهم ثقافة لعن الصحابة، وتأليه البشر، بعد قتلهم العلماء، وقطع رقاب المعترضين في كل مكان، وفرض ثقافة غريبة، وديانة مريبة علي أبناء المحروسة. حيث كان البعض من الشيعة يقول للمعزلدين الله الفاطمي
- ما شئت لا ما شاءت الأقدار... فاحكم فأنت الواحد القهار-
بل ادعي الفاطميون الذين تمجدهم الآن قنواتنا الفضائية في شهر القرآن: أن مُعزّهم هذا يعلم الغيب تماما كما هي عقيدة الشيعة الآن في أئمتهم!. فسخر المصريون من هذا الادعاء فكتبوا له وهو صاعد للمنبر ورقة قالوا له فيها :
بالظلم والجور قد رضينا....... وليس بالكفر والحماقة.
إن كنت أعطيت علم الغيب.... فقل من كاتب البطاقة.
وهذا اعتراض بلغ من الرقي مداه، فهم وان لم يستطيعوا ان يُحطّموا هيبته في نفوس اتباعه من الشيعة فقد حطّموا ثقته في نفسه التي صور لها الشيطان انها تعلم الغيب من دون الله الحق،،
بل تفنن المصريون الذين يُزوَر تاريخهم اليوم علي يد كُتّاب الدراما في بلدنا بصورة أخري في محاربة معتقد الشيعة في إلههم المزيف هذا فاستخدموا الفن التشكيلي، وليس الفن الهابط الذي نراه الآن. بل الفن الراقي التشكيلي في مقاومة الغلو الشيعي، فصنعوا تمثالا من ورق في هيئة إنسان يمسك هذا التمثال المصور بدقّة في صورة انسان بيده عريضة يقدمها للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، ثم أوقفوا هذا التمثال في طريق الحاكم، فتقدم الحاكم ليتناول العريضة من هذا الذي يُجسّد أمامه في هيكل انسان فإذا هي عريضة بها نقد لاذع للسلطات الفاطمية، وعقائدها الغريبة التي يرفضها أبناء الكنانة من سب للصحابة، وتكفير لأمهات المؤمنين الخ.وعندئذ تغيّر وجه الحاكم الفاطمي، وأمر فورا بالقبض علي حامل العريضة فإذا هو تمثال من ورق مُقوّي-!. فبهت الذي كفر.
هؤلاء هم المصريون الوسطيون الذين يكرهون الرافضة، وما يحملون من عقائد كريهة، ويرفضون ما كان عليه الصحابة، وجموع الأمة فيطلق عليهم الرافضة، ولذا بان من شدة كره المصريين لهم أنهم إذا كرهوا أعمال شخص ما بينهم استهزأوا به قائلين له «يا ابن الرفضي» وإلي يومنا هذا يفعلون تأكيدا علي أن التشيع لا يمكن أن يكون له قدم صدق في مصر المحروسة بفضل الله تعالي، والتي أوصي بها وبأهلها المصطفي عليه الصلاة والسلام إلي يوم القيامة... هؤلاء أبناء الكنانة الآن يُقدّم بينهم، وعلي شاشات بلادهم وفي شهر القرآن والغفران التمجيد والتقديس للشيعة ودولتهم الفاطمية العبيدية الدخيلة بفكرها علي أمتنا، وديننا !!. ويقوم المرجفون في المدينة من أبناء جلدتنا ببطولة هذا التزوير، وتقديمه للناس بوجه سمح غير معروف في التاريخ الإسلامي!!!.
والسؤال من وراء هذه الأعمال ؟ ومن الممول لها ؟ ولماذا الفرحة العارمة من قنوات الشيعة الثلاث والثمانين بهذه الأعمال الدرامية الغريبة التي يقدمها البعض من فناني مصر، وهم في سكرتهم يعمهون ؟ بل إن البعض من هذه القنوات يذيع مقاطع من هذه المسلسلات الآثمة علي المشاهدين في العالم كله ليقال للناس - كذبا - إن المذهب الشيعي بألوان أطيافه، ومعتقداتهم هو المذهب الذي بني مصر قديما، وهاهم أهلها يحييونه بمسلسلاتهم حديثا !.
والحق الذي لا مراء فيه أن أهل مصر رفضوا المذهب الفاطمي بقوة لا مثيل لها. الأمر الذي جعل الشيعة آنذاك يستعينون بالأقلية اليهودية في مصر ضد المسلمين السنة، ويغدقون عليهم الأموال والمناصب والرتب أيما إغداق، ويقربونهم إلي كراسيهم، كل ذلك ليضغطوا علي المصريين بالاغراءات ويجعلوهم يستجيبون لمكرهم، ومذهبهم الملوث العفن،،، بيد أن أهل مصر لم يُفّرطوا لحظة في حبهم لنبيهم، وصحابته، وآل بيته، وقام شعراؤهم بالتنبيه علي هذا الخطر الشيعي الذي يستخدم الأقلية اليهودية ضد الاغلبية المسلمة للوصول للمراد، ومن هؤلاء : الشاعر المصري الحسن بن خاقان الذي قال معرضا ومتهكما بسيطرة اليهود علي جهاز الدولة، وعلي المال والنفوذ آنذاك:
يهود هذا الزمان قد بلغوا... غاية آمالهم وقد ملكوا.
العز فيهم والمال عندهمو... ومنهم المستشار والملك.
يا أهل مصر إني نصحت لكم... تهودوا فقد تهود الفلك.
وأنا أقول في زماننا هذا:
كُتّاب هذا الفن في بلدنا قد بلغوا.. من تزوير الدراما ما بلغوا.
فيا أهل مصر قد نصحت لكم.... فلا تقبلوا عنهم كل ما كتبوا.
وادعوا لمصر وأهلها دوما... فالله ناصرهم بقدر ما صبروا.
وإلي الله المشتكي.
أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف