لا نستطيع حتي ولو حاولنا ان نفصل ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة، وايضا في غيرها من الامتحانات، عن الأزمة المجتمعية الظاهرة والعميقة التي حلت علي البلاد في الآونة الاخيرة.
وهي الازمة التي طفحت علي السطح علي مرأي ومسمع منا جميعا، في صور كثيرة ومتعددة من الصور المعبرة عن اختلال منظومة القيم والقواعد الاخلاقية والاجتماعية والثقافية المنظمة والضابطة لحركة الحياة والسلوك الفردي والجماعي داخل المجتمع وبين افراده.
وعلينا في ذلك ان نعترف بأننا ونتيجة أسباب ودواع سلبية كثيرة، أهملنا طوال السنوات الماضية الاهتمام بالجوانب التربوية اللازمة لحسن التنشئة والاعداد السليم لابنائنا الصغار والكبار ايضا.
وكانت النتيجة هي الأسوأ التي وصلنا اليها الآن بسبب ضعف دور الاسرة وغياب دور المدرسة في التربية، بالاضافة الي انهيار المستوي التعليمي،..، والاغفال والاهمال التام من جانب بقية المؤسسات الاعلامية والثقافية والدينية لدورها في ترسيخ وزرع القيم الانسانية والاخلاقية الصحيحة في نفوس وعقول الابناء والشباب.
وفي هذا الخصوص، وإذا ما اردنا القضاء علي ظاهرة الغش المسيئة والفجة، فيجب ان يكون ذلك في اطار خطة قومية شاملة ليس لاصلاح التعليم فقط داخل المدارس، ولكن خطة شاملة للدولة تقوم في جوهرها علي التصدي للفساد ومحاربة التسيب والاهمال ووقف كل صور الانهيار والتردي الاخلاقي والقيمي العام في المجتمع ولدي الصبية والشباب بالذات، وإعادة احياء دور الاسرة في التربية السوية وإعادة بعث دور المدرسة في التربية.
«اللهم بلغت اللهم فاشهد»