يتحدث بعض الخبراء العسكريين أحياناً عن تسليح القوات المسلحة المصرية لمقارنتها بإسرائيل وباقي دول العالم مع تحديد ترتيب مصر بين هذه الدول وأنها كانت رقم كذا ثم صارت رقم كذا مثلما يفعل الرياضيون لمقارنة الفرق الرياضية المصرية بالفرق الأخري أو يقومون بتصنيف اللاعبين طبقاً لمعايير مادية بحتة ومتفق عليها.
والحقيقة أن تسليح القوات المصرية أو غير المصرية يتم بناءً علي تحديد حجم التهديدات المحيطة بمصر وقوة هذه التهديدات وأسلوب مواجهتها والقوة اللازمة لذلك.
ويتم تحديد الموجود من القدرات العسكرية ثم تحديد المطلوب تدبيره بالاستيراد أو التصنيع المحلي مع اختيار أفضل الأسلحة وأكثرها تقدماً وسوف يؤدي ذلك بالطبع إلي تنويع مصادر التسليح من الشرق والغرب دون التميز إلا لمصلحة مصر والدفاع عن أمنها القومي والأمن العربي بصفة عامة.
وحاملة الهيل الميسترال تعتبر أحدث ما وصل إليه التصميم والفكر العسكري في الاستخدام وتوفير العناصر والأسلحة اللازمة لذلك فهي تسمح بهبوط وإقلاع عدد من طائرات الهيل وتحمل دبابات وعربات مدرعة وجنود وعليها صواريخ متنوعة وبها مستشفي مجهز بغرف عمليات لأعمال الإنقاذ والإخلاء من عرض البحر.
ولها إمكانية العمل 30 يوما والإبحار حتي 10000 ميل بحري وبالتالي فهي في مصر يمكن أن تجوب البحر المتوسط من مضيق ملقا حتي سواحل إسرائيل ولبنان وسوريا وقبرص واليونان ويمكنها أن تبحر في البحر الأحمر حتي باب المندب وتعبره إلي خليج عدن ثم بحر العرب ثم مضيق هرمز حتي ميناء البصرة العراقي.
وتقوم بزيارة مواني الإمارات والبحرين والسعودية والكويت في الخليج العربي وسط أساطيل أمريكا وإيران وغيرها إن وجدت وتدريباً وعملياتياً ربما ضمن القوة العربية المشتركة التي ستكون عمادها.
الميسترال ناصر والسادات وحولهما ما يلزم من القطع البحرية المصرية وفي حماية القوات الجوية المصرية القريبة تقول للعالم إن مصر موجودة في البحار المحيطة لحماية أمنها القومي وموانيها والأمن القومي العربي وتردع أي تهديد إرهابي وغير إرهابي وإحباطه والقضاء عليه في مهده وحماية ثروات مصر في البحرين المتوسط والأحمر.
العلاقات المميزة لمصر مع دول العالم الكبري والصغري والدول العربية والإفريقية والاستراتيجية الدفاعية والبحث الدائم عن السلام في المنطقة والعالم كلها تمنع أن يتكرر لمصر ما فعلته القوي الكبري في أسطول وجيش محمد علي في النصف الأول من القرن التاسع عشر لتحجيم مصر وإضعافها وتمنع أن يتكرر لمصر ما فعلته القوي المعادية عندما تربصوا بجمال عبد الناصر ودفعوه إلي غمار معركة لم يكن مستعداً لها لتحطيم قوة مصر في 5 يونيه 1967 وحرمان مصر من زعامة المنطقة وقيادة الأمة أو التفوق علي دول الجوار العربي المحيطة ( إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا.
علينا أن نعيش في حذر وخطر من قوي الشر في العالم المتربصة بمصر دائماً ولا تريد لها ولأمتها أن تأخذ مكانها اللائق بها في هذا العالم وكل ما تريده هو الانتقام من مصر وتقليص دورها الطبيعي وسط أمتها والعالم.
الميسترال قلعة عسكرية عائمة غالية الثمن عالية القدرات باهظة التكاليف ولن تستخدم إلا في المهام الاستراتيجية للدفاع والمهام الإنسانية لمصر والعرب ويأتي انضمامها للقوات المسلحة المصرية إبرازاً لحجم مصر وثقلها الإقليمي والدولي الذي تطاولت عليه بعض القوي الإقليمية والدولية عند غياب القيادة الوطنية المصرية المخلصة.
وعندما تتنامي قوات مصر العسكرية والسياسية والاقتصادية تجد صدي واستجابة وثقة في دعوتها للسلام الشامل في المنطقة ودحر التطرف والإرهاب ورعاية الوسطية في الإسلام وفي كل الأقوال والأفعال.