لا يخفى على احد من المهتمين ان تكون الامتان العربية والاسلامية فى ابهى الصور مجردة من اى تشويه.. فإن تحقيق هذا الهدف يحتم الاستجابة لما طالب به الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب في كثير من لقاءاته حيث أكد ضرورة ان تكون هناك حملة توعية فى اوساط الشباب العربى المسلم والتواصل معهم لغرس حب الاوطان فى نفوسهم. اشار الى اهمية الحوار معهم والاستماع اليهم وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديهم الى جانب تفعيل دورهم فى عملية بناء اوطانهم وصناعة المستقبل. ركز على ضرورة التعاون والتنسيق العربى الاسلامى من اجل مواجهة الفكر الارهابي. طالب بإعادة النظر فى مناهج التعليم قبل الجامعى وتنقيته لضمان تحصين الشباب من الوقوع فريسة للتطرف.
واذا كنا ندعم ونؤيد ما دعا اليه الامام الاكبر المسئول عن مؤسسة الازهر رائدة الفكر الاسلامى الوسطى القائم على صحيح الدين.. فإننا فى نفس الوقت لابد ان نعترف بمسئولية علماء واساتذة الازهر الشريف للقيام بهذه المهمة. وحتى يكون الطريق ممهدا لتحقيق هذا الانجاز الذى اصبحنا فى امس الحاجة اليه فإن المهم ان يكون هؤلاء الازهريون على مستوى هذا الدور المنوط بهم.
لا جدال ان العلماء المنتسبين لهذه المؤسسة التاريخية العميقة التى اضطلعت عن جدارة. عليهم دور فى غاية الأهمية للحفاظ على مقومات الدين الإسلامى وفقا لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام الصحيحة والموثقة بناء على ذلك فإنهم يحتاجون إلى أن يتفق أداؤهم مع المسئولية الملقاة عليهم ومتطلبات الفكر الأزهرى الوسطى بعيدا عن دعاوى التطرف التى تتناولها الاجتهادات الفكرية.
لا تقتصر المسئولية على تبنى هذا التوجه فحسب وإنما على إدارة هذه المؤسسة التى تشرف حاليا بقيادة العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب.. تكثيف جهودها من أجل تنمية المناهج الدراسية فى الأزهر الشريف من كل الأفكار التى يشم منها رائحة التطرف بأى شكل من الأشكال. إن اقدامها على هذه الخطوة يتماشى مع ما تقضى به تعاليم الدين الحنيف القائمة على السماحة والموعظة الحسنة.
إن الأمل كبير أن تتمكن هذه المؤسسة العظيمة بقيمها ومكانتها ان تعيد الصورة المهيبة الحقيقية للإسلام بالانتصار على دعاوى التطرف والانحراف بتعاليمه.